مولدات الكهرباء الأهلية.. عبء إضافي يثقل كاهل العراقيين
17:03 - 02 يوليو 2021على وقع استفحال أزمة شح الكهرباء وتدني ساعات تزويدها للسكان وموجة الحر الشديدة العاصفة بالعراق، تصبح المولدات الأهلية التي توفر التيار في المنازل عبئا ماديا آخر، يثقل الكاهل أكثر فأكثر.
أسعار الاشتراك الشهري في هذه المولدات، التي تحدد بحسب عدد الأمبيرات، تصل في عز الصيف كمعدل وسطي لنحو 100 دولار أميركي أو أكثر، وهكذا فكلما ساءت الخدمة وقلت ساعات الإمداد بها، زادت ساعات تشغيل المولدات الكهربائية.
ذلك لأن كل منزل عراقي يحتاج على الأقل 5 أمبيرات من كهرباء المولدات كحد أدنى، لتشغيل بعض الأجهزة الكهربائية المنزلية الضرورية كالثلاجات وأجهزة التلفزيون، من دون أن يشمل ذلك القدرة على تشغيل أجهزة التكييف الحديثة التي تحتاج لعدد كبير من الأمبيرات، مما يعني أنه في حال الاشتراك بعشرة أو عشرين أمبير، فإن التكلفة سترتفع لمئات الدولارات شهريا، وهو ما يعجز عنه غالبية المواطنين العراقيين.
وتنتشر في مختلف المدن والبلدات العراقية ظاهرة المولدات الكهربائية الضخمة، بضجيجها المرتفع والأدخنة الداكنة التي تنفثها، حيث يوجد أحيانا في الحي السكني الواحد أكثر من مولد كهربائي.
ويلخص المواطن تيسير عبد الرحمن معاناة العراقيين مع المولدات الكهربائية، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية" قال فيه: "طيلة فصلي الصيف والشتاء، أي تقريبا ثلاثة أرباع السنة، ونحن ندفع مبالغ طائلة على الاشتراك في مولد حارتنا، تصل لآلاف الدولارات سنويا، حيث تقل ساعات تزويدنا بالكهرباء خلال الصيف مثلا لعدد ضئيل لا يستحق الذكر، مما يجعلنا نعتمد كليا على كهرباء المولد التي بالكاد نتدبر بها حالنا".
متى العودة إلى العراق؟
ويضيف: "لديّ أسرة كبيرة مكونة من 9 أفراد، وعدد الأمبيرات التي أشترك بها في المولدة هي 6، حيث ندفع الكثير من المال مقابل تزويدنا بطاقة كهربائية بسيطة لا نستطيع من خلالها تشغيل المكيفات مثلا أو الغسالات وهكذا، بمعنى أننا فقط نتمكن من تشغيل التلفزيون ومصابيح الإنارة وبعض الأجهزة الصغيرة لا أكثر".
ويردف عبد الرحمن: "هذا عدا الأعطال المتكررة في المولدات الكهربائية، ومعظمها متهالك نتيجة الاستخدام المديد لها، حيث تنقطع عن العمل أحيانا لأيام ريثما يتم إصلاح أعطابها، فضلا عن أنها لا تمد المشتركين فيها بالكهرباء على مدار الساعة، فهي بالكاد تعمل لنحو 16 ساعة في اليوم، لهذا نبقى أحيانا لساعات طويلة بلا كهرباء، فلا الحكومية منها متوفرة ولا الأهلية. قس على ذلك حجم معاناتنا المريرة".
وتتفاعل أزمة الكهرباء الحادة مع موجة الحر الشديدة، منذرة بإحداث أزمات واضطرابات سياسية واجتماعية في البلاد، حيث قدم وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش استقالته، الثلاثاء، على خلفية استفحال أزمة انقطاع التيار هذا الصيف.
ووفق تقديرات وزارة الكهرباء العراقية، يجب رفع سقف إنتاج الطاقة الكهربائية على الأقل إلى نحو 30 ألف ميغاوات، كي يتمكن العراق من تأمين الكهرباء على مدار الساعة.
ويعاني العراق طيلة العقود المنصرمة من عجز بالغ في توفير الطاقة الكهربائية خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم.