ما هي أسباب عزوف صغار السن في أميركا عن لقاح كورونا؟
01:13 - 25 يونيو 2021لا يزال إقبال المراهقين والشبان الأميركيين على تلقي لقاح كوفيد-19 منخفضا، رغم تأكيدات الباحثين المختصين أن فوائده تفوق بكثير مخاطر التهاب القلب المسجلة لدى نسبة قليلة جدا من صغار السن عقب تطعيمهم.
والأربعاء، أعلنت لجنة من المستشارين المستقلين للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي"، أن فوائد اللقاح تفوق بكثير المخاطر المحتملة.
وقد ارتبطت لقاحات كوفيد-19 التي تعمل بتقنية mRNA، ومنها "فايزر-بيونتك" و"مودرنا"، في حالات نادرة، بالتهاب القلب أو الأنسجة المحيطة، وهو ما يسمى "التهاب عضلة القلب" أو "التهاب التامور".
وقال الدكتور توم شيمابوكورو، نائب مدير مكتب سلامة التحصين التابع للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، خلال الاجتماع، إن التهاب عضلة القلب بعد التطعيم "لا يزال حدثا نادرا"، ويحصل بمعدل حوالي 12 حالة لكل مليون جرعة ثانية من التطعيم، لدى من يبلغون من العمر 39 عاما أو أقل.
لكن خطر الإصابة بكوفيد-19 أعلى بكثير، فالمراهقون والشباب يمثلون النسبة الأكبر من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة، كما قالت الدكتورة ميغان والاس، من المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع لـ"سي دي سي".
ومنذ بداية جائحة كوفيد-19، حدثت 2767 حالة وفاة لدى من تتراوح أعمارهم بين 12 و 29 عاما، مع 315 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في تلك الفئة العمرية منذ 1 أبريل، وفق بيانات "سي دي سي".
الشاب لوكاس ألتيماس وهو في بداية العشرينيات، قال إن الآثار الجانبية للقاحات تجعله يتجنبها، وأوضح لموقع سكاي نيوز عربية، أن "الآثار السلبية على المدى القصير، مثل التهابات القلب، أو على المدى الطويل وهي غير معروفة حتى الآن، تجعلني مترددا في تلقي لقاح كورونا"، رغم إلحاح أسرته.
أما كريم محمود، وهو طالب جامعي من أصول عربية، فقد قال إنه سيتلقى اللقاح قبل بدء العام الدراسي المقبل، لكنه أضاف لموقع سكاي نيوز عربية، أن "سرعة إنتاج اللقاحات لا تزال تخيفني، فالمعروف أن تطوير لقاح يحتاج إلى سنوات".
وتابع أنه يعتقد أن "جهاز مناعتي قوي ويمكنه مقاومة الفيروس، لكن جامعتي طلبت منا تلقي تطعيم كوفيد-19 قبل حضور الفصل الدراسي المقبل، لذلك سأذهب خلال أيام" لأخذ اللقاح.
وأقر توماس ريتشارد، وهو في التاسعة والعشرين من العمر ولم يتلق التطعيم حتى الآن، أن "اللقاح أقل خطرا بكثير من الفيروس"، وقال لموقع سكاي نيوز عربية، إنه سينتظر "تطوير لقاح جديد ضد كوفيد-19 مدروس بعناية، وخاضع لتجارب سريرية مطولة، وخال من أي أعراض جانبية".
الدكتور بيتر هيبرد، طبيب الطوارئ في ولاية فلوريدا، قال في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، إن "تردد الشبان الأميركيين في تلقي تطعيمات كوفيد-19 سببه التقارير عن الأعراض الجانبية، ومن بينها التهابات القلب"، ودعا الجهات الرسمية إلى "إبداء المزيد من الشفافية بشأن إيضاح الآثار السلبية للقاحات" ونسبة حدوثها.
وأشار هيبرد إلى أن "25 بالمئة من الأميركيين يبلغون من العمر أقل من 20 عاما، ولذلك عجزت الإدارة الأميركية عن تحقيق هدف تطعيم 70 بالمئة من السكان حتى الآن، لأن صغار السن لا يزالون يرون في الأمر مخاطرة".
عضو اللجنة الاستشارية للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الدكتور بابلو سانشيز، وهو أستاذ طب الأطفال في جامعة ولاية أوهايو، دعا خلال الاجتماع، السلطات الصحية إلى ضرورة إيضاح مخاطر الإصابة بالتهابات القلب بين الشبان إثر التطعيم.
وأضاف "نحن بحاجة إلى أن نكون صريحين للغاية، من حيث ذكر ذلك على أنه خطر محتمل" والتأكد من أن الآباء والمرضى على دراية بالمخاطر قبل تلقي التطعيم.
وكانت حالات التهاب عضلة القلب المسجلة في الولايات المتحدة، أكثر شيوعا عند الذكور في سن المراهقة وأوائل العشرينيات، وحدثت غالبا في غضون أسبوع واحد بعد الجرعة الثانية، أما أكثر أعراضها شيوعا فقد كان ألم الصدر، ويليه ضيق التنفس.
واجتمعت المجموعة الاستشارية لـ"سي دي سي"، في ظل استمرار انتشار حالات الإصابة بالمتحور دلتا شديد العدوى، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، وأصبحت نسبة إصابة الأميركيين به تشكل الآن 20 بالمئة من إجمالي المرضى، لكن جميع اللقاحات المتاحة في الولايات المتحدة، أثبتت فعاليتها ضده.