انتخابات العراق.. تحشيد سياسي "هائل" لتجنب سيناريو 2018
23:19 - 07 أكتوبر 2021قبل ثلاثة أيام على موعد الانتخابات النيابية المبكرة، كثفت الحكومة العراقية، والأطراف السياسية تحشيدها لرفع نسب المشاركة الجماهيرية في هذه الانتخابات، فيما تحدث استبيان رسميٌ عن توقعات تشير إلى مشاركة 68 في المئة من الناخبين، بالاقتراع المبكر.
ويهيمن على القوى السياسية، شبح القلق والخوف، من تكرار سيناريو انتخابات عام 2018، عندما كانت نسب المشاركة المعلنة، 44 في المئة، فيما تحدثت أوساط مستقلة أنها لم بلغت أقل من 20 في المئة، وهو ما فجّر احتجاجات واسعة.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، الخميس، أن نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات النيابية ستكون 68 في المئة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان: إن "الشرطة المجتمعية، أجرت استبياناً لآراء المواطنين حول مشاركتهم في الانتخابات المؤمل اجراؤها في العاشر من أكتوبر الأول في بغداد والمحافظات، وقد أظهر أن 68% منهم أبدوا عزمهم على المشاركة بالانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد للتغيير".
وأضافت "فيما أكد 83% من المواطنين على قدرة القوات الأمنية على حماية العملية الانتخابية، ونجاح الانتخابات أمنيا".
وبحسب البيان الرسمي، فقد "شمل الاستطلاع المواطنين من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار في أغلب محافظات البلاد ممن يحق لهم التصويت والاقتراع".
مقاطعة
وتشارك أغلب الأحزاب الرئيسية في البلاد، بهذه الانتخابات، على شكل تحالف كبيرة، تمثل مختلف المكونات، فيما قاطعت الأحزاب الجديدة، التي انثبقت من رحم الاحتجاجات الشعبية.
وترى تلك الأحزاب، أن الأرضية غير مهيأة لمثل تلك المشاركة، لجهة عدم تكافؤ الفرص، واستغلال الأحزاب الحالية المال العام للترويج الانتخابي، فضلاً عن انتشار السلاح المنفلت، وما يشكله من مخاطر أمنية، أو سياسية على نتائج الانتخابات، في حال جاءت بمفاجآت.
ومن بين 24 مليون عراقي يحق لهم المشاركة في الانتخابات، حصل أكثر من 14 مليونا على بطاقاتهم الانتخابية "البايومترية" التي تحتوي معلومات فيها بصمات أصابعهم، أسماؤهم الكاملة، دوائرهم الانتخابية، ومعلومات حيوية أخرى لمنع التزوير في الانتخابات، وفق المفوضية العليا للانتخابات العراقية.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية السابقة التي جرت عام 2018، 40 في المئة، حسب بيانات الحكومة، لكن العديد من المراقبين يشككون فيها ويقولون إنها لم تتجاوز 20 في المئة وفي ظل يأس ولا مبالة قطاع واسع من العراقيين بالانتخابات المقبلة، قد تكون نسبة المشاركة أقل من سابقاتها بكثير.
لكن مدير عام دائرة الإجراءات والتدريب في مفوضية الانتخابات داود سلمان، قال: إن "إجراءات المفوضية ستكون مغايرة عن الانتخابات السابقة"، مؤكداً أن "الشركة التي ستنقل البيانات الخاصة بالانتخابات مستقلة عن الانترنت".
وأضاف سلمان في تصريح صحفي، أن "القائمين على الأمن الخاص بالانتخابات ليسوا عراقيين"، مشيراً إلى أن "أجهزة التحقق هي من تقود الانتخابات الحالية الكترونيا".
توقعات بمشاركة 40 في المئة
رئيس مؤسسة المستقلة للأبحاث وهي ممثلة "غالوب" في منطقة الشرق الأوسط منقذ داغر، قال إن “هناك سباقاً خفياً بين من يريد الإبقاء على معدل المشاركة الواطئ، وبين من يريد رفع تلك النسبة، والمفارقة أن كل من الذين دافعوا أو عارضوا الدعوة للانتخابات المبكرة، عندما اندلعت انتفاضة تشرين هم متفقون الآن على الرغبة في انخفاض مستوى المشاركة".
وأضاف داغر في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "القوى السياسية المعتدلة، فضلاً عن الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي يرغبون في زيادة نسبة المشاركة، كي يحصل بعض التغيير، وبالتالي تجنب السيناريو الاسوأ المتوقع ما بعد الانتخابات، لذلك لجأت هذه القوى للاستنجاد بمرجعية النجف، لحث الناخبين على المشاركة".
وأشار إلى أن "دراسة أجرتها المجموعة المستقلة، وغالوب، لقياس مدى تأثير نصائح المرجعية الدينية على زيادة معدلات المشاركة في الانتخابات القادمة، تبين أن هناك زيادة متوقعة فعلاً تصل إلى 10-15% في المجمل".
ويرى داغر، "صعوبة أن تصل نسبة المشاركة إلى 40 في المئة".
وخلال الساعات الماضية، كثفت الكتل السياسية عبر مرشحيها، الدعوات إلى مشاركة واسعة في الانتخابات، مرتكزة بذلك على إجراءات المفوضية، التي تعد الأولى من نوعها، لضمان نزاهة الانتخابات.
بدوره، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى اختيار من يمثل أساس قيم العراق الوطنية.
وقال الكاظمي: إن "مجلس النواب أنهى اليوم فترته النيابية، تمهيداً لإجراء يوم الأحد (10 أكتوبر)".
وأضاف أن "شعبنا على امتداد الوطن الغالي، الانتخابات هي المسار الوطني لإنتاج مجلس نواب جديد، ولحماية وطننا وبناء الدولة".
وتابع: "اختاروا من يمثلكم بحرية وعلى أساس قيم العراق الوطنية، اصنعوا التغيير بإرادتكم".