لطمأنة الإخوان.. تركيا تنشر وحدة رصد على حدود ليبيا- تونس
23:50 - 11 أغسطس 2021ضمن تحركاتها الحثيثة لمنع سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، نشرت تركيا وحدة عسكرية جديدة قرب الحدود الليبية التونسية- بحسب مصادر إعلامية ليبية - وهو ما فسره محللون سياسيون بأنها خطوة استباقية لتقوية الميليشيات بما يعطل إجراء الانتخابات ديسمبر المقبل.
كما توقع المحللون في حديثهم لـ"سكاي نيوز عربية" أن تحركات أنقرة لتقوية الميليشيات تأتي للرد على مساعي القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لتقوية الجيش، ورص صفوفه في اتجاه إنهاء الانقسام والفوضى، وفق ما اتضح في الاحتفالية التي أقيمت في بنغازي بمناسبة الذكرى الـ 81 لتأسيس الجيش، وحركة الترقيات والتكليفات الواسعة التي صدرت لضباطه.
وكشف مصادر ليبية، الثلاثاء، عن قيام تركيا بنشر وحدة رصد مدعومة بطائرات مراقبة على الحدود الليبية مع تونس، عقب الأحداث التي شهدتها الأخيرة.
وكانت مصادر تونسية قد تحدثت مطلع الأسبوع، عن أن الجيش التونسي يفرض حالة من الاستنفار الأمني المكثف على الحدود الشرقية للبلاد، مع ليبيا، بغرض إفساد مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي بتهريب عناصر من المرتزقة والمليشيات التابعة له إلى الداخل لتنفيذ عمليات إرهابية وإحداث حالة من الفوضى.
وتسعى أنقرة لدعم الميليشيات المسلحة التابعة لها في ليبيا بعد السقوط السياسي لفرع تنظيم الإخوان في تونس نهاية يوليو الماضي، بأن بعثت برسالة طمأنة لها على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، السبت، حين أكد أن قوات بلاده باقية في ليبيا، ولن تغادر، رافضا وصفها بأنها قوات أجنبية.
الانتخابات هي الهدف
ويرى المحلل السياسي الليبي كمال المرعاش في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن التحركات التركية "ليست بجديدة وهي موجهة إلى ما يسمي بالمجتمع الدولي"، و"محاولة خبيثة لتعطيل تنظيم الانتخابات".
وتابع قائلا: "لنري ماذا ستفعل بعض الدول التي تتحدث عن سحب القوي الأجنبية العسكرية من ليبيا دون أن تفعل شيئا"، مشيرا إلى أن الصلف التركي لا يفهم إلا لغة القوة.
احتفالية الجيش الليبي
ومن جهته، رأى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني أن التحركات التركية الأخيرة رسالة لحليف تركيا في غرب ليبيا من جماعه الإخوان الإرهابية أنها بجانبهم بعد سقوط نظرائهم في تونس.
وأضاف الترهوني لــ"سكاي نيوز عربية" أن تركيا كذلك تنظر بعين القلق لتنظيم الجيش احتفالية كبرى في الذكرى الـ 81 لتأسيسه، الإثنين في مدينة بنغازي، وإجراء حركة ترقيات واسعة في صفوفه.
وشملت الترقيات والتكليفات مناصب رئيس القوات البرية والقوات البحرية وآمر غرفة عمليات الجفرة، ورئاسة أركان الحدود، وإدارة التدريب، وآمر منطقة البيضاء العسكرية، وآمر منطقة طبرق العسكرية، وإعادة تشكيل غرفة عمليات سرت الكبرى، مع تكليف الفريق عبد الله الثني- رئيس الحكومة الأسبق- بالإدارة السياسية في القوات المسلحة، وهي القرارات التي أثارت غضبا واسعا في صفوف تنظيم الإخوان.
وعلاوة على ما سبق، يلفت الترهوني لسبب آخر وراء التحركات التركية الأخيرة، وهو تهدئة المرتزقة السوريين الذين يثيرون الفوضى الآن في غرب ليبيا لعدم حصولهم على مستحقاتهم، متوقعا استمرار المحاولات التركية كي تتضمن الميزانية الليبية دعما لهم.
وبحسب ما قاله المحل السياسي الليبي مختار الجدال لــ"سكاي نيوز عربية" فإن بعض الميليشيات المتململة من بطء وصول الأموال لها، هددت برفضها للسيطرة التركية على قاعدة الوطية ومعيتيقة إذا لم تتسلم مستحقاتها.
الكلمة العليا
واتفق المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري مع الآراء التي تذهب إلى أن التحركات التركية الأخيرة تعني استمرار إصرار أنقرة على استباحة الغرب الليبي لتكون لها الكلمة العليا.
ولذا أعرب عن رأيه لـ"سكاي نيوز عربية" بأن "خروج المرتزقة والاحتلال التركي لن يكون إلا بالقوة على أيدي الليبيين وليس المجتمع الدولي".
وبدأ المشير حفتر، الثلاثاء، زيارة إلى القاهرة، بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي لليبيا، ريتشارد نورلاند، إلى العاصمة المصرية، ومن المتوقع أن تبحث الزيارة مع المسؤولين المصريين ملفات الانتخابات وتوحيد المؤسسة العسكرية.