مصر.. حبس شخصين في واقعة "الممرض والكلب"
03:30 - 13 سبتمبر 2021أمر النائب العام المصري مساء الأحد بحبس طبيب وموظف بمستشفى خاصّ 4 أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وضبط وإحضار طبيب آخر، في الواقعة المعروفة إعلاميا بـ"الممرض والكلب".
ووجهت النيابة للطبيبين والموظف عدة اتهامات هي التنمر على ممرض بالمستشفى -ممَّن لهم سلطة عليه- بالقول واستعراض القوة قِبَله وسيطرتهم عليه واستغلالهم ضعفه، بقصد وضعه موضع السخرية والحطّ من شأنه في محيطه الاجتماعي، فضلًا عن استغلالهم الدين في الترويج لأفكارٍ متطرفة بقصد إثارة الفتنة وازدراء أحد الأديان السماوية.
كما شملت الاتهامات تعدي المحبوسين احتياطيا على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، ونشرهم عن طريق الشبكة المعلوماتية وبإحدى وسائل تقنية المعلومات تصويرًا مرئيًّا ينتهك خصوصية الممرض المجني عليه دون رضاه، واستخدامهم موقعًا وحسابًا خاصًّا على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب تلك الجرائم.
وكان فيديو قد انتشر لطبيب، تبين فيما بعد أنه رئيس قسم العظام بكلية الطب جامعة عين شمس، وهو يتعمد إهانة ممرض يعمل تحت قيادته في مستشفى خاص، حيث طلب الطبيب من الممرض "السجود لكلبه والاعتذار له".
التنمر من التدمير إلى الإلهام.. تجربة يسرا اللوزي
الفيديو الذي تصل مدته لـ4 دقائق انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمن إجبار الطبيب بمساعدة شخصين آخرين داخل مستشفى خاص، ممرضا مسنا على قفز حبل، إضافة إلى السجود لكلبه والاعتذار له بحجه أنه أساء للحيوان، وهو ما رفضه الممرض.
ووجهت وزارة التعليم العالي بالتحقيق في الواقعة، فقررت جامعة عين شمس وقف الطبيب عن العمل فورا وإحالته لمجلس تأديبي، حسبما صرح رئيس الجامعة محمود المتيني لموقع "سكاي نيوز عربية" في وقت سابق.
كما تحرك النائب العام المصري وقرر التحقيق في الواقعة جنائيا، وقال مصدر قضائي لموقع "سكاي نيوز عربية" في إن وحدة الرصد بمكتب النائب العام شاهدت الفيديو المتداول، و"نظرا لما تضمنه من أفعال ترقى للجرائم الجنائية جاء قرار النائب العام بالتحقيق الفوري في الواقعة".
وقالت النيابة العامة مساء الأحد إن :"وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام رصدت تداولًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي للمقطع المصوّرٍ، وقد وقفت النيابة العامة على المستشفى المصوَّرة فيه الواقعة، فاستعلمت عن أطرافها، وكلَّفت جهات الشرطة بالتحري وصولًا لملابساتها، فأسفرَ الاستعلامُ والتحري عن تحديد مرتكبي الجريمة الثلاثة؛ طبيبين وموظف بالمستشفى.
وسألت النيابة العامة المجني عليه فشهد بتفصيلات ما تَعرَّض له من تعدٍّ على نحوِ ما ظهَرَ بالمقطع المتداول، مستغلين ما لهم من سلطة وظيفية عليه، موضحًا أن التصوير المتداول الْتُقط دون عِلمه أو رضاه مُبديًا تضرره من نشره، وما حاق به من تداوله بين أهل بيته وقريته.
وأمرت النيابة العامة بضبط المتهمين، فأُلقي القبض على الطبيب والموظف الظاهريْنِ بالتصوير وباستجوابهما أنكرا ما نُسب إليهما، وتوافقت أقوالهما مع ما شهد به المجني عليه في التحقيقات، وبرَّرا ما ظهر في التصوير باعتياد تقبُّل المجني عليه المزاحَ منهما ومن المتهم الهارب الذي صَوَّر المقطع، على نحو ما تم تداوله، وهو ما أنكره المجني عليه من قَبوله هذا المزاح أو رضاه به، مدعين تصريح المتهم الأخير لهما ولآخرين باختراق حسابه على تطبيق واتساب منكرين علمهما بكيفية نشر المقطع المتداول، بينما أقرَّا بصحة ما حواه التصوير وصحة ظهورهما فيه.
وكلفت النيابة العامة الشرطة بسرعة ضبط وإحضار الطبيب الهارب، وفحص المقطع المتداول لبيان الحساب الإلكتروني الذي أُذيع منه وتحديد القائم على إدارته، لاستكمال التحقيقات.
وقد علم موقع سكاي نيوز عربية من مصدر قضائي أن المتهم الهارب هو الطبيب الأساسي صاحب الواقعة والمتحدث في الفيديو والذي كان يأمر الممرض بالسجود لكلبه وهو عمرو خيري رئيس قسم العظام بكلية طب جامعة عين شمس.
وكان محام مصري قد أوضح في وقت سابق لموقع سكاي نيوز عربية إن الفيديو المتداول يشمل عدة جرائم ستحقق فيها النيابة العامة وقد تصل العقوبات إلى 15 سنة في السجن المشدد.