بالأرقام.. "ظاهرة غريبة" في سوق السيارات المستعملة بأميركا
21:23 - 23 يونيو 2021حققت أسعار السيارات المستعملة في الولايات المتحدة قفزة العام الماضي بنسبة 30 بالمئة، وفق شركة "بلاك بوك" التي تراقب بيانات السيارات والشاحنات.
وكشف نائب رئيس "بلاك بوك" لعلوم البيانات أليكس يورتشينكو، أن هذا الأمر أدى إلى "ظاهرة غريبة"، إذ يتم بيع السيارات المستعملة ذات الطلب المرتفع بأسعار تزيد عما كانت عليه عندما كانت جديدة.
وقال يورتشينكو في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية، إن "السوق غريبة للغاية في الوقت الحالي"، وأوضح أن "التجار يحتاجون إلى المخزون، لذا فهم يدفعون الكثير من المال مقابل سياراتهم في سوق الجملة".
وتحدث يورتشينكو عن 73 طرازا من السيارات، تتراوح أعمارها بين عام و3 أعوام، يتم بيعها بأسعار تفوق سعر التجزئة المقترح من الشركة المصنعة للمركبات وهي جديدة.
هل تتسوق لشراء مركبة أونلاين؟
ووفقا لوزارة العمل الأميركية، فقد شكلت الزيادات في أسعار السيارات المستعملة، ثلث الارتفاع الكبير في التضخم الشهر الماضي.
وقفزت أسعار السيارات بنسبة قياسية بلغت 10 بالمئة في أبريل، و7.3 بالمئة أخرى في مايو، حين ارتفع التضخم بنسبة 5 بالمئة، وهي أكبر زيادة لمدة 12 شهرا منذ عام 2008.
وخلال الشهر الحالي، بات متوسط سعر السيارة المستعملة في الولايات المتحدة يبلغ نحو 26500 دولار.
وعلى سبيل المثال، كان سعر شاحنة جديدة من طراز "تويوتا تاكوما إس آر" مزدوجة الكابينة من طراز عام 2019، أقل بقليل من 29 ألف دولار.
وبعد عامين، يدفع التجار ما يقرب من 30 ألف دولار لشراء السيارة نفسها، رغم أنها مستعملة، ثم يبيعونها للمستهلكين بأكثر من 33 ألف دولار.
ويعزو المختصون هذا الارتفاع القياسي المحير في سوق السيارات والشاحنات الأميركية، إلى جائحة كورونا والإغلاقات المرتبطة بها، إضافة إلى النقص العالمي في رقائق الكمبيوتر.
وبدأت الأزمة تتشكل في أبريل ومايو من العام الماضي، عندما أجبر صانعو السيارات الأميركيون على إغلاق المصانع لمدة 8 أسابيع للحد من تفشي "كوفيد 19"، ما أدى إلى تراجع الإنتاج رغم بقاء الطلبات مرتفعة.
وحين عادت الحياة إلى المصانع، كان صانعو شرائح الكمبيوتر قد تحولوا إلى تصنيع أشباه الموصلات الخاصة بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأنظمة الألعاب، مما أدى إلى نقص في الرقائق المخصصة للمركبات، وأجبر شركات السيارات على إغلاق المصانع مؤقتا.
نقص المركبات الجديدة وارتفاع الأسعار، تسببا بدفع الزبائن إلى سوق السيارات المستعملة، مما أدى إلى ارتفاع الطلب هناك أيضا.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت شركات تأجير السيارات، التي عادة ما تكون مصدرا للمركبات المستعملة ذات الطراز المتأخر، تحافظ على سياراتها لفترة أطول، لأنها لا تستطيع الحصول على سيارات جديدة، كما قال يورتشينكو.
لكن "بلاك بوك" تشير أيضا إلى دلائل على أن زيادات الأسعار بدأت في التباطؤ، إذ ارتفعت أسعار السيارات المستعملة الأسبوع الماضي، بنسبة 0.75 بالمئة، وهو الأدنى خلال 17 أسبوعا.