إسرائيل تستثمر في "الذهب الأخضر" بالمغرب
04:00 - 25 أغسطس 2021تعتزم إحدى أكبر الشركات الزراعية الإسرائيلية، استثمار 80 مليون درهم مغربي (حوالي 9 ملايين دولار)، في زراعة فاكهة الأفوكادو في المغرب، على مساحة تقدر بـ455 هكتارا.
وقالت صفحة "إسرائيل بالعربية" على "تويتر": " أعلنت أكبر شركة للمنتجين والمصدرين لفاكهة الأفوكادو في إسرائيل "مهادرين"، عن انطلاق مشروع لإنتاج الأفوكادو بالمغرب".
وأكدت الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الشركة تتوخى من وراء هذا المشروع إنتاج 10 آلاف طن من فاكهة الأفوكادو سنويا.
ويدخل هذا الاستثمار الإسرائيلي بالمملكة في إطار الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين في مختلف القطاعات منها القطاع الزراعي، وذلك بعد استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب في أواخر السنة الماضية.
وفي مارس الماضي، وقع رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين بالقطاع الخاص، اتفاقية شراكة استراتيجية تروم تعزيز العلاقات الاقتصادية، وخلق مزيد من الفرص الاستثمارية بين البلدين تشمل مجالات مختلفة في القطاع الخاص، مثل السياحة والزراعة والتكنولوجيا والابتكار.
أفكاودو مغربية-إسرائيلية
ويرجح المتتبعون أن يعزز المشروع الجديد النتائج الإيجابية التي حققتها زراعة الأفوكادو في المغرب خلال السنوات الماضية، حيث تضاعفت صادرات القطاع 10 مرات بين سنتي 2008 و2019. وفق معطيات رسمية.
وقد كشف الرئيس التنفيذي لشركة "مهادرين" شاؤول شيلح، في تصريح لصحيفة "ألجمينر" (Algemeiner The) الإسرائيلية، أنه " من المرتقب الشروع في زراعة الأفوكادو بالمغرب خلال شهر مارس المقبل، في أفق أن يكون المنتج متاحا في غضون ثلاثة أعوام، ويصبح جاهزا للحصد الكامل خلال خمس سنوات".
ويعتبر الخبير الاقتصادي محمد الشرقي، هذا المشروع بمثابة إعلان عن دخول الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين المغرب وإسرائيل في مجالات مختلفة من ضمنها المجال الزراعي، حيز التنفيذ.
ويضيف الشرقي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الشركة الاسرائيلية ستستفيد من الاتفاقيات التجارية بين المغرب وأوروبا وباقي الأسواق العالمية الأخرى، ومن تسويق الأفوكادو بعلامة "صنع في المغرب".
ويتوقع الشرقي، ألا يقتصر التعاون الإسرائيلي المغربي على إنتاج الأفوكادو وتسويقها كمنتوج غذائي، لافتا إلى أن الشركات ستعمل على توسيع مجال التسويق ليشكل الأغراض التجميلية والطبية أيضا.
الشراكة في مجال البحث الزراعي
ويرى الخبير الاقتصادي، أن الشراكة في المجال الزراعي بين البلدين ستتيح للمغرب الاستفادة من الريادة العالمية لإسرائيل في مجالات تطوير تكنولوجيا المياه وأساليب الري الحديثة، فيما ستتيح هذه الشراكة لإسرائيل استغلال مساحات زراعية شاسعة داخل المملكة، إلى جانب اليد العاملة المؤهلة في هذا المجال.
ويشير الشرقي، إلى أهمية تعزيز التعاون في مجال البحث الزراعي بين البلدين، لأجل تطوير التقنيات الزراعية في المغرب وتحسين الإنتاج ليشمل مجالات أوسع.
من جهة أخرى يلفت الخبير الزراعي عباس الطنجي، إلى أهمية تركيز الشراكة المغربية الإسرائيلية على تطوير الزراعة البورية التي تضم أزيد من 6 ملايين هكتار، للحفاظ على الفرشة المائية.
ويؤكد الطنجي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن تطوير الزراعة البورية يستدعي تكثيف التعاون بين البلدين والاستعانة بتقنيات جديدة مثل الزرع المباشر، وابتكار أصناف من الحبوب مقاومة للجفاف لتوفير كميات إنتاج وفير وضمان الجودة.
ثالث مصدر إفريقي للأفوكادو
وتشهد زراعة فاكهة الأفوكادو المعروفة بـ "الذهب الأخضر" نموا ملحوظا في المغرب، حيث بات المزارعون المغاربة يقبلون على إنتاجها، بالنظر إلى ارتفاع الطلب العالمي عليها وهامش الربح الذي تدره مقارنة بباقي الزراعات الأخرى.
وتحتل المملكة المرتبة الثالثة ضمن قائمة الدول الإفريقية المصدرة لفاكهة الأفوكادو بعد كينيا وجنوب إفريقيا، حيث وجه المغرب أزيد من 16 ألف طن للسوق الخارجي في الموسم الزراعي 2019-2020، مقابل 1500 طن خلال موسم 2008-2009.
وتعتبر الأسواق الأوروبية الوجهة الأولى للأفوكادو المغربية، حيث تستورد أزيد من 90 بالمائة من الكمية المخصصة للتصدير، ويعزى ذلك لعوامل عدة من أبرزها القرب الجغرافي للمغرب من القارة الأوروبية.
تطور ملحوظ
وتنتشر زراعة الأفوكادو بإقليم الرباط - سلا - القنيطرة، غرب المغرب، حيث تستحوذ المنطقة على 86 بالمائة من المساحة المخصصة لهذا النوع من الزراعة على الصعيد الوطني.
وقد وجدت شجرة الأفوكادو التي تعتبر أميركا اللاتينية موطنها الأصلي، بيئة ملائمة (الرطوبة المعتدلة، وفرة المياه، التربة الرملية) في غرب المملكة، حيث أظهرت قدرة عالية على التكيف مع الظروف المناخية في المنطقة.
وتبلغ المساحة المخصصة لزراعة الأفوكادو في غرب المملكة حاليا 5840 هكتارا في الوقت الذي لم تكن تتجاوز 1330 هكتار خلال العقد الماضي، ويرتقب أن يصل إنتاج هذه الفاكهة الاستوائية 60 ألف طن، خلال الموسم الزراعي 2020-2021، وفق معطيات رسمية.
وتشكل هذه الزراعة مصدر دخل أساسي لعدد من المزارعين، حيث توفر 2730 منصب شغل قار، وهو ما يعادل 820 ألف يوم عمل، حسب أرقام صادرة عن مديرية الزراعة بإقليم الرباط-سلا- القنيطرة.