وفيات وإصابات جديدة.. العراق يواجه خطر انتشار الحمى النزفية
21:31 - 25 سبتمبر 2021بعد تسجيل عدة إصابات ووفيات جراء مرض الحمى النزفية، في محافظة ذي قار جنوبي العراق، شرعت دائرة صحة ذي قار عبر المستشفى البيطري التعليمي بالمحافظة، في اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية لمنع تدهور الوضع.
وقد تم في هذا السياق، بحسب الجهات الصحية في المحافظة، تشكيل فرق بيطرية متخصصة لرش بؤر المرض بالمواد المعقمة والمبيدات لتطهيرها، ومنع حدوث إصابات جديدة، فضلا عن عقد ندوات تثقيفية صحية في المناطق التي سجلت فيها حالات الإصابة، وذلك لشرح سبل انتشار هذا المرض ومسبباته وطرق الوقاية منه.
كما وبادرت الجهات الحكومية والصحية، بإصدار قرار بمنع دخول وخروج الحيوانات من وإلى المناطق الموبوئة، وداخل المحافظة لمدة شهر، وتوجيه لجان متابعة الذبح العشوائي للمواشي، بالتنسيق مع الدوائر ذات العلاقة لمتابعة المخالفين من الجزارين، وإحالتهم على القضاء، مع منع الرعي داخل المدن.
وعن خطورة الوضع نتيجة انتشار الحمى النزفية في عدد من المحافظات العراقية، كنينوى وذي قار، يقول مصدر طبي عراقي رفض ذكر اسمه، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "الوضع خطير، وإن لم يتم تدارك الأمر فقد نكون لا قدر الله، أمام موجة انتشار واسعة للمرض تعم البلاد، فالوعي الصحي شبه الغائب في مجتمعنا وخاصة في الأرياف وضواحي المدن والعشوائيات، مع ضعف آليات الرقابة الحكومية الصحية، تنجم عنه كوارث صحية كما نرى الآن".
ويضيف: "جولة سريعة داخل مدننا وقرانا وأسواقنا، تكشف مدى فداحة المشكلة، حيث المواشي المذبوحة المعلقة في الطرقات وفي الحواري، والدماء تتقاطر منها، والذباب فوقها والحشرات تملأ الأمكنة، وكل ذلك تحت مرأى الجهات المسؤولة، حيث تباع تلك اللحوم الملوثة والمسببة لمختلف الأمراض جهارا نهارا".
وعن طرق العدوى الأساسية لانتقال الحمى النزفية الفيروسية، يقول: "هي تنتقل أساسا من حيوان مصاب للإنسان، وذلك عن طريق الدماء الملوثة واللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة دون فحص ورقابة، ينتشر المرض بشكل أكبر، ومع أن الفيروس يموت إن طبخ اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، لكنه قد ينتقل حتى عبر دم الحيوان المصاب وليس لحمه فقط".
ويحذر المصدر الطبي من أن الفيروس ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العوائل الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش.
هذا وتشمل بعض أنواع الحمَّى النزفية الفيروسية ما يلي: حمَّى الضنك - حمَّى الإيبولا - حمَّى لاسا - حمَّى ماربورغ - الحمَّى الصفراء.
وتنتشر هذه الأمراض غالبًا في المناطق الاستوائية من العالم. أما الأشخاص الذين أُصيبوا بها في الولايات المتحدة فهم ممن سافروا مؤخرًا إلى إحدى تلك المناطق.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج لأنواع الحمى النزفية الفيروسية، ولكن توجد لقاحات لعدد قليل منها. لذلك، تظل الوقاية هي أفضل وسيلة للعلاج إلى أن يكتشف العلماء لقاحات إضافية لها.