حالة نادرة لشاب لبناني.. كورونا تسببت ببتر ساقه
23:22 - 15 يوليو 2021شاب لبناني أصبح بطلا لقصة إنسانية، بها الكثير من الألم، لكنها ألهمت الكثيرين، وأثبتت إرادة الإنسان أمام قسوة فيروس كورونا الذي فتك بالعالم.
وعندما أصيب الشاب اللبناني بلال النعوشي بفيروس كورونا، لم يتوقع أن ينازع الموت، ولا أن يسرق منه الفيروس قوته الجسدية.
بدأت القصة عندما أصيب النعوشي بفيروس كورونا في مدينة طرابلس، فأدخلته في غيبوبة بسبب النقص الحاد في الأوكسيجين، مما أدى إلى صعوبة في التنفس، أبقته في العناية الفائقة لأيام، توقع الأطباء خلالها استسلام جسم بلال للموت.
ويقول النعوشي لموقع سكاي نيوز عربية "بعد حالة شبه الاختناق التي أصابتني بضيق التنفس الشديد، بقيت في المستشفى 6 أيام شعرت بعدها بألم حاد لا يحتمل في ظهري وإحدى ساقي، كنت بين الموت والحياة وبحالة غيبوبة وكان الأمل ببقائي على قيد الحياة لا يتخطى واحدا بالمئة وفق رأي الأطباء الذين أصروا على محاولة إنقاذي إلى آخر لحظة".
ويضيف "لم أكن أعاني من أية أمراض، ولكن إصابتي بكورونا تسببت بتجمع الكريات الحمراء، كانت حالة نادرة لم تحصل في لبنان ولا في العالم، لقد عشت لساعات تحت رحمة الجلطات الدموية التي تكررت أكثر من 20 مرة خلال 24 ساعة، مما ترك ضررا بالغا في جسمي، ولكن الضرر الأكبر تركز في الساقين مما جعل الأطباء يتخذون قرارا سريعا بإنقاذي من خلال بترها".
ويتابع النعوشي "كنت في غيبوبة، ولم يعد بالإمكان إعطاء المزيد من الوقت فالموت لا ينتظر، لقد توقفت الاستجابة عبر الأجهزة التي أدخلت في فمي، وتم بتر قدمي اليمنى من تحت الركبة، وعاد الدم ليجري في عروقي".
ويتذكر بألم: "أفقت من الغيبوبة بعد 13 يوما، في البداية لم أتقبل الأمر وعلمت بعدها أن الجلطات الدموية لم تقتصر على الساقين بل وصلت الى العين والرئة واليد."
وأضاف" كان من المفترض وبحسب الأطباء بتر الساق اليسرى أيضا لكن جريان الدم وإعادة تنشيط الأوعية الدموية ساهم في عودة مجرى الدم الى الساق اليسرى".
وقال "هي حالة نادرة من حالات فيروس كورونا التي دخلت في الأبحاث العالمية من خلال نشرها بمجلة البحث للشرايين في أميركا وأوروبا ".
وبنفس مفعم بالأمل بالحياة رغم الصعوبات، يتحدث النعوشي بثقة: "الآن أبحث عن عملية تركيب طرف صناعي بانتظار ضمور مكان العملية وعودة الحياة الى العضلات، بعد عملية البتر المركبة التي تعرضت لها ".
ويستطرد "قرأت في موقعكم قصة كفاح الشابة مدربة الرياضة فزادني ذلك إصرارا على تحدي كل الصعوبات."
بلال النعوشي ابن الـ 48 عاما يطمح اليوم للعودة الى عمله السابق من خلال خبرته في مجال تركيب المعامل الصناعية وعلى منصات النفط في دول الخليج العربي وإفريقيا.