مبادرة لغرس 1.5 مليون شجرة لإعادة "رئة الجزائر" بعد الحرائق
18:26 - 23 أغسطس 2021بعد النجاح في إخماد الحرائق التي اشتعلت في عدة محافظات بالجزائر في شرق ووسط البلاد شهري يوليو وأغسطس الجاري، شرع شباب وجمعيات خيرية محلية في إطلاق مبادرات تهدف إلى إعادة تشجير تلك المساحات الغابية وإرجاع الغطاء النباتي للمناطق المتضررة من النيران.
ومن بين الشباب الجزائري الذين يخوضون رهان إعادة التشجير وإرجاع البسمة لساكنة تلك المناطق المتضررة من الحرائق، خاصة في محافظات تيزي وزو وبجاية وسطيف وخنشلة وغيرها، الشاب عبد الوهاب فلوح، الذي تجمعه بالطبيعة علاقة وجدانية.
ولأجل ذلك أطلق هذا الشاب مبادرة سماها "شجرة الشهيد"، التي تهدف إلى جمع وغرس مليون ونصف شُجيرة في المناطق المتضررة من الحرائق الأخيرة، وانطلق في هذا المسعى بدعم من المواطنين المتضامنين والمزارعين وأصحاب المشاتل.
كيف تحافظ المدن والزراعة الخضراء على البيئة؟
"شجرة الشهيد"
وكشف عبد الوهاب فلوح، الذي يعمل مندوبا فلاحيا بمديرية المصالح الفلاحية بمحافظة شلف، لـموقع سكاي نيوز عربية، فكرة مبادرة "شجرة الشهيد" ورهان جمع مليون ونصف مليون شجيرة وتقديمها للمناطق المتضررة من موجة الحرائق التي استعرت مؤخرا، بعدة محافظات في شمال الجزائر.
ويقول عبد الوهاب إن هذه المبادرة "تم إطلاقها في 20 أغسطس الماضي، وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، وهما حدثان بارزان في الثورة الجزائرية، وقد حاولنا إضفاء البعد التاريخي الرمزي علاوة على البعد التضامني للتأكيد على وحدة الجزائريين وتضامنهم عبر التاريخ".
وقد أكد المتحدث أن صور حرائق الغابات التي انتشرت عبر مختلف وسائل الإعلام شكلت "صدمة" بالنسبة له، وهو الأمر الذي دفعه كواحد من الذين يملكون علاقة خاصة بعالم الأشجار والغابات والفلاحين، إلى إطلاق مبادرة إعادة التشجير والعمل على إنجاحها لتبقى صدقة للأجيال القادمة.
150 ألف شجيرة.. في انتظار البقية
وفي إطار مساعي هذه المبادرة، تم جمع 150 ألف شجيرة، تم تركها في المشاتل بما أنها تحتاج إلى بيئة طبيعية للعيش، قبل أن يصل العدد إلى مليون ونصف شجيرة ثم يتم الانطلاق بها نحو المحافظات المتضررة من الحرائق الخريف المقبل.
وقد اختير تاريخ الأول من نوفمبر المقبل، موعدا للانطلاق في تفعيل هذه المبادرة نظرا لرمزيته بالنسبة للجزائريين حيث يصادف يوم اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية عام 1954، إضافة إلى أن فصل الخريف هو الوقت الجيد للتشجير حسب المزارعين.
وأفاد عبد الوهاب أن الأشجار التي يتم جمعها هي ثلاثة أصناف: الصنف الأول خاص بالأشجار المثمرة كالتفاح والإجاص حيث ستوجه لفائدة المزارعين الذين تضررت بساتينهم بالتنسيق مع المصالح الفلاحية.
أما الصنف الثاني فمتعلق بأشجار الغابات كالصنوبر الحلبي، وستقدم لمحافظات الغابات بالولايات المعنية التي تتولى إعادة تشجيرها، في حين أن الصنف الثالث يخص أشجار الزينة وستقدم للبلديات ورؤساء الأحياء الذين سيتكفلون بزرعها في المناطق التي أتت عليها النيران.
تضامن لإعادة بعث الحياة
وخلال شهر يوليو المنصرم، وبعد موجة الحرائق الكثيفة التي مست غابات محافظة خنشلة الواقعة وسط شرق البلاد، أطلق متطوعون وجمعيات مدنية مبادرات من أجل إعادة تشجير تلك المساحات وإرجاع الروح لـ"رئة الجزائر" وهي غابات تلك الجهة المعروفة بحياتها البرية وغطائها النباتي المتنوع.
يذكر أن الجزائر أكبر دولة في إفريقيا وتبلغ مساحة الغابات فيها، 4.1 ملايين هكتار، وتطلق السلطات كما تعمل على تنظيم الحملات الوطنية للتشجير، وقد بلغت حصيلة الموسم السابق غرس 11 مليون و500 ألف شجرة.