أمام "الكارثتين".. هكذا هب الجزائريون في فرنسا لنجدة الوطن
08:20 - 14 أغسطس 2021أطلقت الجالية الجزائرية في فرنسا حملات لدعم الشعب الجزائري، الذي يواجه حاليا أزمة مزدوجة مع تفشي متحور فيروس كورونا سريع العدوى المعروف باسم "دلتا"، واستعار حرائق الغابات شمال شرقي البلاد.
وتعمل الجالية على إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الحرائق في الجزائر، وكذلك للمصابين بوباء كورونا.
ويقول رئيس جمعية "المغرب الكبير" براهيم مبروكي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الجمعية الناشطة في فرنسا بعثت دفعة أولى تقدر بحوالى 19 طنا من المعدات الطبية إلى الجزائر.
ويضيف: "تحتل الجالية المغاربية المرتبة الأولى بين الجاليات المقيمة في فرنسا بحوالى 9 ملايين شخص. واليوم بفضل الجهود التي قمنا بها، استطعنا حشد تعاطف كبير ليس فقط من الجالية الجزائرية بل حتى من الجاليتين المغربية والتونسية".
ويردف مبروكي: "بفضل اتحادنا استطعنا شراء معدات الأكسجين وإرسالها إلى الجزائر، خصوصا أننا عقدنا اتفاقا مع الهلال الأحمر الجزائري ليتولى تلقي هذه الدفعات وتوزيعها على المحتاجين".
ومن جهة أخرى، أرسلت "الجمعية التضامنية للجالية الجزائرية بالمهجر" مساعدات إلى الجزائر الأسبوع الماضي، تشمل شحنة معدات تنفس اصطناعي تم التحضير لها منذ شهر أبريل الماضي.
ويقول رئيس الجمعية يوسف بوعبون في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "قمنا بخطوة استباقية، إذ أطلقنا حملة المساعدات خلال شهر أبريل لأننا نعلم أن الإصابات بالفيروس تزداد. خصصنا جزءا كبيرا من الدفعة السابقة لرجال الحماية المدنية لأن الشحنة كانت تحتوي على اختبارات كورونا السريعة. أما الشحنة المقبلة فسيتم توزيعها حسب معايير وزارة الصحة والولايات الأكثر تضررا من الوباء".
السفارة على الخط
وأمام هذا التضامن الكبير، طلبت سفارة الجزائر لدى فرنسا من الجمعيات والمتبرعين، الاتصال بالممثليات القنصلية ذات الاختصاص الإقليمي لطلب إصدار إذن توجيه التبرع.
وقررت السفارة، وفق بيان نشرته على موقعها الرسمي، البدء في جمع أموال التبرعات من خلال إصدار رقم حساب بنكي تابع لها.
وحددت السفارة متلقيا وحيدا معتمدا لهذه المساعدات هو "الصيدلية المركزية" التابعة لوزارة الصحة الجزائرية، وقالت إن الوزارة هي المسؤولة عن توزيع المعدات الطبية والمواد الاستهلاكية والمستحضرات الصيدلانية التي تم جمعها، وفقا لتقديرها للاحتياجات على المستوى الوطني.
لكن أمام اعتراض البعض على ذلك، تخلت السفارة الجزائرية عن فكرة المركزية في توزيع المساعدات، وأتاحت المجال أمام الجمعيات للعمل بمفردها.
ويرى رئيس جمعية "تويزة" الخيرية باديس خنيسة، وفق حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الجزائر حاليا في حرب ضد الحرائق وضد الوباء. والجالية في المهجر أظهرت ارتباطها الشديد بوطنها الأم، خاصة خلال هذه المرحلة التي يتم خلالها إرسال أموال ومساعدات بشكل مضاعف مقارنة بما سبق، للوقوف إلى جانب المشردين من بيوتهم بسبب الحرائق التي التهمت الأخضر واليابس في 17 ولاية".
ويضيف: "رغم أن السلطات الجزائرية أعلنت فتح صندوق لتعويض المتضررين، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للتنفيذ. هذه المساعدات (من الجمعيات) حل مستعجل ووقتي يجب الاستمرار فيه من دون التفكير في تفاصيل هامشية".
640 ألف يورو
وفي السياق ذاته، أطلقت جمعية "الأمل الطبي" التي أسسها الطبيب الشاب في أمراض الرئة بمستشفى جامعة تولوز الفرنسية مروان مسيخر، حملة تبرعات لتزويد مستشفيات الجزائر بمعدات العلاج بالأكسجين.
وفي غضون أسابيع قليلة، وصل المبلغ الذي حصلت عليه الجمعية إلى أكثر من 640 ألف يورو.