طالبان على تخوم السلطة.. والمجتمع الدولي أمام لعبة التوازنات
20:33 - 15 أغسطس 2021في ظل التطورات الميدانية المتسارعة والمباغتة في أفغانستان، حيث تواصل حركة طالبان زحفها باتجاه العاصمة الأفغانية كابول، رجح مراقبون أن يبدأ المجتمع الدولي ملاحقة الأحداث، والكشف عن مواقفه تباعا.
وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، يشير المحلل السياسي والناشط الأفغاني شريف هوتاك، إلى أن المجتمع الدولي سيتعاطى ببراغماتية شديدة مع الأوضاع ولن تكون مواقفه على مسافة واحدة، إنما ستتباين وفقا للمصالح والأهداف الجيوسياسية لكل طرف، وسوف يجري الاعتماد على قوى إقليمية ومحلية لإحداث توازن مع طالبان في أفغانستان، ومن بين هذه القوى باكستان وإيران وروسيا.
ويلفت هوتاك إلى أن تسارع الأحداث كان مباغتا للجميع أو بالأحرى كشف عن إخفاق التقديرات الأميركية، غير أن الرئيس الأفغاني الذي على ما يبدو سوف يسلم السلطة لطالبان لن يكتب فصل النهاية، مرجحا "أن تضم السلطة الانتقالية عناصر من حكومة أشرف غني الأمر الذي سيجري بضغوطات عديدة ومتفاوتة لإحداث توازن مع عناصر الحركة، لكن التخوفات من حالة السيولة والانفلات، وتصاعد الأوضاع لحرب أهلية".
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد أجرى محادثات مع الدبلوماسي الأميركي زلماي خليل زاد وعدد من كبار مسؤولي الناتو، بالتزامن مع دخول عدد من عناصر الحركة العاصمة، وفي ما يبدو أن لا نية للاعتراف أو التعاطي مع الحركة ومنحها للشرعية. بحسب المحلل السياسي والناشط الأفغاني.
ويرجح المصدر ذاته أن تتشكل حملة ضغط دولية للوقوف أمام إعلان حركة طالبان استيلاءها على السلطة، ومحاولة الضغط عليها، لافتا إلى أن الأمين العام لحلف الناتو قال إن المجتمع الدولي لن يعترف بـأي سلطة شرعية على رأسها طالبان.
وكان وفد من الحركة المسلحة قد وصل للقصر الرئاسي، الأحد، بحسب وزارة الداخلية الأفغانية، بينما ترددت أنباء عن تخلي الرئيس أشرف غني عن السلطة وتدشين حكومة انتقالية.
وأكد وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال، إن "انتقالا سلميا للسطلة إلى حكومة انتقالية" سيجري في أفغانستان، وتابع في رسالة عبر مقطع فيديو أنه "لا ينبغي على الأفغان أن يقلقوا (...) لن يحصل هجوم على مدينة (كابول). وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية".
وإلى ذلك، يرى المراقب الدولي السابق لدى الأمم المتحدة كمال الزغول أنه فيما يتصل بتعاطي القوى الغربية مع طالبان، ففي حال دخلت طالبان بشكل سلمي وبدون اقصاءات عنيفة ستحظى بشكل تدريجي بقبول مبدئي يبنى على مسيرتها الدبلوماسية مستقبلا، أما إن دخلت كابل بشكل عنيف فسوف يكون له تداعياته خاصة إذا هاجمت المطار والدبلوماسيين الأميركيين والمبعوثين الأمميين.
وبحسب الزغول، فإن أميركا لن تترك طالبان لقمة سائغة للصين وروسيا، وستعتمد على باكستان في التعامل مع طالبان لضبط بوصلتها، ثم على المدى المتوسط والبعيد سيكون هناك استقطاب للنظام القادم في افغانستان نحو أوروبا والغرب، وعليه الاعترافات ستكون بالتدريج اعتمادا على تصرفات الحركة وتعاونها مع المجتمع الدولي، ومن هنا تنجح الاستراتيجية الأميركية في الانسحاب لمقارعة الصين على حساب الإقليم.