بالصور.. كيف تنبأ فيلم مصري بحادثة هوليوود قبل 60 عاما؟
22:21 - 23 أكتوبر 2021ينشغل العالم كله الآن بالحادثة التي وقعت خلال تصوير الفيلم الأمريكي "راست"، حيث قتل بطل الفيلم أليك بالدوين عن طريق الخطأ، مديرة تصوير الفيلم، وأصاب مخرجه بجروح خطيرة، ولكن ما قد لا ينتبه إليه البعض أن هذا المشهد قدمته السينما المصرية قبل 60 عاما.
وأطلق أليك بالدوين (63 عاما) الرصاص من سلاح ناري كان يفترض أن يكون محشوا برصاص فارغ (مسدس بارد)، لكن السلاح كان محشوا برصاص قاتل، وهو ما يطلق عليه مصطلح "المسدس الساخن"، فأردى مديرة التصوير مقتولة على الفور، بينما تم نقل المخرج للمستشفى لتلقي العلاج.
أوبئة ورقاقات وكواكب: أفلام قديمة تحاكي 2021
فيلم "مع الذكريات" الذي قدمته السينما المصرية عام 1961، أي قبل 60 عاما كاملة من الآن، تضمن مشهد حادثة بالدوين حرفيا، حيث أن بطل الفيلم أحمد مظهر والذي كان يقوم بدور ممثل مشهور في الفيلم، أقدم على قتل مريم فخر الدين التي كانت تقوم بدور ممثلة.
وتدور قصة الفيلم المصري حول أحد مساعدي مظهر في الفيلم، والذي كان يكره مريم فخر الدين لأنها في نظره خائنة، فقام بتبديل الرصاص "الفشنك" برصاص حقيقي في مسدس استخدمه مظهر في أحد المشاهد داخل الفيلم، مما تسبب في مقتل مريم فخر الدين على الفور، ليصاب أحمد مظهر على الشاشة بالصدمة بل ودخل في نوبة مرض بسبب ذلك.
فيلم مع الذكريات الذي كتبه وأخرجه المخرج سعد عرفة، أصبح حقيقة الآن في حادثة بالدوين مع فارق أن الشرطة الأميركية لا زالت تحقق لمعرفة كيفية وصول الرصاص الحي لسلاح بالدوين.
وقال الناقد السينمائي المصري أحمد السماحي لموقع سكاي نيوز عربية، إن المسألة ليست تنبؤ بقدر ما هي استشراف للمستقبل، موضحا أن "الفن الصادق الحقيقي يستشرف المستقبل بكل سهولة".
وأكد أن المبدعين والفنانين الحقيقيين حينما يقدمون عملا تكون فيه رؤية سابقة لعصرها دائما، وأشار إلى ان هذا القدرة وتلك الرؤية ليست عند كل من يعملون بالفن بل لدى المبدعين منهم فقط.
وأضاف أن "سعد عرفة مؤلف ومخرج فيلم مع الذكريات كان مبدعا حقيقيا، وقد ظلمه الإعلام كثيرا ولم يحصل على حقه، رغم انه هو من استشرف مثلا ما سيحدث للجماعات الدينية التي تشوه الدين وكشف زيفها في أفلام كثيرة منها فيلم الملائكة لا تسكن الأرض، فقد كان هذا الفيلم نبوءة للمستقبل فعلا".
وأوضح السماحي أن ما تنبأ به فيلم "مع الذكريات" المصري والذي وقعت أحداثه بعد 60 عاما في أميركا، هو أمر يثير الدهشة فعلا ويؤكد أن السينما المصرية كان فيها مبدعون بحق، وهذا الإبداع لا يحدث إلا عندما تتحقق المعادلة الثلاثية، وهي كاتب مبدع ومخرج له رؤية وممثل مؤمن بالفن ورسالته.