مصر.. كيف أصبح محمد الشناوي حارس البطولات الكبرى؟
23:56 - 22 يوليو 2021حقق محمد الشناوي حارس مرمى منتخب مصر إنجازا تاريخيا بعد مشاركته في مباراة الفريق الأولمبي لكرة القدم أمام إسبانيا، حيث أصبح ثاني حارس مصري يلعب في نهائيات كأس العالم والأولمبياد، بعد أن فعلها من قبل مصطفى كامل منصور خلال فترة الثلاثينيات.
وقدم الحارس الثلاثيني أداء ملفتا أمام منتخب الماتادور وأنقذ مرماه من هدف محقق لــ"رافائيل مير" في الدقيقة 87 كما حافظ على شباكه نظيفة طوال عمر المباراة التي انتهت بدون أهداف ليؤكد أهمية اختياره للانضمام إلى الفريق الأولمبي ضمن الثلاثة الكبار.
ويتحدث أحمد ناجي، مدرب حراس مرمى منتخب مصر السابق إلى موقع "سكاي نيوز عربية" عن تألق الشناوي قائلا: "وجوده إضافة كبيرة للمنتخب الأولمبي، الشناوي لديه قدرة هائلة على بث الثقة بين زملائه، حارس كبير يلعب دون رهبة، أتمنى له التوفيق والعودة بميدالية من الأولمبياد".
ونجح حارس مرمى النادي الأهلي والمنتخب المصري في حصد العديد من البطولات المحلية والإفريقية والعالمية، حيث فاز بـ12 بطولة حتى الآن من بينها درع الدوري 5 مرات ودوري أبطال إفريقيا مرتين والسوبر الإفريقي وبرونزية كأس العالم للأندية.
ويضيف مدرب الحراس المخضرم لموقع "سكاي نيوز عربية": "مشاركة الشناوي في بطولتي كأس العالم والأولمبياد وتمثيل بلاده في المحافل الرياضية الدولية شرف كبير له كلاعب، وأعلم جيدا رغبته في تكرار تلك الإنجازات وعدم الاكتفاء بالنجاحات التي وصل إليها".
وكان ناجي قد منح الفرصة للشناوي لحراسة عرين المنتخب المصري بكأس العالم 2018 عندما كان مسؤولا بالجهاز الفني للفراعنة وأشرف على تدريبه وتجهيزه للمونديال ليحصل على جائزة أفضل لاعب في مباراته الأولى أمام أوروغواي ويشارك في المواجهة الثانية أمام روسيا.
ويتابع مدرب حراس مرمى منتخب مصر السابق: "خلال تدريب الشناوي اكتشفت امتلاكه روح قتالية عالية ومثابرة على تحقيق أفضل النتائج ورغم خروجه من النادي الأهلي في وقت سابق لكنه عاد أقوى وأصبح الحارس الأول للفريق والمنتخب المصري".
ورغم مشاركة الشناوي منذ أيام مع الأهلي والفوز ببطولة إفريقيا للمرة العاشرة في تاريخ القلعة الحمراء لكن ذلك لم يشتت تركيزه خلال تواجده رفقة المنتخب الأولمبي، كما يؤكد طارق سليمان، مدرب حراس مرمى الأهلي السابق، الذي قام بتدريبه لسنوات عديدة.
واقتنص النادي الأهلي لقب دوري أبطال إفريقيا بعد فوزه بثلاثية مقابل لا شيء أمام منافسه كايزر تشيفز الجنوب إفريقي في المباراة التي أُقيمت بالمغرب، واستلم الشناوي الكأس باعتباره قائد الفريق الأحمر قبل أن يتجه سريعا إلى المطار من أجل اللحاق بالمنتخب المصري الأولمبي.
ويذكر سليمان لموقع "سكاي نيوز عربية": "تواصلت هاتفيا مع الشناوي قبل ساعات من ركوبه الطائرة إلى طوكيو، وقال إن لديه الدافع لصناعة الأمجاد في عالم كرة القدم وتدوين اسمه في التاريخ بجانب كبار حراس المرمى ولا يتوقف الشغف لذلك رغم التتويج بألقاب كثيرة".
ويؤكد مدرب حراس مرمى الأهلي السابق على تأييده لقرار شوقي غريب، المدير الفني للمنتخب الأوليمبي المصري لضم الشناوي إلى الفريق، موضحا أنه رجل المهام الصعبة يمنح فريقه الشعور بالاطمئنان فور النزول إلى أرضية الملعب ولا يفقد تركيزه خلال الـ 90 دقيقة، وهو ما ظهر جليا خلال مواجهة بطل أوروبا في الأولمبياد.
ويسترسل سليمان: "المشاركة الفعالة للشناوي في الأولمبياد أفضل دليل على موهبته الشديدة وإمكانياته المتعددة فضلا عن وصوله إلى (فورمة) عالية وأنه الحارس الأول داخل مصر بدون منازع".
ويردف: "اقتربت من الشناوي خلال تدريبه في النادي الأهلي، منذ الوهلة الأولى علمت بأننا نملك حارس واعد وعملاق، رجل أعلن اعتزامه التواجد في كأس العالم والبطولات الكبرى وتمكن من تحويل أحلامه إلى حقيقة".
وعن تخوفات البعض من تكرار خطأ الشناوي الذي جرى أمام بيراميدز في الدوري المصري يقول مدرب حراس مرمى الأهلى السابق: "تلك أحداث واردة في كرة القدم، يمر بها حراس المرمى في جميع دول العالم لكن الكبار فقط من أمثال الشناوي يعملون على تدارك تلك الأخطاء سريعا".
ويعتقد سليمان أن المشاركة المتميزة للشناوي في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو مع المنتخب المصري أمام فرق قوية مثل إسبانيا والأرجنتين وأستراليا قد تسفر عن وصول عروض احترافية للحارس الكبير من قِبل الأندية الأوروبية منوها إلى أن موهبته تؤهله لدخول قائمة أفضل 10 حراس بالعالم.