عودة طهران للمفاوضات النووية "بدون شروط مسبقة".. لماذا؟
13:04 - 19 أكتوبر 2021في تطور جديد ولافت بشأن المحادثات النووية الإيرانية، والتي تأجلت منذ يونيو الماضي، بعد نحو ست جولات لم تتحقق منها ثمة نتائج، أعلنت إيران، رسميا، استئناف المفاوضات، الخميس المقبل، ومن دون شروط مسبقة.
وإثر اجتماع في البرلمان مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال عضو في مجلس الشورى الإيراني، إنه من المزمع إجراء محادثات في بروكسل، الخميس، وذلك مع الدول الخمس التي لا تزال أطرافا في اتفاق عام 2015.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن عضو في مجلس الشورى الإيراني، أحمد علي رضا بيجي، الذي حضر الاجتماع المغلق لمجلس الشورى، أن "وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قال إن المحادثات مع مجموعة (4+1) ستبدأ الخميس في بروكسل".
وغرد النائب بهروز محبي نجم آبادي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "تلقى الجميع رسالة واضحة وجادة، وهي أن الحكومة الإيرانية ستبدأ المحادثات هذا الأسبوع على أساس قانون خطة العمل الاستراتيجية لرفع العقوبات وحماية مصالح الشعب الإيراني".
بيد أن الناطقة باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الاثنين، تشككت في موعد استئناف طهران للمفاوضات، وقالت إنه من غير المرتقب عقد أي لقاء مع الإيرانيين الخميس في بروكسل حول استئناف المحادثات بشأن الملف النووي، موضحة أنه "في هذه المرحلة لا يمكننا تأكيد إن كان سيعقد اجتماع أو متى".
ويشرح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني كمال الزغول في حديثه لسكاي نيوز عربية أن عودة إيران والولايات المتحدة لطاولة المفاوضات ما زالت في مرحلة التحضير، لا سيما مع وجود حكومة إيرانية جديدة برؤية مغايرة تحديداً في ما يتصل بالعقوبات الأمريكية المفروضة، بينما تحاول طهران أن لا تراهن بمستقبل البلاد الاقتصادية.
ويتابع: "من المؤكد أن طهران تريد أن تبدأ المفاوضات بدون شروط مسبقة لأنها تريد أن تسابق الحدث مقابل بدء المفاوضات من النقطة التي انتهى عندها الاتفاق عام 2018، وهذا يعني أن مرحلة ابراهيم رئيسي تختلف كليا عن مرحلة حسن روحاني، الأمر الذي يؤشر على أن الجولات الماضية كانت عبارة عن جولات تحضيرية في ظل ظروف جديدة".
ويلفت الباحث المتخصص في الشأن الإيراني إلى أن رغبة طهران الأخيرة لاستئناف التفاوض إنما تثبت الحاجة المحلة والضرورية "لتطوير اقتصادها برفع العقوبات الأممية عنها" و"التخلي عن إدارتها لسياسة حافة الهاوية" التي تكتنف تلك المفاوضات خاصة وقد صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن المفاوضات لن تطول والخيارات الأخرى أصبحت مفتوحة لدى إدارة بايدن.
من هنا، يبدو من الواضح أن الطرفين ينتظران لحظة البداية لتلك المفاوضات وهي فرصة لكل منهما، وفقا للزغول، خاصة ونحن في ظل "استراتيجية أميركية جديدة تجاه الصين، حيث يُعتبر الملف النووي الإيراني عبئا على كاهل إدارة بايدن، وفي المقابل، عدم التفاوض بالنسبة لإيران يشكل كذلك عبئا على اقتصاد طهران".
ويخلص الزغول إلى أن مستوى المفاوضات في الجولة السابعة قد يبدأ بتقديم بعض التنازلات من قبل الطرفين، بحيث يبدأ النقاش حول خطة العمل المشتركة لعام 2015 دون إدخال نقاط جديدة مثل بالصواريخ الباليستية مع مزامنة صريحة لإجراء مفاوضات بين إيران ومجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية.
ويتابع: "إيران ستحاول عدم مناقشة إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب في فترة توقف الاتفاق بعد عام 2018 وحتى هذه اللحظة، وذلك في مقابل التعاون المتواضع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة فيما يتعلق بمسألة الكاميرات الفنية في مواقع المفاعلات الإيرانية".
ومن المرجح، أن يكون الظرف السياسي المواتي دافعا لتقدم المفاوضات من جديد، خاصة في ظل التوترات الإقليمية بلبنان واليمن والعراق، وكذا ما يجري في المحيط الهادئ، لافتا إلى أن المفاوضات "ليست نهائية ولكن قد تأخذ وقتا لمناقشة الاختلافات حول شروط وبنود الاتفاق، كما أن الأحداث في مناطق انخراط الولايات المتحدة قد تُغير في أي لحظة نوع السياسة المتبعة وحسب المصلحة القومية الأميركية، غير أن فرصة التفاوض أصبحت سانحة الآن وبهذا التوقيت المهم".