تعرف على قصة المنظمة الإرهابية "الأخطر" في أوروبا
23:37 - 10 أكتوبر 2021بالتزامن مع الجراءات المكثفة من جانب الحكومة الألمانية من أجل التصدي للتغلغل الإخواني في البلاد والعمل على تجفيف مصادر تمويل الجماعة الإرهابية، حذرت تقارير استخباراتية من منظمة "رؤيا" الإخوانية، ووصفتها بأنها من أخطر التنظيمات الإرهابية في القارة العجوز.
ووفق التقديرات، تضم المنظمة التي تعمل في البلاد تحت غطاء العمل الاجتماعي والإنساني، نحو 40 ألف إخواني من مختلف الجنسيات، وتديرها قيادات بارزة في التنظيم الدولي؛ على رأسهم، إبراهيم الزيات وهو من قيادات الرعيل الأول للتنظيم.
رأس الحربة
ويحمل الزيات الجنسية الألمانية إلى جانب المصرية، وعمل أستاذاً للاقتصاد الإسلامي والقانون في عدة جامعات ألمانية، لكن الجزء الأهم من مسيرته يتعلق بنشاطه في دعم الإخوان والعمل على نشر أفكارهم وخلق مصادر مختلفة لتمويلهم في الداخل والخارج.
وبرز الزيات كعضو قيادي في العديد من الحركات الشبابية الإسلامية؛ وأبرزها اتحاد الطلاب المسلمين الألمان والتي تضم العديد من اتحادات الطلاب المسلمين في الجامعات الألمانية.
وترأس إبراهيم الزيات رابطة للجالية الإسلامية في ألمانيا كانت تعرف اختصارا بالـIGD، ثم أعيدت تسميتها إلى الجالية المسلمة الألمانية في 2018 أو DMG، وهي المنظمة الرئيسية للإخوان، وفق ما أوردته دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات.
حين يبدأ التطرف من الأسرة
والزيات قائد وزعيم سابق للعديد من المنظمات الهامة المرتبطة بالإخوان بما في ذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) ، وEurope Trust ، واتحاد منظمات الشباب المسلم الأوروبي (FEMYSO) ، والمؤتمر العالمي للشباب الإسلامي (WAMY). ) .
وكان IGD جزءًا من مركز إسلامي في ميونيخ كان تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين، منذ أوائل الستينيات عندما تولى سعيد رمضان ، صهر المؤسس، السيطرة على منظمة إسلامية موجودة هناك.
ووفق التقرير ذاته، يتم إدراج معظم هذه المنظمات سنوياً، من قبل وكالة المخابرات المحلية الألمانية كمنظمة متطرفة وكممثل للإخوان المسلمين في ألمانيا.
وإضافة للزيات وزوجته، اللذين يعتبران رأس الحربة في التنسيق المباشر بين قيادات التنظيم الدولي في أوروبا ومصر وتركيا، يأتي دور محمد طه صبري، الذي يعد من أهم قيادات الإخوان المسلمين في ألمانيا وأحد كوادر ما يسمى المركز الثقافي للحوار، والآن هو إمام مسجد السلام في حي "نويكولن" في برلين.
خضر عبد المعطي ودعم الإرهاب في مصر
وتصنف الدراسة، خضر عبد المعطي، بأنه لعب الدور الأخطر في دعم تنظيم الإخوان المسلمين أثناء وصولهم للحكم في مصر، ومن أهم القيادات الإخوانية على المستوى الدولي ويعد المنسق العام للمجلس الأوروبي للأئمة والوعاظ في أوروبا.
وهناك أيضا، فريد حيدر وخالد صديق، أحد قيادات المركز الثقافي للحوار، التابع للإخوان المسلمين في ألمانيا. ويلعبا مهما هاما في جذب واستقطاب وتجنيد شباب الجاليات المسلمة واللاجئين والمهاجرين.
قيادات نسائية.. حواضن للإرهاب
وتقول الدراسة إن رشيدة النقزي، تعد أبرز القيادات النسائية لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، وهي تونسية الأصل و تقيم في مدينة بون، تترأس قسم المرأة باتحاد المنظمات الإسلامية وأحد أهم القيادات النسائية في جماعة الإخوان.
وتشير إلى الناشطة ليديا نوفل التي تلعب أدواراً متشعبة لكنها متكاملة، لخدمة أهداف الإخوان في ألمانيا حيث شاركت في في تأسيس مجموعة العمل الإسلامية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لتسمح للإخوان باختراق ثاني أكبر أحزاب ألمانيا.
الإخوان وألمانيا.. ما سر الاهتمام؟
يرى جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن جماعة الإخوان تسعى إلى تحقيق أهدافها عبر اختراق بطيء للمجتمع من قبل نخبة من القيادات المدربة بشكل مناسب، والتي تعمل ضمن خلايا سرية. فيتم تنظيم قاعدة الأعضاء في خلايا مكونة من عدة أشخاص لكل منهم.
ويقول في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" إن قيادات الإخوان الإرهابية في ألمانيا تعطي الأولوية للتغلغل في جميع شرائح المجتمع الألماني، و تمارس أنشطة مؤثرة للغاية في الولايات الألمانية، وسيطرت أفكارهم بالفعل إلى حد كبير على المجال السياسي والاجتماعي والإيديولوجي على مدى العقود الأربعة الماضية.
ويضيف أن الجماعة في ألمانيا وقياداتها تسعى دوماً للتأثير على المنظمات الألمانية الكبرى التي تعمل تحت مظلة المسلمين والمجلس المركزي للمسلمين والمجلس الإسلامي وتخضع بعض المجموعات الأعضاء الأكبر للمراقبة من قبل المخابرات الداخلية.
ما مدى تأثير التنظيم؟
وأورد تقرير حديث صادر عن مركز حماية الدستور التابعة للاستخبارات الألمانية، أن تنظيم الإخوان الإرهابي يمتلك في ألمانيا 30 جمعية نشطة، و511 مسجدا، و1091 حلقة دينية، بالإضافة إلى 2137 جمعية شبابية ونسائية جامعية.
وبوجه عام، تسعى الحكومات الأوروبية إلى التصدي لظاهرة التطرف ومكافحة الجماعات المتطرفة، عن طريق عزلها ووضعها تحت الرقابة، فيما تعتزم تدشين مراكز جديد مهمتها مراقبة المؤسسات والمنظمات المتطرفة في البلاد كخطوة لمكافحة تيارات الإخوان أو ما يعرف بـ"الإسلام السياسي".