عملية لـ"برخان" تسفر عن مصرع قيادييْن في داعش بمالي
19:38 - 24 يوليو 2021أعلنت فرنسا عن مقتل قياديين اثنين من تنظيم "داعش" بالصحراء الكبرى في مالي، وذلك في عملية عسكرية مشتركة نفذتها قوة "برخان" بالتنسيق مع عناصر من الجيش الأميركي، بعد معلومات استخباراتية تفيد بمكان تواجدهما في منطقة "ميناكا" الحدودية.
وذكر بيان صادر عن مكتب وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أن قوة "بارخان" الفرنسية قتلت ليل الأربعاء الخميس القياديين بتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، عيسى الصحراوي المنسق اللوجستي والمالي لتنظيم "داعش" في هذه المنطقة، وأبو عبد الرحمن الصحراوي الذي كان مكلفا بإصدار الأحكام في التنظيم.
وأوضح البيان أن عيسى الصحراوي كان ينشط في منطقة الساحل منذ عدة سنوات، وشارك في هجوم نُفذ في "إيناتيس" ضد القوات النيجرية في العاشر من ديسمبر عام 2019، وقتل خلاله 71 جنديا غربي النيجر قرب الحدود مع مالي، مشيرا إلى أنه كان مسؤولا أيضا عن تجنيد العناصر المتشددة وتدريبهم على تنفيذ العمليات الإرهابية.
وأشار البيان إلى أن أبو عبد الرحمن الصحراوي كان يعرف بإصداره الأحكام بالقتل، وكان ينشط في جماعات إرهابية مسلحة في مالي منذ 10 سنوات، فيما ذكرت مصادر مطلعة من مالي أنه كان عضوا في حركة "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا، التي اندمجت لاحقا مع تنظيمات أخرى لتشكيل تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى.
وذكرت فرنسا أنه تم مقتل عدد كبير من القيادات في تنظيم "داعش" بالصحراء الكبرى خلال شهر يونيو، من بينهم أحد قادة المجموعة دادي ولد شعيب المعروف بأبي الدردار، كما قتلت المحمود باي المعروف بإيكاراي، وهو من أبرز كوادر تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، ومقرب من قائد التنظيم عدنان أبي وليد الصحراوي.
وأوضحت وزارة الجيوش الفرنسية أن العملية تندرج في إطار استراتيجية تعتمدها فرنسا باستهداف قادة الإرهابيين وكوادرهم، مشددة على أن هذه الاستراتيجية تعكس تصميم فرنسا على مواصلة التصدي للجماعات المسلحة الإرهابية إلى جانب شركائها الساحليين وبالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين والأميركيين.
وقال المحلل السياسي الموريتاني إبراهيم صالح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الجماعات الإرهابية في المنطقة لم تعلق على البيان الفرنسي سواء بالتأكيد أو النفي، كما أنها لم توضح إن كان الحدث وقع في وقت قريب أو منذ فترة بعيدة.
مرحلة التمدد
وأكدت تقارير استخباراتية أن الجماعات الإرهابية في شمال مالي وتشاد، دخلت الآن في مرحلة توسيع دائرة التمركز والتمدد داخل دول الساحل الإفريقي، وذلك بعد أن أسست قوة ضاربة خلال انشغال العالم بجائحة كورونا، موضحة أن تلك الجماعات أقامت قواعد جديدة في 4 ولايات بمنطقة بحيرة تشاد، هي "سامبيسا وتومبوما بابا" في نيجيريا، و"تمبكتو" في شمال مالي، وولاية مستحدثة في تشاد يتوقع أن تضم إرهابيين عرب، ومن المتوقع أن تصبح مقرا للخلافة المزعومة في القارة الإفريقية.
واعتبر الباحث في معهد الأمن الدولي والعلاقات الأوروبية بباريس جمال ولد محمد، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية "، أن القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخروج القوات الفرنسية من عملية "برخان" خلال الربع الأول من العام المقبل "سينعكس على الأمن في المنطقة، ويدفع قيادات دول الساحل لاتخاذ إجراءات أمنية جديدة".
ولفت إلى أن "مراقبة الحدود بين دول الساحل أمر في غاية الأهمية"، مشيرا إلى أن "موريتانيا تتشارك مع مالي في حدود تمتد لأكثر من 2300 كيلومتر، والجميع يعلم أن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش تنشط في مالي، الأمر الذي يتطلب المزيد من التنسيق بين دول المنطقة لتحجيم نشاط هذه التنظيمات".
وتحدث تقرير لمعهد الدراسات الأمنية الإفريقية عن أن التنظيم يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال إفريقيا، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مقاتليه، محذرا من نشاط توسعي تقوم به الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة، مستغلة ضعف بعض الأنظمة الحاكمة والأزمات السياسية المحلية.
وكان قائد عملية "برخان" العسكرية الفرنسية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الجنرال مارك كونرويت، قد أكد خلال زيارة إلى بوركينا فاسو، الأربعاء، أن جيوش دول المنطقة قادرة تماما على التصدي للجماعات الإرهابية، مضيفا أن جيوش منطقة الساحل بصورة عامة تواصل الارتقاء لبلوغ مستوى أعلى.
وشدد على أن جيوش دول الساحل أصبحت قادرة تماما على التصدي للجماعات الإرهابية المسلحة وتوجيه ضربات إليها، مشيرا إلى أن هذا التقييم مبني على العديد من العمليات المشتركة بين قوة "برخان" وجيوش دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد).
جدير بالذكر أن ماكرون كان قد أعلن في يونيو عزمه تقليص الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، وكذلك إنهاء عملية "برخان" العسكرية، مشيرا إلى أن هذه العملية التي يشارك فيها أكثر من 5 آلاف عسكري فرنسي ستنتهي في الربع الأول من عام 2022.