ارتفاع الطلب على الرحلات الجوية بين المغرب وإسرائيل
05:29 - 11 أغسطس 2021بعد أزيد من شهر على إقلاع أول طائرة تجارية بين المغرب وإسرائيل، يرتقب إطلاق المزيد من الرحلات المباشرة بين البلدين مع مطلع أكتوبر المقبل.
وأعلن السفير القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط دافيد جوفرين، عزم كل من شركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران تدشين خطوط جوية جديدة تربط بين المملكة وإسرائيل.
وأفاد جوفرين، عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، أنه نظرا للإقبال المتزايد على الرحلات المباشرة بين البلدين، سيتم افتتاح خطوط جوية جديدة تربط مراكش والدار البيضاء بإسرائيل، ابتداء من شهر أكتوبر المقبل.
وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي، أن هذه الخطوة، ستنضاف إلى المجهودات الأخرى الرامية إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل.
وتوقعت وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي، أن يزور المغرب نحو 200 ألف سائح إسرائيلي سنويا، بعد أن كان هذا الرقم لا يتجاوز 50 ألف سائح في السنوات الماضية.
وقد سبق لكل من الرباط وتل أبيب أن قررتا في شهر ديسمبر الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واتفقتا على إطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين.
تقريب المسافة بين البلدين
وفي 25 من يوليو المنصرم، استقبلت مدينة مراكش (وسط المغرب) أول رحلة تجارية مباشرة، قادمة من تل أبيب، وعلى متنها حوالي 100 سائح إسرائيلي.
وأفادت المتحدثة باسم شركة "إسرائير"، تالي ليبونتيش، لدى وصول أولى الرحلات الى مطار مراكش المنارة، قادمة من إسرائيل، أنه من المقرر تسيير رحلتين، إلى ثلاثة أسبوعيا، في أفق بلوغ معدل خمس رحلات أسبوعية بكل من مراكش والدار البيضاء.
يقول جاكي كادوش رئيس الطائفة اليهودية بمراكش، بأن اليهود المغاربة في إسرائيل والذين يفوق عددهم 800 ألف شخص، يتشوقون كثيرا لزيارة بلدها الأم، معتبرا أن تكثيف الرحلات الجوية، من شأنه الرفع من عدد الإسرائيليين الذين سيزورون المغرب قريبا.
ويضيف كدوش في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الرحلات المباشرة بين المغرب وإسرائيل، تشكل بالنسبة لآلاف المغاربة اليهود فرصة سانحة لربط الماضي بالحاضر، وزيارة بلد الأجداد، إلى جانب كونها ستعفيهم من التوقف في المطارات الأوروبية ولساعات طويلة، قبل الوصول إلى المملكة.
ويقول المتحدث إن "المعلومات المتوفرة حاليا تفيد ببيع أزيد من 160 ألف تذكرة طيران نحو المغرب، مما يبرز حجم الإقبال على الرحلات المباشرة بين البلدين".
ويستطرد: "الرهان اليوم يكمن أيضا في استقطاب المغاربة باختلاف دياناتهم لزيارة إسرائيل، والسفر عبر الخطوط الجوية المباشرة".
ولم يفت كادوش، الإشارة إلى تواجده حاليا في إسرائيل، خصيصا من أجل المشاركة في احتفالات يقيمها اليهود المغاربة، تخليدا لذكرى عيد العرش (ذكرى تولي العاهل المغربي حكم البلاد)، مما يبرز المكانة التي يحظى بها المغرب لديهم، ومدى تشبتهم الراسخ بالعرش.
تكثيف الاستعدادات
وأجرى وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل رازفوزوف، محادثات هاتفية مع نظيرته المغربية نادية فتاح العلوي، لبحث سبل وفرص التعاون بين البلدين. ويأتي ذلك قبيل الزيارة التي من المتوقع أن يقوم بها وزير الخارجية الإسرائيلي ياشيير لبيد، الأربعاء للرباط.
وأكد رازفوزوف أن المباحثات التي جمعته مع الوزيرة المغربية، قد شملت التعاون في مجال الطيران المباشر بين مراكش وإسرائيل الذي افتتح مؤخرا.
وينكب العاملون في القطاع السياحي بالمملكة، على وضع خطط ترويجية وتدريب المرشدين السياحيين على التحدث باللغة العبرية، من أجل استقطاب المزيد من الزبائن القادمين من السوق السياحي الجديد.
في هذا الإطار دعا جاكي كادوش، إلى تكتيف الاستعدادات لاستقبال السياح القادمين من إسرائيل، مؤكدا أن عددا كبيرا منهم قد توافد مؤخرا على مدينة مراكش، التي تعد العاصمة السياحية للمملكة.
أما سيرج برديغو رئيس الطائفة اليهودية بمدينة الدار البيضاء، فيرى بأن ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين القادمين إلى المغرب، يشكل تحديا جديدا ينبغي على الجميع العمل على كسبه.
ويضيف برديغو قائلا:" لقد بدأنا منذ اللحظة نعد العدة لاستقبال الوافدين، لا سيما وأن السائح اليهودي لديه متطلبات خاصة، ترتبط أساسا بطقوس وعادات اليهود، خاصة ما تعلق منها بشروط الإقامة والأكل".
ويستطرد المتحدث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن عدد كبيرا من اليهود يتوافدون سنويا على المملكة لدوافع عدة منها زيارة الأقارب، أو لزيارة أضرحة حاخامات عاشوا في المملكة، أو لاكتشاف البلد الذي ظل يكتنز على مر العصور جزء من الذاكرة اليهودية.
ويتوقع رئيس الطائفة اليهودية بالدار البيضاء، أن يشهد القطاع السياحي انتعاشا بعد فتح الخطوط الجوية المباشرة، والرفع من عدد الرحلات بين البلدين، مما سيشكل حسبه مصدرا مهما من العملة الصعبة في المغرب، سيما وأن الإسرائيليين يعتبرون من بين أكثر السياح إنفاقا.
ويشدد برديغو، على أهمية ملائمة السوق المغربي مع خصوصيات السائح اليهودي، قائلا: "إنه تحدي كبير نسعى ونعمل اليوم جاهدين على تحقيقه".