المرأة التونسية ترد الصفعة على وجه الإخوان
04:04 - 27 يوليو 2021سجلت المرأة التونسية حضوراً قوياً في التظاهرات الحاشدة التي اجتاحت البلاد الأحد للمطالبة بإسقاط الإخوان، اعتراضاً على تردي الأوضاع الصحية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى أدنى مستوى.
وشنت حركة النهضة الإخوانية حالة من العداء الخالص في جميع تحركاتها ضد المرأة في تونس، وعلى الرغم من كافة المكتسبات التي حصلت عليها التونسيات منذ عام 2011 إلا أن الحركة الإخوانية حاولت بكامل قوتها تفريغها من مضمونها، وفق ما أكدته استطلاعات الرأي المحلية خلال الشهور الماضية.
ولعل الواقعة الأكثر فجاجة في علاقة النهضة بالمرأة تجلت في الاعتداءات المتكررة من جانب نواب الحركة على السياسيات ونائبات البرلمان وأبرزها واقعة الصفع على وجه عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر في قلب البرلمان لإسكاتها عن معارضة الإخوان، ما وصفه مراقبون أنه إهانة لجميع الشعب التونسي وهدر لكافة مكتسباتها.
نجاح المرأة.. مساحة شخصية أم قوالب جاهزة
وجرى الاعتداء على موسى بحضور رئيسة الجلسة، سميرة الشواشي، ووزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، إيمان الزهواني، وأدى الاعتداء إلى حالة من الفوضى داخل مبنى البرلمان، فيما توالت الإدانات من خارج المجلس، في ظل انزلاق التجاذب السياسي بالبلاد إلى ممارسة العنف.
وتقول الإعلامية التونسية ضحى طليق بالنسبة للمرأة التونسية فكانت من أول المستبشرين بقرارات الرئيس سعيد باعتبار أنها من أول الشرائح المتضررة من حكم النهضة.
وتوضح طليق في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن المرأة التونسية قد تضررت من حكم النهضة التي حاولت بشكل كبير تغيير القوانين التي شكلت مكسبا للمرأة على مدى عقود أو وسياسية وبرلمانية من خلال الاعتداءات المتكررة عليها كنا حدث للنائبتين عبير موسي وسامية عبو.
وأكدت طليق أنها تشعر بالفخر كونها امرأة تونسية تشارك في تغيير البلاد للأفضل، وتسعى لرفض كافة أشكال الظلم والتطرف والاضرار بأمن البلاد.
ومن أبرز وقائع إهانة المرأة التونسية داخل البرلمان أيضاً، تصريحات النائب محمد العفاس الذي اعتبر أن المرأة "سلعة"، وهاجم المنظمات التي تدافع عن حقوق النساء وحريتهن وقانون الأحوال الشخصية في إحدى الجلسات.
وخلال جلسة استماع لوزيرة المرأة والأسرة إيمان الزهواني هويمل بشأن ميزانية الوزارة، شن محمد العفاس النائب عن ائتلاف الكرامة المقرب من النهضة هجوما على "الأحوال الشخصية" في تونس.
واعتبر النائب أن الأحوال الشخصية "تجعل من المرأة سلعة رخيصة مكشوفة لكل من هب ودب".
وتعد إهانة المرأة أحد أبرز أسباب الغضب ضد النهضة في تونس بالإضافة لوقائع الفساد المالي والسياسي للحركة، وفق المراقبون.
ومساء الأحد، أعلن قيس سعيد تجميد كل سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
كما قرر الرئيس التونسي تولي رئاسة النيابة العمومية للوقوف على كل الملفات والجرائم التي ترتكب في حق تونس، وتولي السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة جديد ويعينه رئيس الجمهورية.
وفي كلمة له عقب اجتماع طارئ مع قيادات أمنية وعسكرية، قال الرئيس التونسي: "لن نسكت على أي شخص يتطاول على الدولة ورموزها ومن يطلق رصاصة واحدة سيطلق عليه الجيش وابلا من الرصاص."