موقعة البرازيل والأرجنتين.. قصة تاريخ حافل بالصراعات الكروية
10:36 - 09 يوليو 2021من القواعد التي يتفق عليها أغلب جمهور كرة القدم، أن مشاهدة أي لقاء تشارك به الأرجنتين أو البرازيل يعد ضمانا للمتعة الكروية التي دائما ما يتسم بها أداء المنتخبات اللاتينية.
ووسط أجواء من الترقب والقلق، تنتظر الجماهير "موقعة ماراكانا" التي ستجمع البرازيل والأرجنتين في نهائي "كوبا أميركا 2021"، المقرر إقامته الأحد المقبل.
ونجح منتخب "راقصي السامبا" في تصدر مجموعته برصيد 10 نقاط، بعدما حقق ثلاثة انتصارات وتعادلا وحيدا في دور المجموعات، وبنفس الرصيد من النقاط، تصدر الفريق الأرجنتيني مجموعته أيضا.
وفي الأدوار الإقصائية، انتصرت البرازيل على تشيلي بالدور ربع النهائي بهدف نظيف، وحجزت مقعدا بالمباراة النهائية، بعد الفوز على بيرو في مواجهات المربع الذهبي بنتيجة هدف مقابل لا شيء، وسط آمال الجمهور البرازيلي بتحقيق اللقب القاري الثاني على التوالي.
وعلى الجانب الآخر، حقق المنتخب الأرجنتيني فوزا كبيرا على الإكوادور بثلاثية نظيفة في الدور ربع النهائي، وانتصر على كولومبيا بركلات الترجيح في مواجهات المربع الذهبي، بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
عداء تاريخي
منذ اللقاء الأول الذي جمع المنتخبين عام 1914، وانتهى بفوز الأرجنتين بثلاثية نظيفة، كان واضحا تأثر لاعبي البرازيل والأرجنتين بالصراعات السياسية والثقافية بين البلدين أثناء فترة الاستعمار البرتغالي والإسباني على القارة اللاتينية.
وحتى بعد استقلال البلدين، بدأ صراع آخر بينهما لفرض السيطرة على القارة، مع ظهور عدد من الاختلافات الثقافية بينهما، وانتقل هذا الصراع بشكل رسمي إلى ملاعب كرة القدم عام 1920.
ففي 1920، كان الجمهور على موعد مع لقاء ودي يجمع بين البرازيل والأرجنتين، لكن 4 لاعبين من منتخب "راقصي السامبا" رفضوا النزول إلى أرض الملعب، بعدما قامت صحيفة أرجنتينية بوصف البرازيليين بـ"القرود الصغيرة" (ماكاكيتوس).
وحاول الفريق الأرجنتيني تجاوز الأزمة بعدما قام بإشراك 8 لاعبين فقط بالمباراة، وانتهى اللقاء بفوز الفريق الأرجنتيني بثلاثية نظيفة.
وفي بطولة أميركا الجنوبية عام 1937، التقى المنتخبان بالمباراة النهائية، وكانت هناك "حرب هتافات" بين الجمهورين، وصرخت الجماهير الأرجنتينية في البرازيليين بكلمة (ماكاكيتوس) مقلدين صوت القرود.
وانتهى الوقت الأصلي لتلك المباراة بالتعادل السلبي بين المنتخبين، ليشهد الوقت الإضافي تقدم الأرجنتين بهدفين، لتنسحب البرازيل من اللقاء، الذي وصفته الصحافة البرازيلية بـ"مباراة العار".
وعلى مستوى اللاعبين، كان هناك صراع شديد بين الجمهورين حول "اللاعب الأفضل في التاريخ"، حيث ترى الجماهير البرازيلية أن بيليه هو الأحق بهذا اللقب، بينما ترى الجماهير الأرجنتينية أنه يناسب أسطورتهم دييغو مارادونا.
واشتعل الصراع أكثر حول اللاعبين، عندما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عام 2000 إجراء استطلاع رأي عبر الإنترنت حول "لاعب القرن"، وحصل مارادونا على 53 في المئة من الأصوات، بينما حصل بيليه على 18 في المئة فقط.
وقبل حفل التتويج، قرر "الفيفا" إضافة جائزة أخرى، عندما قام بتعيين لجنة تحت اسم "عائلة كرة القدم"، التي قررت منح جائزة ثانية لبيليه أيضا كأفضل لاعب في القرن.
ولاقى هذا التصرف من الاتحاد الدولي انتقادا واسعا خصوصا في الأرجنتين التي رأت في الجائزة تكريما لبيليه لدعمه الدائم للفيفا مقارنة بنقد مارادونا المتكرر لها، وقد غادر النجم الأرجنتيني الحفل مباشرة بعد استلامه جائزته، وقبل أن يتم تسليم جائزة بيليه.
وفي تصويت آخر عام 2002، استلم مارادونا جائزة أخرى من الفيفا بعد اختيار أحد أهدافه كهدف القرن في كأس العالم، وحلّ أحد أهداف بيليه في المركز الثالث بينما كان هدف آخر لمارادونا يحتل المركز الرابع.
وكنتيجة لكل تلك الوقائع بالإضافة إلى أحداث أخرى، أصبحت مباريات المنتخبين تتمتع بندية كبيرة، والهزيمة في تلك المباريات، تعني أن اللاعبين سيكونون على موعد مع موجة غضب جماهيرية، من الصعب الصمود أمامها.
لغة الأرقام
وتقابل المنتخبان خلال 105 لقاء، فاز خلالها المنتخب البرازيلي في 44 مباراة، محرزا 167 هدفا في الشباك الأرجنتينية، بينما حقق "راقصي التانغو" الفوز في 39 مباراة، محرزين 176 هدفا في مرمى المنتخب البرازيلي، وحسم التعادل 22 لقاء بين الفريقين.
ويتصدر الأسطورة الكروية بيليه قائمة هدافي مواجهات المنتخبين برصيد 8 أهداف، ويتقاسم اللاعبان رونالدو دي ليما من البرازيل، وليونيل ميسي من الأرجنتين وصافة تلك القائمة بـ 5 أهداف لكل منهما.
وفي بطولة "كوبا أميركا"، واجه المنتخب البرازيلي نظيره الأرجنتيني خلال 33 مباراة، وحقق البرازيليون الفوز في 10 مباريات، بينما فازت الأرجنتين في 15 لقاء، وحسم التعادل 8 مواجهات.
وعلى مستوى نهائيات البطولة اللاتينية، التقى المنتخبان خلال ثلاث مباريات نهائية في أعوام 1937، و2004، و2007.
وحقق المنتخب البرازيلي اللقب على حساب "راقصي التانغو" مرتين على التوالي، بينما شهد العام 1937، فوز الأرجنتين بـ"كوبا أميركا" على حساب "راقصي السامبا".
وتحتل الأرجنتين وصافة قائمة أكثر منتخبات القارة تحقيقا للقب "كوبا أميركا" برصيد 14 لقب، ليكون "راقصي التانغو" على بعد خطوة واحدة من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم الأوروغواي، بينما تحتل البرازيل المركز الثالث بتلك القائمة بـ 9 ألقاب.