"اللغات الأم" تفجر موجة غضب جديدة في وجه طهران
11:59 - 01 أكتوبر 2021من محافظات أذربيجان شمالا والأهواز جنوبا، إلى كردستان غربا والبلوش شرقا، تشهد إيران حالة غضب للمكونات السكانية الشهير باسم "الشعوب غير الفارسية" التي تطالب بتدريس لغاتهم الخاصة مع بدء العام الدراسي الجديد، وهي اللغات التركية للأذريين والكردية للأكراد والعربية للأهواز.
وتجسد هذا الغضب الأيام الماضية في فعاليات داخل أذربيجان والأهواز وكردستان للمطالبة بالسماح بلغاتهم في الدوائر الحكومية والمخاطبات الرسمية ومناهج الدراسة، منها الإضراب عن الطعام وحملات إلكترونية.
وتنص المادة 15 من الدستور الإيراني على أن الفارسية هي اللغة الرسمية الوحيدة للدولة والكتب الدراسية والمخاطبات والوثائق، أما اللغات المحلية والقومية فأجازت استعمالها في الإعلام، مع تدريس آدابها في المدارس.
وتؤكد المادة 101 من ميثاق حقوق المواطنة على أن "للمواطنين الحق في تعلم واستخدام وتعليم لغتهم ولهجتهم المحلية"، ولكن لم يتم تطبيقها في المدارس.
ويستند نشطاء من أبناء الشعوب غير الفارسية على الاتفاقيات الدولية التي تطالب بتدريس لغات ما تصفها بـ"الأقليات"، ومنها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لسنة 1989.
وترفض الحكومة تدريس هذه اللغات قلقا من أن تشجع النزعات الانفصالية، وفي ذلك وصف عضو أكاديمية اللغة الفارسية وآدابها، فتح الله مجتبعي، المطلب بالمؤامرة، قائلا: "ليس لدي أدنى شك في أن هذه القضية جاءت إلى إيران من الخارج".
ولا تتوفر إحصائيات دقيقة للشعوب غير الفارسية، ووفقا لبوابة الخدمات الإلكترونية الوطنية الإيرانية، فإن 25 % من الإيرانيين يتحدثون التركية، و7% من الكردية، و6% العربية والبلوشية أو لغات أخرى.
إضراب عن الطعام
أضرب الناشطان الأذريان علي رضا فارشي في سجن طهران الكبرى، وعباس لساني في سجن أردبيل عن الطعام، من أجل تدريس اللغة التركية في إقليم أذربيجان شمال غربي إيران.
واعتقل "فارشي" عدة مرات بسبب أنشطته الثقافية وجهوده لتعليم التركية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات و6 أشهر بتهمة " تهديد الأمن القومي" و8 أشهر بتهمة "الدعاية ضد النظام".
وأيضا لعباس لساني تاريخ من الاعتقالات بسبب أنشطته الداعمة للهوية الأذرية، منها اعتقاله في 2018، بتهمة "تنظيم مجموعة لزعزعة الأمن القومي" وحكم عليه بالسجن 15 عاما.
ويشكل "أتراك إيران" أو "الآذريين" أكبر قومية غير فارسية في إيران، إذا ما أضيف إليهم التركمان والقشقائيون والأوزبك.
حملات إلكترونية
أطلق نشطاء من عرب الأهواز، حملة إلكترونية موسعة لتدريس العربية في مدراس الأهواز (خوزستان) تحت عنوان "الدراسة بلغة الأم حقي".
وفيما يخص الأكراد، كتبت 38 منظمة غير حكومية في كردستان رسالة إلى طهران احتجاجًا على "سياسة استبعاد اللغات غير الفارسية".
واعتقلت السلطات الناشطة في مجال تعليم الكردية، زهرة محمدي، في 2020، وحكم عليها بالسجن 5 سنوات.
رسالة للمجتمع الدولي
وفي تقدير الدكتور عارف الكعبي، رئيس "اللجنة التنفيذية لدولة الأهواز"، فإن "نصف سكان إيران، منهم 12 مليون عربي، محرومون من لغتهم الأم".
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن 40% من العرب في الأهواز لا يعرفون الفارسية لأن لغتهم في المنزل هي العربية، وهو ما يتكرر في المناطق الكردية والبلوشية والأذرية.
وطالب الكعبي المجتمع الدولي بالضغط على إيران لتسمح بتدريس اللغات غير الفارسية، موجها رسالة باسم " اللجنة التنفيذية لدولة الأهواز" إلى المؤسسات الدولية والعربية المعنية لأجل هذا الغرض.