الدعم الإماراتي لسقطرى.. مساعدات هائلة على كافة المستويات
11:42 - 01 أغسطس 2021شكلت المساعدات الإنمائية والإغاثية الإماراتية لجزيرة سقطرى، العامل الأبرز في تجاوز الأرخبيل للعديد من التحديات والأوضاع الإنسانية غير الاعتيادية التي واجهتها خلال الفترة من 2015 وحتى اليوم.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للجزيرة في الفترة من 2015 إلى 2021 أكثر من 110 ملايين دولار وفقا لتقارير وبيانات رسمية.
وغطت المساعدات أغلب القطاعات الحيوية في المحافظة، كالخدمات الاجتماعية، والصحية، والمساعدات السلعية، والنقل والتخزين، والتعليم، وقطاع صيد الأسماك، والبناء والتنمية المدنية، وتوليد الطاقة وإمدادها، والمياه والصحة العامة، إضافة لدعم العمل الحكومي والمجتمع المدني.
وأسهمت المساعدات الإماراتية المقدمة لجزيرة سقطرى في تحسين حياة السكان، فعلى الجانب الإنساني تم توفير مساعدات غذائية وإغاثية، فيما تم العمل على تنمية المنطقة من خلال تقديم آليات وسيارات مدنية بهدف تعزيز قطاع النقل في الجزيرة خصوصا للعمليات المرتبطة بنقل المياه والوقود، إضافة إلى توفير الخدمات اللوجستية في الجزيرة.
كما أسهمت المساعدات الإماراتية في تطوير وتأهيل مطار سقطرى لتعزيز دوره في خدمة مسار التنمية في الأرخبيل، إضافة لتسهيل التنقل من وإلى الجزيرة.
التطوع.. عطاء طاهر وأكثر السمات إرضاء للنفس والذات
وشملت عمليات التطوير إنارة مدرج المطار وصيانة السياج المحيط به بطول 9 كيلومترات، وبناء مبنى لاستقبال المسافرين ومستودعات للخدمات الأرضيّة والطائرات الصغيرة، وإضافة صالتين لكبار الشخصيات، وصالات منفصلة لفرز وتفتيش الأمتعة.
كذلك دعمت الإمارات جهود تأهيل وتطوير ميناء سقطرى عبر إضافة رصيف بحري بطول 90 مترا وزيادة الغاطس لعمق أربعة أمتار ونصف لإرساء السفن الكبيرة، إضافة لبناء محطات للطاقة الشمسية.
وبالنسبة للقطاع الصحي، فقد أسهمت الإمارات في رفع كفاءة القطاع في الجزيرة عبر دعم وتشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، وتوفير المعدات الطبية وسيارات الإسعاف، وإنشاء مبنى للطوارئ وتزويده بأحدث الأجهزة وغرفتين للعمليات و13 سريرا، وغرفة إنعاش طبقا للمعايير العالمية، إضافة لتوسعة مستشفى الشيخ خليفة وزيادة عدد أسرة المرضى به إلى 42 سريرا، علاوة على تجهيز 4 أسرة في قسم العناية المركزة، وإضافة وحدة غسيل كلوي تضم 5 أجهزة غسيل، وتجهيز الأشعة المقطعية بـ 16 جهازا، وإضافة تخصصات هي الأولى من نوعها في جراحة المسالك والطوارئ والقلب والكلى بالإضافة إلى عيادة متنقلة لأهالي المناطق النائية.
وفي قطاع الكهرباء والمياه، أنشأت الإمارات 4 محطات كهرباء وقامت بتغيير الشبكة الهوائية بأخرى أرضية، ووزعت مولدات على القرى النائية ودشنت شبكة توزيع لأكثر من 30 موقعا، كما زودت الشوارع بإنارة تعمل بالطاقة الشمسية فضلا عن إنشاء محطتي توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في "حديبو" بقدرة 2.2 ميغا واط وفي "قلنسية" بقدرة 800 كيلو واط، وتركيب محطات تعقيم خزانات المياه، وتركيب وبناء خزانات جديدة بسعة 50 ألف وإمداد الآبار بمولدات كهربائية بالإضافة إلى حفر 48 بئرا ارتوازيا وتركيب مضخات لاستخراج المياه باستخدام الطاقة الشمسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وعلى مستوى المشاريع التنموية، دعم صندوق أبوظبي للتنمية الجزيرة بحزمة مشاريع شملت قطاعات البناء والتعمير، والطرق المهمة، وبناء محطة لمياه الشرب، وتمويل مشروع محطات الطاقة الشمسية، ومشروع تصنيع وتوفير قوارب الشحن، كما أسهم الصندوق بتقديم الخدمات الاستشارية في الجزيرة.
أما عن دعم الصيادين فقد تم تقديم الدعم للاتحاد التعاوني السمكي و27 جمعية صيادين وإنشاء مناطق رسو ومباني لجمعيات الصيادين، وصيانة مجمع مباني الثروة السمكية الذي يضم 8 مباني متضمنة سوق كبير للسمك بمساحة 4 آلاف متر مربع وتطوير مصنع الأسماك لاستيعاب 500 طن شهرياً وتوظيف 500 شخص من أبناء الجزيرة وتوفير 30 قاربا للصيد و10 ثلاجات لحفظ الأسماك في مراسي الصيادين و13 عازلة لنقل الأسماك بالإضافة إلى دعم قطاع النقل العام والنقل البحري بالمحافظة بتوفير 4 باصات نقل مدرسي للطلاب والتعاقد مع عدد 15 باصا لنقل الطلاب في البوادي.
