بسبب "طالبان".. حلم أولمبي لأفغانية يتحول إلى وهم
21:19 - 22 أغسطس 2021بينما كانت تستقل القطار من مقاطعة هرات إلى العاصمة كابل، وأحلام التتويج على بساط التايكوندو تداعب خيالها، كانت الأمور تسير باتجاه آخر في أرجاء أفغانستان؛ طالبان تتوسع، وتحاصر العاصمة، وحلم لاعبة البارا تايكوندو زكية خودادادي بالذهاب في طوكيو بات مهددا.
وكان من المقرر مشاركة اللاعبة الأفغانية في دورة الألعاب البارالمبية (المخصصة لذوي الهمم) في طوكيو يوم 24 أغسطس، على أن تستقل الطائرة من أفغانستان الثلاثاء 17 أغسطس، لتدخل التاريخ وتصبح أول امرأة أفغانية تشارك في البارالمبياد.
لكن القدر كان عنيدا، ولم تمهل تصاريفه خودادادي بضعة أيام، تتمكن خلالهم من السفر قبل أن تبسط طالبان يدها على العاصمة، وتصبح عالقة في منزل أحد أقاربها بكابل، بعيدا عن أسرتها في مقاطعة هرات، وأكثر بعدا عن حلمها في طوكيو.
إلغاء المشاركة
وفي أثناء الاحتشاد المميت للأفغان بمطار كابل، أعلن أريان صديقي، رئيس اللجنة البارالمبية الأفغانية ومقرها لندن، الإثنين، أن الرياضيين الأفغان لن يتمكنوا من حضور الألعاب البارالمبية التي تبدأ في 24 أغسطس.
وقال صديقي لوكالة رويترز: "لسوء الحظ، بسبب الاضطرابات الحالية في أفغانستان، لم يتمكن الفريق من مغادرة كابل في الوقت المناسب، والذي يضم لاعبة التايكوندو زكية خودادادي ولاعب المضمار حسين رسولي، وكان من المقرر وصولهم إلى طوكيو يوم 17 أغسطس".
وأضاف صديقي أن أثناء الوقت الذي وصلت فيه خودادادي إلى العاصمة الأفغانية كابل أواخر الأسبوع الماضي، ومع تقدم قوات طالبان عبر البلاد، ارتفعت أسعار رحلات الطيران بسرعة كبيرة، وسرعان ما كانت التذاكر ببساطة غير موجودة، حتى تم إلغاء الرحلات التجارية.
وحاول موقع سكاي نيوز عربية التواصل مع اللجنة البارالمبية الأفغانية عبر البريد الإلكتروني للوقوف على تطورات موقف المشاركة ومدى تلقي اللاعبين لأي دعم من المؤسسات الدولية، لكننا لم نتلق أي استجابة حتى الساعة.
استغاثة
وتوجهت لاعبة التايكوندو الأفغانية، الثلاثاء، باستغاثة للمجتمع الدولي، من أجل المساعدة في حماية حلمها بالمشاركة في "البارالمبياد" عبر شريط فيديو، تحدثت فيه بالفارسية.
وقالت زكية خودادادي في الفيديو الذي نشرته وترجمته "رويترز": "أطلب منكم جميعا، نيابة عن جميع النساء الأفغانيات مساعدتي". "أعتزم المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020 للمعاقين، أرجو أن تمتد إليّ يد العون"
وتابعت اللاعبة الأفغانية: "من فضلكم، أطلب منكم جميعا، وخاصة جميع النساء من جميع أنحاء العالم والمؤسسات النسائية والأمم المتحدة عدم السماح بسحب حقوق المواطنة الأفغانية في دورة الألعاب البارالمبية بهذه السهولة".
وثابرت خدادي لسنوات، وتدربت داخل المنزل وفي فنائه الخلفي، حيث كانت النوادي المحلية محظورة عليها، بسبب الوجود الكثيف لحركة طالبان في مقاطعتها (هرات)، لتفوز في هذه الظروف الصعبة ببطولة باراتيكواندو الدولية الأفريقية لعام 2016 في مصر.
بعد خمس سنوات، تمت دعوتها إلى دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو. وعن مشاعرها بعد علمها بالخبر، قالت خودادادي في مقال بتاريخ 10 أغسطس على الموقع الرسمي لدورة الألعاب البارالمبية: "شعرت بسعادة غامرة بعد أن تلقيت نبأ أنني حصلت على بطاقة تؤهلني للمنافسة في "البارالمبياد".
وأضافت: "لقد تفاجأت ولكني قلقت، لأنه لم يكن لديّ سوى شهرين فقط للتحضير للألعاب مع عدم وجود مرافق تقريبا".
مشاركة خودادادي في الألعاب كانت ربما ستعطي أملا بقنص ميدالية في "البارالمبياد"، حيث لم يسبق لأفغانستان الحصول على ميدالية في الألعاب البارالمبية، إضافة لكونها أول امرأة أفغانية كانت ستشارك في هذه "البارالمبياد".
ويشار هنا إلى أن الميداليتين الأولمبيتين الوحيدتين في التايكوندو، في عامي 2008 و2012 كانتا من نصيب روح الله نيكبا الذي اقتنص برونزيتين، وكان نجاحه هو دافع خودادادي لممارسة اللعبة، إذ كان هدفها هو إزالة وصمة العار ضد الرياضيين البارالمبيين، وخاصة النساء.
ويشهد مجال الرياضة الأفغاني تراجعا مخيفا، فعلى سبيل المثال: لم يضم الوفد الأفغاني إلى أولمبياد طوكيو، التي عقدت قبل وقت قصير من الانسحاب العسكري الأمريكي الذي سبق استيلاء طالبان، سوى 5 رياضيين فقط.
حتى فريق كرة القدم الوطني للرجال، لم يدخل تصفيات كأس العالم حتى عام 2006 على الرغم من انضمامه إلى الفيفا قبل حوالي 58 عاما.