مجلس الأمن يعقد جلسة لبحث الاستفزازات البحرية الإيرانية
16:50 - 06 أغسطس 2021يبحث مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة، الجمعة، الشكاوى المقدمة ضد إيران بشأن اتهامها باستهداف ناقلتي نفط في خليجي عمان وبحر العرب، فيما تتواصل "الحرب بالوكالة" بين طهران وإسرائيل ممثلة في القصف المتبادل بين ميليشيات حزب الله التابعة لإيران وبين الجيش الإسرائيلي.
وعاد التوتر إلى جنوب لبنان، الجمعة، بعد إطلاق صواريخ من ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي مستهدفا المواقع التي أطلقت منها الصواريخ، وحلق الطيران الإسرائيلي الحربي على علو منخفض في أجواء حاصبيا والعرقوب بحسب مراسلة "سكاي نيوز عربية".
وكانت بريطانيا ورومانيا وليبيريا أبلغوا مجلس الأمن، الثلاثاء، بأنه من "المرجح للغاية" أن تكون إيران استخدمت طائرة مسيرة أو أكثر لتنفيذ هجوم دام على ناقلة نفط الأسبوع الماضي قبالة سواحل عمان، وهو هجوم "أضر بسلامة وأمن الشحن الدولي وشكل خطرا عليه، وكان انتهاكا واضحا للقانون الدولي".
وتعليقا على الجلسة المرتقبة، قال المحلل السياسي والأكاديمي الإيراني كيومرث مظفري، لـموقع "سكاي نيوز عربية" بأن جلسة مجلس الأمن تأتي كذلك في ظل شكاوى بأن الحادثتين الأخيرتين "لا تهددا إسرائيل فقط، وإنما تشكلا قيودا عديدة على الملاحة والتجارة الدولية، والمصالح العالمية".
كما أن ما وصفها بـ"الاستفزازات البحرية الإيرانية الأخيرة" تبرز موقفا حادا و"أكثر عدوانية" في ما يتصل بسياسة طهران الخارجية بالتزامن مع تنصيب إبراهيم رئيسي في الحكم، ما دفع واشنطن للتهديد بـ"رد جماعي".
والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن إسرائيل مستعدة لضرب إيران، وذلك في سياق إجابته على تساؤل في جلسة حوارية مذاعة على موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرانوت" الإسرائيلية بخصوص مدى استعداد بلاده لمهاجمة إيران.
ومن جانبها، اتهمت الحكومة البريطانية الميليشيات المدعومة من إيران بضلوعها وراء الحادث الأخير في مياه الخليج، بيد أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قال إن "الحوادث المبلغ عنها في الخليج والمنطقة الأوسع تبدو مشبوهة".
وكانت ناقلة النفط "ميرسر ستريت" التي تديرها شركة إسرائيلية تعرضت لهجوم قبالة سواحل عمان قبل أسبوع، أدى إلى مقتل اثنين من أفراد الطاقم، هما بريطاني وروماني، واتهمت تل أبيب وواشنطن ولندن وبوخارست إيران بالمسؤولية، فيما ترفض طهران هذا الاتهام.
والثلاثاء الماضي تعرضت ناقلة نفط أخرى، هي "أسفلت برينسيس"، التي ترفع علم بنما لمحاولة اختطاف، رجحت واشنطن أن يكون وراءها إيرانيون.
حسابات خاطئة
ووفقا لمظفري، فإن حسابات طهران هذه المرة تبدو "خاطئة"، حتى وإن كانت مضايقاتها في سواحل الخليج تعود لعام 2019، وبصورة متكررة وتقليدية، وتأخذ طابعا سريا وغير معلن، غير أن العمليتين الأخيرتين والتي قُتل فيها اثنان، أحدهما روماني والآخر بريطاني الجنسية، ترفع من حظوظ إسرائيل السياسية والدبلوماسية ضد إيران، وبالفعل انضمت بريطانيا والولايات المتحدة لبحث "رد جماعي" ضد طهران، الأمر الذي سوف يحبس أنفاس الأخيرة ويضغطها، بينما تنتظر جولة سابعة من المفاوضات النووية في فيينا، منتصف الشهر الحالي.
وخلص المحلل السياسي والأكاديمي الإيراني مظفري إلى أن "السلوك العدواني والاستفزازي لإيران"، هذه المرة، غير محسوب، وسوف يفقدها أوراق ضغطها ومناوراتها في المفاوضات النووية المقبلة.
واستدل مظفري في ذلك بـ"حالة الارتباك" التي شهدتها التصريحات الصادرة من الدوائر الإيرانية، ففي حين أعلنت قناة العالم الإيرانية، أن الهجوم جاء ردا على هجمات إسرائيلية على مواقع عسكرية في سوريا (تخص ميليشيات تابعة لإيران)، ما لبث أن صدر نفي على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده والذي قال: "إن إيران لا علاقة لها بالهجوم، وإنه يجب على أي شخص تقديم أي أدلة تشير إلى ضلوع إيران في هذه الهجمات".
وبالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بخصوص الاستعداد لتنفيذ عمل عسكري ضد إيران، قال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني: "نحن مستعدون لأي سيناريو وقوتنا الدفاعية والهجومية جاهزة تماما لرد فعل قاس على أي عدو".
لا حرب شاملة
وفي حديثه لـموقع "سكاي نيوز عربية" رجح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد المذحجي أن لا تتطور الأحداث بين إسرائيل وإيران لـ"حرب ومواجهة شاملة"، وإنما قد نشهد استهدافا لمواقع ميلشيات إيران في سوريا والعراق ولبنان، وهو ما يحدث بالفعل على مدار الأيام القليلة الماضية في القصف المتبادل بين ميليشيات حزب الله في جنوب لبنان والجيش الإسرائيلي.