الانتخابات العراقية.. تحالفان يتصدران الجغرافية السنية
16:03 - 27 سبتمبر 2021أفرز الحراك السياسي في العراق، قائمتان كبيرتان تتصدران المشهد السياسي في المحافظات السنية، وهي تحالف "عزم"، بزعامة رجل الاعمال خميس الخنجر، وتحالف "تقدم" برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
ورغم وجود أحزاب صغيرة أخرى، إلا أن هاتين القائمتين، تصدرتا بشكل واضح، المشهد السياسي في المحافظات الغربية من البلاد.
وضم تحالف "عزم" عددا من القيادات الحزبية الصغيرة، خاصة تلك الراغبة بالثأر من رئيس البرلمان الحلبوسي، لتصدره المشهد السني في البلاد خلال الفترة الماضية، انطلاقا من موقعه رئيسا للبرلمان، ورغبته بالحصول على رئاسة الجمهورية خلال الانتخابات المقبلة.
ويتألف "عزم" من عدة أحزاب، أبرزها حزب المجد العراقي، والكتلة العراقية الحرة، وحزب المسار المدني، وحزب الحل، والتجمع المدني للإصلاح، والتصدي.
أما تحالف "تقدم" فينطلق من شعبيته الجارفة في محافظة الأنبار، ويرتكز على مشاريع الإعمار التي يقول إنه ساهم في إنجازها، بعد مرحلة سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المدينة.
وضمن "تحالف تقدم "، يبرز تجمع "تعاون"، برئاسة محافظ الأنبار علي فرحان، وكذلك "الخيار العربي"، برئاسة عبدالكريم عبطان، و"حزب الحق"، برئاسة أحمد المساري، وتجمع "نهضة جيل"، برئاسة أكرم العساف، وبعض الأحزاب الأخرى.
لكن هذا التنافس، قد يضعف موقف القوى السنية، في مفاوضاتها أمام الكتل الكردية والشيعية، عقب فرز أصوات الناخبين، وبدء تقاسم المناصب السياسية المهمة.
ويرى نائب في البرلمان العراقي، عن تحالف "عزم"، أن "دخول الكتل السنية في قائمتين كبيرتين، ربما يكون هو الأفضل، بسبب التباين في الرؤى والأهداف، وهذه الحالة صحية، وتفسح المجال أمام الكتل السنية، للدخول في التحالف الأخرى، بما يتلاءم مع موقفها ورؤيتها، وهذا ربما لن يتحقق في حال الدخول بقائمة واحدة، خاصة وأن الكتل الأخرى، أيضا منقسمة، على نفسها".
وأضاف النائب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "التوقعات الحالية التي تطلقها الأحزاب بشأن عدد مقاعدها هي جزء من الدعاية الانتخابية، ولا يمكن التكهن بمزاج الناخب العراقي، الذي حقق مفاجآت كبيرة خلال الانتخابات السابقة"، مشيرا إلى أن "تعدد الأحزاب في الجغرافية السنية، حالة طبيعية، وهي ربما أيضا تأتي في سياق الوضع الداخلي وكذلك وضع المنطقة، وتعدد المزاجات، وتباين الرؤى".
ويميل تحالف "عزم" في توجهاته إلى تحالف "الفتح"، بزعامة هادي العامري، إذ تجمع رئيس التحالف خميس الخنجر، والعامري، علاقات وثيقة، وساهم سابقا في عودة الخنجر، إلى المشهد السياسي، بعد خلافات مع حكومة نوري المالكي.
وتمكن تحالف "عزم" من تنظيم عودة القيادي السني البارز، رافع العيساوي، وضمه إلى صفوفه، وهو ما يعطيه دفعة جيدة في مواجهة تحالف "تقدم" بزعامة الحلبوسي.
تحالفات "تكتيكية"
ويرى خبراء في الشأن العراقي، أن هذه التحالفات هي تكتيكية مرحلية، تعتمد التجمع، لوقت معين، ثم الافتراق والاختلاف، كما حصل سابقا في عشرات القوائم والتجمعات التي تشكلت بهدف تجميع أكبر عدد من النواب في البرلمان.
وتميل دائما الكفة إلى الحزب أو الجهة التي تحصل على رئاسة البرلمان، حيث تتشكل في الغالب قائمة قوية داعمة له، ويُنظر إلى رئيس البرلمان، بأنه الزعيم السياسي.
ويمثل العرب السنة 71 نائبا منذ انتخابات 2018 بعدما كان عددهم 90 نائبا في الدورة التشريعية السابقة (2014 إلى 2018).
وحول التنافس بين الأحزاب السنية، يقول المحلل السياسي، عماد محمد إن "الساحة السياسية السنية، تشهد تنافسا حادا، لاستقطاب الشخصيات البارزة، وضمّها إلى صفوف التحالف، مثل رافع العيساوي، وهذا يكشف عمق الصراع على النفوذ والقوة، الذي سينعكس سلبا على أداء تلك الكتل تحت قبة البرلمان، إذ كلما كانت القوى السنية، متوحدة، حصلت على مكاسب أكبر، وقوة داخل البيت التشريعي".
وبيّن محمد في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "لا يمكن الحكم على هذا الوضع بأنه سلبي أو إيجابي، فإن ما يحدد ذلك هو الأداء فقط، خاصة بعد اعتماد قانون الانتخابات الجديد، الذي فرض على الكتل إعادة تموضعها، وفق المتغيرات الجديدة، فضلا عن توجه منطقة الشرق الأوسط بشكل عام نحو تهدئة الخلافات، وإنهاء حالة الخصام بين الفرقاء، وهو ما سيؤثر بشكل أو بآخر، على المزاج السياسي داخل العراق".