دقلو: العسكر لن يسكتوا على الهجوم المتواصل عليهم
12:46 - 26 سبتمبر 2021قال محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، إن العسكريين لن يسكتوا على الهجوم المتواصل عليهم؛ وهدد بنشر تسجيلات تفضح اجتماعات مجلس السيادة.
وأكد حميدتي قدرته على مواجهة الشارع بتحريك شارع آخر موال له، وشدد على أنه لا يمكن عزل الإدارات الأهلية وبقية القوى السياسية عن المشاركة بزعم الانتماء لنظام عمر البشير.
غير أن سياسيين اعتبروا أن تلك التصريحات تؤكد وجود أزمة عميقة في البلاد، الأمر الذي يتطلب ضرورة الإسراع في هيكلة القوات النظامية.
تهديدات المجتمع الدولي
وحذر حميدتي؛ في تصريحات أدلى بها السبت خلال مناسبة اجتماعية في منطقة بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم؛ من التهديد بالمجتمع الدولي؛ في إشارة إلى ردود الفعل القوية الداعمة للمدنيين التي صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وعدد من البلدان الأوروبية.
وانتقد الاتهامات التي أشارت إلى سعي العسكر لقطع الطريق أمام اكتمال عملية التحول المدني في البلاد عبر دعم السيولة الأمنية الحالية التي تعيشها البلاد على خلفية الأحداث الدائرة منذ نحو 10 أيام في شرق السودان والتي يقودها محمد الأمين ترك، زعيم قبيلة البجا؛ إحدى المكونات السكانية في شرق السودان؛ وهو أحد عناصر نظام المخلوع عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019.
وفي حين اعتبرت تقارير أن التراخي الأمني في مواجهة ترك، الذي أغلق مناصروه الميناء الرئيسي للبلاد في مدينة بورتسودان؛ كان مقدمة للانقلاب على السلطة المدنية؛ وصف حميدتي تلك الاتهامات بـ"النفاق".
خلافات مستمرة
وألمح حميدتي إلى وجود خلافات بين المكونين العسكري والمدني داخل مجلس السيادة السوداني، الذي يضم 6 عسكريين و6 مدنيين.
وردا على تصريحات أشار فيها مدنيون إلى أن جلوسهم مع الشق العسكري خصم من رصيدهم السياسي؛ قال حميدتي "طفح الكيل.. نحن من منحناهم القوة، ولن نسكت عن الحق".
وأضاف، كاشفا عن أنه سبق له أن تقدم باستقالته من مجلس السيادة 3 مرات: "قالوا إننا خصمنا من رصيدهم السياسي، أين وجدوا القوة.. نحن من منحهم القوة.. وأرادوا في نهاية الأمر أن نكون حراسا لهم".
أزمة عميقة
رأى سياسيون أن تصريحات حميدتي تشير إلى أزمة حقيقية، فقد أشار مدني عباس مدني وزير التجارة السابق وعضو لجنة التفاوض مع المجلس العسكري عقب نجاح الثورة؛ إلى أن تلك التصريحات تفهم في إطار تصعيد مخطط بدا بحرص على تعميق الأزمة داخل قوى الحرية والتغيير عبر دعم مجموعات منشقة عنها.
وقال لموقع سكاي نيوز عربية "إنه هروب من مواجهة الأسئلة الحقيقية المرتبطة بمدى جدية المكون العسكري في إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وتشكيل جيش موحد بعقيدة وطنية وخاضع لسيادة المدنيين".
وأضاف أن الفشل الأمني ظل مصاحبا للعامين الماضيين رغم أن الأمن كان هو مبرر مشاركتهم في السلطة.
وفي ذات السياق يؤكد أمجد فريد المستشار السابق لرئيس الوزراء السوداني على ضرورة إصلاح المؤسسات الأمنية.
وقال فريد لموقع سكاي نيوز عربية "ينبغي أن تتوقف تصريحات التحشيد والاستقطاب".
ومن جانبه يرى هشام أبو ريدة؛ القيادي بالجبهة الوطنية العريضة ومسؤول مكتب حقوق الإنسان في رابطة المحامين والقانونيين ببريطانيا؛ إن تصريحات حميدتي توضح أن هنالك أمراً ما قد يحدث، لأن الوضع الامني هش للغاية مما قد يفتح الباب أمام احتمالات عديدة.