بعد قطع رأس جندي عراقي.. ما دلالات عودة داعش لنحر ضحاياه؟
22:34 - 03 سبتمبر 2021مع بدء القوات العراقية عملية أمنية واسعة على الحدود مع سوريا، لملاحقة بقايا تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة، في تلك المناطق المتاخمة للحدود السورية.
تمكن التنظيم الإرهابي من أسر جندي عراقي، خلال كمين وضعه لإحدى دوريات الجيش العراقي في المنطقة الحدودية، وبعد خطفه عثرت القوات العراقية على جثة الجندي مقطوعة الرأس، حيث قتل نحرا على يد عناصر داعش، كما أعلنت قيادة قوات حرس الحدود العراقية.
الأمر الذي يعده مختصون أمنيون ونفسيون، دلالة على أن التنظيم الإرهابي يحاول عبر ذبح الجندي العراقي، إعادة بث الخوف والذعر منه عبر اعتماد هذه الطريقة الوحشية في تصفية ضحاياه.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير الأمني راميار يحيى، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" :"يبدو أن داعش بعد تزايد وتيرة نشاطاته الإرهابية في مختلف المناطق العراقية، وكذلك في سوريا وصولا لأفغانستان، فإنه يعمل مرة أخرى على استحضار أدواته وأساليبه الإرهابية التي اشتهر بها أيام صعوده واحتلاله مناطق واسعة من كل من العراق وسوريا، خاصة خلال الأعوام من 2014 ولغاية 2017".
ويتابع:"الرسالة واضحة وهي أن داعش عاد وبكامل وحشيته المعهودة، وهي تهدف لبث الرعب والارتباك خاصة في صفوف القوات العراقية، التي تنهمك في ملاحقة التنظيم ومحاربته، وللتأثير في معنوياتها وعزيمتها القتالية، لكنها محاولة يائسة لضخ الروح في التنظيم الذي لا مستقبل له في مطلق الأحوال ".
من جهته، يقول دكتور قاسم حسين صالح، مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية ومقرها الرئيسي في بغداد، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”:” في تقييماتنا النفسية فإن داعش تصنف كجماعة متعصبة، وأخطر ما في التعصب أن المتعصب مصاب بالدوغماتية فكل نوافذ عقله مغلقة تماما، حيال أي رأي آخر مخالف، ومشكلته الأساسية تكمن في تقسيمه الناس إلى فئتين: هم ونحن، وهم يعتقدون أنهم يخوضون حربا مباح فيها كل شيء، ويبررون بذلك إرهابهم وجرائمهم الوحشية".
ويتابع صالح وهو أيضا أستاذ الصحة النفسية وتحليل الشخصية، في جامعة صلاح الدين في أربيل :”لطالما عقدنا مؤتمرات ودورات ونشاطات توعوية، حول خطورة ارتكابات داعش الدموية وتأثيراتها النفسية الخطيرة على الصحة النفسية للناس في العراق وفي كل مكان، وهذه الحادثة المؤسفة المتعلقة بقطع رأس جندي عراقي، من قبل الدواعش هي مرتبطة مباشرة بما يحصل في أفغانستان، مع الانسحاب الأميركي وسيطرة طالبان عليها، وهي كرسالة تخويف من قبل داعش للعراقيين مفادها، أن ما حصل في أفغانستان سيحصل في العراق، وأنهم سيعودون ليعيثوا في العراق فسادا وقتلا وخرابا، كما فعلوا سابقا”".
وكانت قيادة قوات حرس الحدود في العراق، قد أعلنت الثلاثاء، إطلاقها عملية أمنية من 3 محاور في الشريط الحدودي مع سوريا ضد فلول تنظيم داعش ومجاميعه في تلك المناطق الحدودية، التي عادة ما ينشطون فيها ويتسللون عبرها لسوريا وبالعكس.
وكان العراق قد أطلق في الآونة الأخيرة سلسلة عمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي، في العديد من المناطق على خلفية شنه هجمات في البلاد، خاصة تلك التي استهدفت أبراج الكهرباء.