جنة كرة القدم ذهبت.. كيف فقد الدوري الإيطالي بريقه؟
23:38 - 18 أغسطس 2021قديما سُمي الدوري الإيطالي "جنة كرة القدم" نظرا للتنافسية الكبيرة واحتوائه على مجموعة من أبرز نجوم العالم، لكن مؤخرا تبدل الوضع كليا.
الدوري الإيطالي فقد بريقه منذ سنوات، بينما ازدادت قوة وقيمة الدوري الإنجليزي، وتصاعدت شعبية نظيره الإسباني خلال حقبة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
الأندية الإيطالية لم تعد قادرة على منافسة نظيرتها الإنجليزية والإسبانية في التعاقدات الكبرى التي تتخطى الـ100 مليون يورو لكل صفقة أحيانا، بسبب انخفاض الموارد المالية.
قرارات خاطئة
الدوري الإيطالي كان على وشك إبرام صفقة استثمارية ضخمة ببيع بعض حقوقه إلى شركة "سي في سي" الأميركية، لكن المفاوضات تعثرت لتذهب الصفقة أدراج الرياح.
إيطاليا والأرجنتين، تكتبان السطر الأخير في يورو وكوبا أميركا
الشركة الأميركية اتجهت نحو الدوري الإسباني وضخت 2.7 مليار يورو لتنعش أندية الليغا بالحصول على 90 بالمئة من المبلغ، بينما استمرت معاناة الأندية الإيطالية.
الصحفية الإيطالية سيلفيا سكيوريلي بوريلي التي تعمل في "فاينانشال تايمز" أوضحت أن هناك قرارات اقتصادية خاطئة ارتكبت تسببت في الوضع الحالي للدوري الإيطالي.
وتقول بوريلي في حديث لموقع سكاي نيوز عربية:"هناك العديد من الأندية وملاكها يقاومون التغيير، ويكرهون هذا النوع من الصفقات والاستثمارات الكبرى".
وأسهبت بوريلي: "لا تريد بعض الأندية حدوث الصفقات الكبرى حتى لا تفقد قدرتها الحالية على عملية صنع القرار، وتحافظ على تحكمها في الأمور".
وتضيف بوريلي: "بالإضافة إلى كل ذلك هناك حقوق وخلافات حول عائدات البث التلفزيوني، كما أن ضياع صفقة سي في سي زاد الأمر تعقيدا".
حلول العودة
عملية بيع وشراء الأندية وضخ استثمارات في كرة القدم باتت مألوفة الآن، خاصة بعد التجارب الناجحة في العديد من الدوريات الكبرى، وأبرزها مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات في آخر 5 مواسم، والنادي الأكثر تتويجا في بريطانيا منذ انتقال ملكيته عام 2008 إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وقالت بوريلي: "بالتأكيد تحتاج الأندية الإيطالية إلى استثمارات ضخمة مثلما حدث في مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان".
وأضافت: "المالكون الحاليون ليس لديهم القدرة على ضخ الأموال وعقد الصفقات، والمستثمرين الأجانب الذين أتوا إلى إيطاليا لم ينفقوا بشكل كبير، لدينا إنتر ميلان هنا على سبيل المثال".
وأنهت بوريلي متسائلة: "إذا رفضت الأندية صفقات الأسهم الخاصة والشركات الكبرى، فمن أين ستأتي لهم الأموال لكي ينهضوا بالدوري؟ إنه موقف صعب للغاية خاصة بعد عام ونصف من الوباء، بالإضافة إلى الأزمات الكثيرة حول حقوق البث التلفزيوني".