رجل الأمن القومي غرسلاوي يقود الداخلية التونسية بـ"وقت عاصف"
03:22 - 30 يوليو 2021حُسم الجدل في تونس بشأن المسؤول عن حقيبة الداخلية، عقب أداء رضا غرسلاوي اليمن الدستورية، ليلة الجمعة، لتسيير أعمال وزارة الداخلية.
وجاء التكليف بعد أيام من إقالة الرئيس التونسي قيس سعيد، حكومة هشام المشيشي وتجميد عمل البرلمان في البلاد.
وأصدر الرئيس التونسي تكليفه لغرسلاوي لتسيير أعمال وزارة الداخلية ضمن الإجراءات الاستثنائية التي أصدرها وفقا للمادة 80 من الدستور التونسي.
وأدى رضا غرسلاوي المكلف بتسيير وزارة الداخلية التونسية اليمين الدستورية أمام سعيد طبقا للفصل 89 من الدستور.
وقال سعيد عقب تأدية غرسلاوي اليمين الدستورية، إنه "اتخذ التدابير الاستثنائية، لضمان استمرارية الدولة"، مشددا على أن "تونس فوق الجميع ولا مجال لتقسيم الدولة أو تفجيرها من الداخل".
سبب الاختيار
ويرى بلحسن اليحياوي، المحلل السياسي التونسي، أن "هناك أسبابا ضرورية وراء اختيار الرئيس التونسي لغرسلاوي لحقيبة الداخلية في هذا التوقيت الهام الذي تعيشه تونس، ويكمن السبب الأول في أهمية وزارة الداخلية بين كافة الوزارات في الحكومة التونسية، خاصة وأن الداخلية كانت دائما تحكم تونس على مدار تاريخها، لأنها تجمع بين ملف الأمن ومكافحة الجماعات الإرهابية في تونس".
ويشير إلى أن السبب الثاني في اختيار غرسلاوي يتعلق بكونه "الرجل الأنسب لهذا المنصب لانتمائه إلى سلك الأمن الرئاسي، وتكليفه اليوم بأعمال وزارة الداخلية ليس كمجرد تعيين وزير، إنما يعد تولي مهمة جسيمة لتسيير أعمال هذه الوزارة حتى يتم تشكيل حكومة، وفي الوقت نفسه لا يجوز أن يبقى هذا المنصب بدون مسؤول، لذا وقع الاختيار على غرسلاوي".
ويتفق رياض جراد المحلل التونسي، مع الرأي السابق، ويقول: " كلف غرسلاوي في هذا التوقيت الحساس نظرا لكفاءته المشهود له بها، لطبيعة توليه منصب مستشار بدائرة الأمن القومي التابعة لرئاسة الجمهورية التونسية منذ عام 2020".
مكافحة الإرهاب
وعمل غرسلاوي محافظ شرطة عام من الصنف الأول، ومستشارا سابقا لدى رئيس الجمهورية التونسية بدائرة الأمن القومي، وبعد أن باشر مهامه برتبة محافظ شرطة تقلد طوال حياته المهنية العديد من المناصب الأمنية حتى توليه منصب مدير إدارة، وفي السابق تم انتدابه بالإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية لعام 1996، بحسب تصريحات جراد واليحياوي.
ويعد ملف مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي من أهم الملفات التي تولى إدارتها غرسلاوي، ويؤكد جراد هذا الأمر ويقول: "شارك غرسلاوي في مهام مكافحة الإرهاب بالداخل التونسي وخارجه، نظرا لأن طبيعة تخصصه يتعلق بالاستعلام ومكافحة الإرهاب والدعم اللوجيستي للدولة التونسية في هذه المهام، إضافة إلى كونه ابن الإدارة العامة للأمن الرئاسي منذ التسعينيات، إلى جانب دراسته في كلية الحقوق والعلوم السياسية بمحافظة سوسة التونسية".
ويرى جراد أن نتائج تونس في ملف مكافحة الإرهاب كانت "نتائج ممتازة بتنفيذ عمليات استباقية ناجحة في التصدي للإرهاب طوال الفترة الماضية، نتيجة إسناد ملف الأمن القومي إلى غرسلاوي بحكم مهامه كمستشار للرئيس منذ العام الماضي".
وركزت تونس خلال الأشهر الماضية جهودها لمكافحة الإرهاب داخليا وعلى الحدود مع الجزائر وليبيا، بتنفيذ عمليات أمنية ضد قيادات بتنظيمات إرهابية، ومن بين تلك العمليات واحدة أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم "جند الخلافة" التابع لتنظيم داعش و3 إرهابيين آخرين في مدينة القصرين، إضافة إلى عملية قضت على عضو بأحد أقوى فروع تنظيم القاعدة بنفس المدينة.
وكان الرئيس التونسي، قد أعلن الأحد، في خطاب إجراءات استثنائية يقتضيها الوضع في تونس متمثلة بتجميد كل سلطات مجلس النواب، ورفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان، وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، بعد اندلاع مظاهرات عنيفة في عدة مدن تونسية لتدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية.