هل يعيش الأوروبيون فوق "بحر من الحمم"؟.. خبراء براكين يوضحون
00:20 - 24 سبتمبر 2021بعد 50 عامًا من الخمود، انفجر بركان "كومبر فيجا"، مؤخرا، في جزيرة "لا بالما" الإسبانية الواقعة بأرخبيل الكناري، وسط مخاوف وتساؤلات حول ما إذا كان هذا الثوران ينذر بالمزيد من الكوارث في بلدان أوروبية، مستقبلا.
هذا البركان الذي كان تحت المراقبة الشديدة لعدة أيام بسبب النشاط الزلزالي المكثف قد يستمر ثورانه شهورا أو سنوات مخلفا أضرارا مادية وبيئية كبيرة تزيد من مخاوف الأوربيين، خصوصا في ظل نشاط بركان "اتنا" في جزيرة صقلية الإيطالية.
هل تعيش أوروبا فوق جمر البراكين؟
يرى عالم البراكين الفرنسي، جون بيير غوتيي، أن لدى أوروبا عددا كبيرا من البراكين، لكنها تبقى قليلة بالمقارنة مع القارة الآسيوية، "إذ يوجد بإندونيسيا لوحدها حوالي 148 بركانا نشيطا".
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا "هذا لا ينفي أن بعض الدول الأوروبية لديها براكين نشطة وخطرة، كما نلاحظ حاليا في جزر الكناري وإيطاليا وإيسلندا، إلى جانب براكين فرنسا واليونان القابلة للثوران في أي لحظة".
ويبقى بركان فيزوف، الواقع على مشارف مدينة نابولي الإيطالية، "الأخطر في أوروبا"، بحسب الخبير، لأنه يوجد في منطقة مأهولة بالسكان مما يصعب من عملية الإجلاء في حال ثورانه. كما حدث في عام 1979، فقد دمر مدينتي بومبي وهيركولانيوم بشكل كامل".
وضع تحت السيطرة
وفي المقابل، يذكر غوتيي بأن "الوضع يبقى تحت السيطرة" لأن البراكين الأوروبية مراقبة بشكل جيد، "هناك مراصد مراقبة في مناطق البراكين النشطة، تستعمل تقنيات وتكنولوجيا متطورة تساعد على التعرف على نشاط البركان قبل أن يثور، وهذا ينطبق فعليا على بركان "كومبير فيجا"، فقد حذر العلماء من ثورانه قبل أيام، مما ساعد على إخلاء المنطقة وتجنب ‘زهاق الأرواح. لكن، مازلنا لا نستطيع تحديد مدة هذه الظواهر البركانية بالتدقيق، نعتمد فقط على السوابق التاريخية وعلم البراكين في المنطقة".
ويحذر في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" من أنه لا يمكن أن نجزم أيضا أن بركانا توقف عن نشاطه نهائيا، ولعل بركان "بيناتوبو" في الفلبين الذي ثار في عام 1991بعد ملايين السنيين من خموده خير دليل. فقد قضى على حوالى 800 شخص وشرد نحو مليون شخص "خمود بركان وإن طال لعقود لا يعني أنه بركان ميت".
الحياة في أوروبا...بعد الثوران
ومع نشاط هذه البراكين في أوروبا، يصبح سكان مناطق معينة مهددين بمشاكل بيئية اجتماعية واقتصادية، لكن الخبير الفرنسي يقول إنها ستكون اضطرابات محلية لا تؤثر غلى اقتصاد وسير البلدان.
وتابع "تختلف حدة التأثير حسب حدة ثوران البركان، وكمية الحمم المنبعثة منه، والمؤكد أن البراكين تضر بساكنة المنطقة التي يوجد بها. كثيرون يفقدون منازلهم وأراضيهم الزراعية".
وفي هذا السياق، يذكر مستشار الأمم المتحدة والخبير في آثار المناخ، بدوي رهبان، بدوره في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" بثوران بركان إيافيالايوكل في آيسلندا في عام 2010، الذي تسبب في تعطيل الرحلات الجوية بأوروبا وأثّر على السفر في جميع أنحاء العالم لعدة أيام بسبب سحب هائلة من الرماد المنصهر.
ولم يستبعد الخبير الأممي أضرار الغازات السامة المنبعثة من بركان "كومبر فيجا" الإسباني على كل البلدان المحيطة به، ويدعو إلى مراقبتها رغم أنها لحد الساعة لم تسجل أضرارا ملموسة.
وبحسب برنامج المراقبة الأوروبي كوبرنيكوس، "أطلق البركان منذ ثورانه يوم الأحد "كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت (SO2) في الغلاف الجوي، قد تسير في اتجاه المغرب وإسبانيا، ومن المفترض أن تصل إلى فرنسا بحلول نهاية هذا الأسبوع".
ومن جانب آخر، يضيف الخبير في آثار المناخ، "يمكن أن يتسبب ثوران بركاني في انخفاض درجة الحرارة كما حدث في عام 1991، بعد تدفق الحمم البركانية من بركان بيناتوبو في الفلبين، وقد ينتج عنه أيضا شح في الأمطار أو زيادة فيها. وفي حال كانت الأمطار محملة بثاني أوكسيد الكبريت فقد تضر بالفرشة المائية والبيئة البحرية".