فريق مصري يصمم بدلة ربوتية تساعد أصحاب الهمم على الحركة
22:42 - 01 سبتمبر 2021ابتكر فريق مصري من المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالمنيا الجديدة بدلة ربوتية مصممة لمساعدة أصحاب الهمم ومصابي الحوادث على الحركة، كما يمكن للأطفال المصابين بالشلل النصفي أو ضمور العضلات استخدامها.
تقول فاطمة أسامة أحمد الطالبة في المعهد، وواحدة من أعضاء الفريق المصمم للمشروع في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إن هذا النموذج هو مشروع تخرج وهو عبارة عن بدلة ربوتية مصنوعة لمساعدة المصابين بالشلل النصفي أو ضمور العضلات "يقوم بلباسها الشخص المصاب حتى يتحرك بشكل طبيعي بجانب العكازات (عصا يستند إليها الشخص في الحركة) لحفظ توازنه، مضيفة أن "النموذج الذي قمنا بإنتاجه هو نموذج مبدئي للأطفال".
ماهو دور المجتمع تجاه ذوي الهمم؟
وأضافت فاطمة أن "فكرة عمل المشروع جاءت بهدف إنتاج شيء يفيد في الحياة وليس مجرد تصميم تقليدي لضمان درجات النجاح، حيث فكرنا وبحثنا عن مشكلة يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تساهم في حلها، وبعد عصف ذهني وعمل إحصاءات وبحث اكتشفنا أن ثلث عدد الأطفال المصابين بالشلل النصفي هم في أفريقيا، مقابل عدم وجود أي شركات أو مؤسسات تنتج هذا النوع من البدلات في المنطقة. وبالتالي يمكن لهذا الاختراع مساعدة الناس ويفيد عددا كبيرا منهم، لا سيما وأن مثل هذا الجهاز ثمنه مرتفع في الخارج ويصعب استيراده".
وتوضح فاطمة: "في البداية كنا نريد قطعا ومكونات ومواد معينة نستوردها من الصين، لكن بسبب ظروف كورونا لم يكن الشحن متوفرا، ففكرنا في حل بديل وشراء أشياء مصرية ومكونات تعطينا نفس الكفاءة، مثل الألومنيوم 7075 وهو عنصر أساسي في المشروع وهو مادة معالجة حراريا حتى درجة حرارة 180 درجة مئوية".
تكلفة الإنتاج
وتابعت: "تكلفة إنتاج نموذج البدلة حوالي 29 ألف جنيه مصري وهي مخصصة للأطفال، وفي حال تصنيع واحدة للكبار ستكون أغلى لأننا سنحتاج استخدام نسبة أكبر من مادة الألومنيوم 7075 غالية الثمن، لكن بمقارنة ثمن هذه البدلة في الخارج والتي يترواح ثمنها ما بين 250 ألف إلى 500 ألف جنيه ستعتبر رخيصة، وكذلك يمكننا مع اكتساب الخبرة صناعتها بشكل أرخص، فبعض الأشياء التي قمنا بتجربتها اكتشفنا أنها بمقدورنا صناعتها بطريقة افضل وتكاليف أقل".
الدخول للأسواق
وتؤكد فاطمة أن فريق العمل المكون من 10 أفراد ينوي تأسيس شركة وإنتاج هذه البدلة بشكل محسن وبيعها في الأسواق، حيث يهدف الفريق لإضافة شاشة بها توضح المعلومات وتساعد في متابعة مدى تحسن حالة المريض، ومدى التغير في زوايا مفاصله.
وتلفت إلى أن: "البدلة لها ثلاث وضعيات لاستخدامها، الأولى وضعية مشي، والثانية وضعية لصعود السلالم، بينما الوضعية الثالثة تساهم في الجلوس، ويتم اختيار الوضع الذي يحتاجه المستخدم عبر الضغط على زر في جانب البدلة، لكننا نريد أن نجعل هذا التحكم باللمس عبر شاشة في يده تسهل عليه اختيار الوضعية التي يحتاجها وتعرض في نفس الوقت المعلومات عن المريض".
وتبين أن المهمة الأساسية لهذه البدلة في صورتها النهائية تكمن في المساعدة على إعادة تأهيل المصابين بالأمراض المرتبطة بالحركة وتسهل للطبيب قراءة بياناتهم على الشاشة وتشخيصها، مشيرة إلى أن أبرز ما واجه فريق العمل من مشاكل هو عدم وجود خبراء في مصر متخصصين في صناعة مثل هذه الأجهزة، مضيفة "لكن الفريق كان يتواصل مع أطباء في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة لاكتساب الخبرة اللازمة للعمل".
وتختتم فاطمة حديثها بالقول: "نبحث عن داعمين لتبني هذا المشروع، ونتمنى أن يفيد الناس وأن يساعد كل من يستطيع في تحويل هذا المشروع لمنتج يباع في مصر لأنه سيساهم بشدة في مساعدة الكثيرين من المصابين المحتاجين له".