"علّي صوتك".. الفن في مواجهة الفقر والمشكلات الاجتماعية
18:09 - 16 أكتوبر 2021في أحدث أفلامه "كازابلانكا بيتس"، أو "علّي صوتك"، يعود المخرج نبيل عيوش إلى الأحياء الفقيرة في المغرب التي طالما سلط الضوء عليها في أفلام سابقة مؤمنا بأن فيها مواهب كامنة يمكن الاعتناء بها ودعهما لتتحول إلى طاقات إبداعية هائلة بدلا من السقوط في بئر الإحباط.
يتناول الفيلم قصة مغني راب سابق يعيَّن معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء حيث يلتقي بمجموعة مراهقين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف، بحسب رويترز.
افتتح الفيلم عروض المسابقة الرسمية لـمهرجان الجونة السينمائي، أمس الجمعة، في عرضه العربي الأول لكن دون حضور أي من صناعه الذين أعلنت إدارة المهرجان في وقت سابق عن وجودهم بقائمة المدعوين.
والفيلم من بطولة أنس بسبوسي ومجموعة من المواهب الشابة تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما.
وبجانب الإخراج، كتب سيناريو الفيلم نبيل عيوش بالتعاون مع زوجته المخرجة والممثلة مريم توزاني.
يبدأ الفيلم بمشهد دخول معلم الموسيقى إلى حي سيدي مؤمن بسيارته الصغيرة التي يتخذها منزلا متنقلا وهو يدخن سيجارة بمنتهى الممل بحثا عن موقع "مركز النجوم". وفي الختام يتكرر المشهد لكن المغادرة تكون على وقع موسيقى صاخبة في الخلفية تعكس الفارق الذي صنعه هذا الرجل في المكان خلال مدة قصيرة، وفقا لرويترز.
وما بين دخول الحي والخروج منه رحلة تمتد عبر 102 دقيقة تعتمد بشكل رئيسي على الحوار الدائر معظم الوقت بين المعلم وتلاميذه والأفكار المتبادلة، حيث يحاول حثهم على التعبير عن أنفسهم بكتابة كلمات الأغاني وتقديمها بكامل طاقتهم الصوتية والجسدية بدلا من الخوض في مشكلات مع آخرين يمارسون عليهم سلطات رقابية اجتماعية أو دينية.
الفنون الجميلة.. من غيّبها فقتل الابداع؟
ورغم أن الفيلم يدور داخل مركز للمواهب وتعليم الفنون، فإنه لم يوظف الأغاني والرقصات بشكل مبالغ فيه، ليقتصر دورها على التعبير عن مواهب التلاميذ وتقلب أمزجتهم في البداية ثم استخدامها لاحقا في التعامل مع الضغوط المحيطة بهم ومواجهة العنف ضدهم بالفن.
وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما يعتزم المعلم تنظيم حفل لتلاميذه على مسرح المركز، لكن بعض سكان الحي الذي سبق وخرجت منه معظم العناصر المتطرفة التي نفذت هجوم الدار البيضاء الدامي عام 2003 يداهمون المكان وينهون الحفل فيجد المعلم نفسه مضطرا للمغادرة حتى لا يُغلق المركز تماما.
ومع ترقب صناع الفيلم لنتائج جوائز مهرجان الجونة السينمائي نهاية هذا الأسبوع، يتطلع المغاربة إلى ما هو أبعد من ذلك بعدما رشحه المركز السينمائي المغربي هذا العام للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة الرابعة والتسعين للأوسكار.