ووفرت الإمارات منحا تعليمية للدراسات الجامعية حيث تم إيفاد 80 طالبا وطالبة للدراسة بمصر و40 طالبا وطالبة للدراسة بجامعة الإمارات وذلك بالتزامن مع مشاريع تعليمية أخرى كتأهيل مدارس المحافظة وصيانتها وترميمها وبناء فصول دراسية جديدة لمختلف المراحل الدراسية فيما تم افتتاح معهد سقطرى للاستشارات والتدريب وتأهيل كافة كوادر المحافظة والهيئات الحكومية.
ورفدت الإمارات قطاع التعليم في الجزيرة بتعيين مدرسيين من الخارج والتعاقد مع قرابة 440 مدرسا على مستوى الجزيرة واستقدام 17 مدرسا من مصر في التخصصات العلمية إضافة إلى تنظيم دروس تقوية لطلاب الثانوية العامة وافتتاح مختبرين في المحافظة، وافتتاح مدرسة عطايا النموذجية وطباعة عدد 227 ألف كتاب مدرسي لكافة المراحل فضلا عن رعاية المسابقات الثقافية والعلمية للطلاب وإنشاء وتأسيس جامعة أرخبيل سقطرى وافتتاح كليتين تبدأ الدراسة بهما عام 2021.
وفي الجانب الإغاثي واكبت المؤسسات الإماراتية الوضع في الجزيرة عبر توزيع مواد إغاثية متنوعة للمتضررين من الوضع الإنساني المعقد حيث تم إغاثة منكوبي إعصار "مكونو" و "شابلا" وبناء وترميم البيوت المنكوبة وإنشاء 161 وحدة سكنية بمدينة زايد وعدد 21 وحدة سكنية بمنطقة "دفعرهو" ووحدات سكنية بمنطقة "زاحق" ومنطقة "ديكسم" وعدد 51 وحدة سكنية في منطقة "عرشاني" إضافة لبرنامج توزيع السلال الغذائية والمساعدات المادية على الحالات المحتاجة بكافة المناطق.
وشملت أوجه المساعدات العديد من الجوانب ذات الأبعاد الاجتماعية والدينية، حيث دعمت الإمارات مشاريع إفطار صائم على مدار السنوات الماضية، كما دعمت مشاريع تأهيل بيوت الرحمن عبر صيانة المساجد في الجزيرة والإشراف على توفير مصادر الطاقة والمياه لها، وفي السياق ذاته واصلت الإمارات مساعدة المقبلين على الزواج عبر تنظيم الأعراس الجماعية التي بلغت 4 أعراس ساهمت في تعزيز استقرار الأسر والتسهيل على الشباب المقبلين على الزواج.
وقدمت الإمارات دعما ماديا للمتقاعدين ودعمت الحالات الاجتماعية الخاصة الذين وصل عددهم إلى 1500 أسرة، علاوة على تنظيم العديد من المبادرات الموسمية في الجانب الثقافي كالمهرجانات الثقافية والتراثية والرياضية ودعم الأسر المنتجة.
وأشرفت الإمارات ودعمت إقامة الأنشطة الرياضية عبر إعادة تأهيل الأندية الرياضية وإقامة الفعاليات والمهرجانات والمسابقات كمسابقتي الدوري والكأس على مستوى كرة القدم والكرة الشاطئية وكرة الطائرة الشاطئية، إضافة لتأهيل وتدريب إدارة اتحاد الكرة والإداريين والمدربين والحكام وإقامة مهرجان شاعر سقطرى وخريف نوجد ومارثون الكورنيش وبطولة الرجل الحديدي وسباق الهجن.
ودعمت الإمارات كذلك مشاريع الأسر المنتجة وأشرفت على تأهيل تلك الأسر والجمعيات النسائية وتوزيع ماكينات خياطة وعمل دورات للفتيات والمشاركة في المهرجانات التراثية بالإمارات والعمل على إقامة مركز الأمومة والطفولة ودعمت التنوع البيئي وتشجير الطرق ومكافحة التحطيب وأنشأت مزارع بإجمالي 31 هكتارا فضلا عن تدريب المزارعين وإنشاء مزرعة الحريم وتوفير 80 في المئة من احتياجات المحافظة الزراعية وإنشاء مشتل لإنتاج أشتال الخضار ومشتل للفاكهة لتوزيعها على المهتمين من المزارعين ودعم مزارعي النخيل باللقاحات المطلوبة وشراء منتجاتهم وتوزيع هذه التمور في الجانب الإغاثي كما تم تأسيس مسلخ للمواشي ومصنع التمور بطاقة إنتاجية 1200 طن سنوي وتقديم الدعم المادي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وعن أهمية المساعدات الإماراتية لجزيرة سقطرى، قال الكاتب والباحث السياسي في الشأن اليمني، محمود الطاهر: "خلال سنوات الحرب تم إهمال سقطرى، وجاءت المساعدات الإماراتية لتمثل إنقاذا لهذه المنطقة وأبنائها الذين عانوا كثيرا من التهميش وسط غياب الخدمات الضرورية".
وأضاف الطاهر في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الدور الإماراتي لم يقتصر على المساعدات المالية فحسب، وإنما طال أيضا التنمية في الجزيرة، والمرافق الحيوية التي تمثل عصب الحياة بالنسبة للسكان كالميناء والمطار.
وبيّن الطاهر أن "مساعدات الإمارات الطبية والتعليمية وقوافل المساعدات المتنوعة، كانت المصدر الوحيد لهذه المحافظة، وذلك بعد توقيف المساعدات وصرف الرواتب من العاصمة اليمنية".
واختتم الطاهر حديثه قائلا: "تشهد سقطرى اليوم بفضل الدور الإمارات عملية نهضة شاملة. وبدون الإمارات لكانت الجزيرة لقمة سائغة للطامعين والقراصنة والإرهابيين".