الترجي والأهلي.. "علامة مسجلة" في الكرة الإفريقية
18:37 - 18 يونيو 2021لم تعد مباراة الترجي التونسي والأهلي المصري مجرد لقاء ضمن المسابقات القارية للأندية، لكنها تحولت إلى "علامة مسجلة" بدوري أبطال إفريقيا، وواحدة من المواجهات الكروية الأكثر إثارة وندية بين اثنين من كبار القارة.
وقبل لقائهما المرتقب السبت على ملعب رادس في العاصمة تونس، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، استقطبت مباراة الترجي والأهلي كل الأنظار واستأثرت باهتمام كبير في الأوساط الكروية والإعلامية في تونس، خصوصا أنها تضع وجها لوجه خصمين يملكان معا 14 لقبا لدوري الأبطال، كما فرضا هيمنتهما على المسابقة بتتويجهما باللقب القاري في آخر 3 نسخ للمسابقة.
وأصبحت مباريات الترجي والأهلي ذات خصوصية تاريخية منذ أكثر من 30 عاما، عندما التقى الفريقان لأول مرة في دوري أبطال إفريقيا سنة 1990، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المنافسة من ثوابت المسابقة المتكررة.
ويملك قطبا الكرة التونسية والإفريقية، الرقم القياسي في عدد من المواجهات المباشرة في دوري أبطال إفريقيا، حيث تحمل مباراة السبت القادم الرقم 21 في تاريخ المواجهات القارية، والرقم 19 بدوري الأبطال، علما أن الفريقين سيلتقيان من جديد في إياب نصف النهائي بالقاهرة بعد أسبوع.
والتقى الترجي والأهلي للمرة الأولى ضمن الدور ثمن النهائي لنسخة 1990 من دوري الأبطال التي كانت تسمى آنذاك كأس إفريقيا للأندية الأبطال، وحسم ممثل تونس أمر التأهل لفائدته عندما تعادل الفريقان ذهابا وإيابا من دون أهداف، قبل أن يضمن الترجي العبور بركلات الترجيح.
وبعد تلك المباراة، واجه الترجي غريمه في 16 مرة لحساب دوري الأبطال، كانت فيها الغلبة للأهلي بـ6 انتصارات مقابل فوز الترجي في 4 مواجهات، فيما انتهت 8 مواجهات بالتعادل.
أما في كأس الاتحاد الإفريقي (الكونفدرالية)، فقد التقى الترجي والأهلي في مناسبتين سنة 2015، وفاز الأخير في مواجهتي الذهاب والإياب.
ويعتبر أنيس البدري مهاجم الترجي أن المواجهة مع الأهلي أصبحت إحدى ثوابت مسابقة دوري أبطال إفريقيا، التي تستقطب اهتمام الكثير من المتابعين للكرة الإفريقية.
ويقول البدري لموقع "سكاي نيوز عربية": "نعرف جيدا المنافس وندرك نقاط قوته ومكامن ضعفه، ونحن جاهزون للخروج بنتيجة إيجابية على ملعبنا وأمام جماهيرنا. حظوظنا وافرة للفوز وإعادة سيناريو مباراة نهائي 2018 التي لا تزال راسخة في الاذهان وإحدى أفضل المواجهات في مسيرتي".
وتعد مباراة الإياب لنهائي 2018 ملهمة للبدري ولزملائه بحسب قوله، إذ نجح الترجي في تلك المواجهة في قلب الطاولة على النادي الأهلي في ملعب رادس وفاز عليه بثلاثية نظيفة بعد الهزيمة 1-3 في مصر، ليتوج الفريق التونسي باللقب.
وكان الترجي أنهى الجزء الأول من تحضيراته لمواجهة الذهاب من خلال معسكر مغلق، على أن يختتم استعداداته الجمعة بتمرين أخير سيعمل خلاله المدرب معين الشعباني على تحديد خياراته الفنية وضبط التشكيلة التي ستدخل المباراة.
وتكشف المواجهات السابقة بين الترجي التونسي والأهلي المصري عن ندية عالية، إذ التقى الطرفان في الأدوار المتقدمة، على غرار مواجهة عامي 2001 ثم 2010 في نصف النهائي و2012 في النهائي حيث فاز الأهلي آنذاك باللقب، غير أن الترجي ثأر من منافسه في نسخة 2018 وتوج بالبطولة التي كانت الثالثة في سجله قبل أن يضيف لقبا جديدا في 2019.
وقال المهاجم السابق للترجي سامي العروسي إن مباراة الترجي والأهلي ستكون صعبة على الطرفين، تطغى عليها الحسابات التكتيكية والحذر باعتبار أن كل فريق يطمح للخروج بنتيجة إيجابية للإبقاء على حظوظه وافرة قبل مواجهة العودة في القاهرة يوم 26 يونيو.
ويضيف العروسي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "الترجي له مكانة كبيرة في إفريقيا، وكذلك الأهلي الذي حصل على المركز الثالث في مونديال الأندية الأخير، وتوج بكأس السوبر الإفريقي، لكن ذلك قد لا يعني شيئا أمام الترجي الذي يضع ثقله القاري وخبرته في الميزان لمواصلة طريقه نحو تتويج قاري جديد".
ويرى العروسي الذي سبق له أن واجه الأهلي في نصف نهائي نسخة 2001، أن قرار السلطات بالسماح لجماهير الفريق الأحمر والأصفر بحضور المباراة، سيكون عاملا مؤثرا ودافعا كبيرا للفريق للخروج بالانتصار في مقابلة الذهاب ودعم حظوظه من أجل بلوغ النهائي.
واستدرك المهاجم السابق لمنتخب تونس: "الأهلي ليس في أفضل حالاته لكنه نجح في تجاوز عقبة صن داونز الجنوب إفريقي، وهو مؤشر على أن حامل اللقب يبقى خصما عنيدا ومنافسا تصعب السيطرة عليه".
ويملك الأهلي الرقم القياسي في الفوز بدوري الأبطال برصيد 9 ألقاب آخرها في العام الماضي على حساب الزمالك، أما الترجي فقد حقق لقب المسابقة 4 مرات سنوات 1994 و2011 و2018 و2019.