ما بعد ميركل.. كيف ستدير ألمانيا الملفات الشائكة؟
15:24 - 30 سبتمبر 2021بملفات اللاجئين والعلاقات مع واشنطن ومكافحة الإرهاب، تتحدد رؤية التحالف الجديد الحاكم في ألمانيا، الذي يقوده الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفائز في الانتخابات البرلمانية، وهي من أضخم محتويات التركة الثقيلة التي خلَّفتها المستشارة أنغيلا ميركل.
وظهر 3 منافسين لخلافة ميركل، وهم أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأرمين لاشيت من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهما المرشحان الأوفر حظا، إضافة إلى المرشح بربوك من حزب الخضر.
وأوضحت النتائج فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ 25.7 بالمئة من الأصوات، وحصول التحالف المسيحي على 24.1 بالمئة، بينما جاء حزب الخضر الثالث بنسبة 14.8بالمئة، والحزب الديمقراطي بنسبة 11.5 بالمئة.
ملف اللاجئين
مثلت قضية اللاجئين تحديا كبيرا أمام ميركل، بعد أن اتبعت سياسة "الباب المفتوح" مع اللاجئين، وخاصة السوريين، منذ 2015 رغم الانتقادات لموقفها، وأصبحت ألمانيا من أكبر الدول استضافة للاجئين بنحو 1.7 مليون شخص.
ومع تفاقم أزمة أفغانستان، زادت مخاوف الألمان من موجة لجوء جديدة تهدد بلادهم؛ مما دفع ميركل إلى الدعوة لإبقاء اللاجئين في دول جوار أفغانستان، على أن تقدم لهم برلين المساعدات.
ويتوقع محمد رجائي بركات، خبير الشؤون الأوروبية، أن سياسة ألمانيا نحو اللاجئين وخاصة السوريين لن تتغير بفوز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، كما أن حزب الخضر ممن يدعم اللاجئين.
وبحسب بركات فأشد الأحزاب الرافضة للاجئين هي التي توصف باليمين المتطرف، وطالبت بوقف استقبالهم، ولم تحرز تقدما في الانتخابات.
ويبرر ذلك في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" بأن ألمانيا بحاجة إلى أيدي عاملة أجنبية بناء على تصريحات رجال أعمال ومسؤولين ألمان، فقدوم السوريين إلى ألمانيا سهل الحصول على الأيدي العاملة.
وعرف عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تضامنه مع اللاجئين، حيث شمل برنامجه الانتخابي تطوير للنظام الأوروبي للتعامل معهم بشكل إنساني، وضم بين مرشحيه مهاجرين.
أميركا والناتو
وشهدت الأسابيع الأخيرة توترا بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، عقب قرار الانسحاب الأميركي من أفغانستان، الذي جدد دعوة داخل الاتحاد الأوروبي بتأسيس جيش أوروبي موازي بحثا عن استقلالية أوروبية عن أميركا.
وزاد التأزم بعد إلغاء أستراليا صفقة الغواصات مع فرنسا، وتفضيلها توقيع صفقة غواصات مع أميركا وبريطانيا.
وفي هذا السياق، يوضح بركات أن الفترة الأخيرة رفعت الحكومتان الفرنسية والألمانية شعار "الاعتماد على النفس" وتشكيل قوة عسكرية للتدخل السريع تابعة للاتحاد، وهو الأمر الذي أغضب الرئيس الأميركي جو بايدن.
غير أن المحلل السياسي رجَّح أن تتراجع برلين عن فكرة الجيش الأوروبي بعد حدوث انفراجة مؤخرا بين الدول الأوروبية أعضاء حلف الناتو مع واشنطن لتعزيز التعاون داخل الحلف.
وانطلق الاجتماع الأول لمجلس التجارة والتكنولوجيا المشترك بين الاتحاد الأوروبي وأميركا، الأربعاء، لتعزيز النفوذ العالمي في مواجهة التهديدات الصينية.
مكافحة الإرهاب
وتتفق سياسة برلين مع باقي دول الاتحاد الأوروبي بشأن محاربة المتطرفين. ومؤخرا أصدرت قوانين وتشريعات لمكافحة الأموال الممولة للإرهاب ومراقبة المؤسسات الدينية والخيرية.
وتوافقت القوانين الألمانية مع بعض دول أوروبا حول إلغاء جنسية مواطنيهم الحاملين لجنسية أخرى إن اشتركوا في الإرهاب؛ ولذا يؤكد بركات أن التنسيق بشأن ملف الإرهاب سيظل مستمرا بين ألمانيا والاتحاد في ظل الحكومة الجديدة.