بسبب قضايا "الطلاق" في مصر.. مشاجرات "على الهواء"
23:01 - 16 يونيو 2021شهد أحد البرامج الحوارية في مصر مشاجرات "على الهواء مباشرة"، بعدما احتدت المناقشة بشأن قضايا الطلاق، في ظل تداول مقترح خاص بمنح المرأة المطلقة نصيبا من ثروة زوجها.
المشاجرة جاءت بين مقدمة البرنامج والمحامي الضيف، مما دفع المحامي للانسحاب متهما الحلقة بالانحياز لوجهة نظر محددة، فيما ألقت مقدمة البرنامج اللوم على فريق الإعداد لاستضافة المحامي المذكور، إلى جانب خلاف آخر نشب مع أحد الضيوف عبر الهاتف.. فما القصة؟.
تناولت الحلقة المذكورة مقترحا أثار الجدل في مصر خلال الأيام الماضية، بشأن اقتطاع الزوجة لجزء من ثروة زوجها لدى طلاقها للحفاظ على حقوقها.
واستضاف البرنامج داخل الاستديو المحامي المصري (الشهير بتخصصه في قضايا الأسرة) عصام عجاج، رفقة المحامية ولاء عدلي، مع مستشارة العلاقات الأسرية الدكتورة إيمان الريس. كما شارك عدة ضيوف مختصين خلال الحلقة في مداخلات هاتفية.
ماذا فعلت خلافات الوالدين في نفسية الأبناء؟
شهدت الحلقة توافقا في وجهات النظر بين مقدمة البرنامج وضيفتيها، فيما انحاز المحامي إلى وجهة النظر المعارضة للمقترح المتداول، مما أدى إلى احتدام المناقشة ودفع مقدمة البرنامج الإعلامية بسمة وهبة للقول: "دي مش حلقة.. دي خناقة (مشاجرة)"، الأمر الذي دفع المحامي لاتهامها بالرغبة في توجيه الضيوف لتبني رأي معين على الهواء.
انتهت المناقشة داخل الاستديو بتأكيد مقدمة البرنامج أنها لن تستطيع استكمال الحلقة في ظل "أسلوب" الضيف، مما دفع الأخير لإعلان انسحابه مرددا: "بعد كدا حفظوني في الأوضة (غرفة الإعداد) أقول إيه وأنا أقبل؟"، مجددا رفضه لما يعتقد بأنه محاولة لإملاء موقف معين عليه.
بعد انسحاب الضيف، بدأت جولة جديدة من المشاجرة كان فيها المحامي خلف الكاميرات. بدأت بمعاتبة مقدمة البرنامج فريق الإعداد -على الهواء مباشرة- مرددة: "أعتذر للمشاهدين (..) أنا قلت لكم بلاش الأستاذ عصام وأنتم صممتم (أصررتم) عليه"، متهمة الضيف بأنه يحاول أن يفتعل "شو (عرض) إعلامي" ويثير المشكلات.
من جانبها، قالت المحامية الضيفة إنها "تفاجأت بوجود الضيف"، مضيفة: "أعرف أسلوبه في الحوار".
ومن خلف الكاميرات، رد المحامي -بعد انسحابه- رافضا أي تجاوز في حقه، ليقع سجالا بين المحاميين على الهواء (صوت المحامي من خلف الكاميرا والمحامية من الاستديو) على الهواء مباشرة، مما اضطر مقدمة البرنامج للخروج إلى فاصل إعلاني لإنهاء الشجار.
وقد شهدت الحلقة نفسها مشادة بين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، ومقدمة البرنامج، في مداخلة هاتفية، لدى مناقشة قضايا الطلاق والمقترحات المطروحة.
ورفض كريمة مقاطعة المقدمة له أثناء التعبير عن وجهة نظره في القضية المطروحة، مما دفعه لإغلاق الهاتف، بعد اتهامه لمقدمة البرنامج بـ "محاولة المصادرة على رأيه".
المقترح المثير للجدل طرحته أستاذ العقيدة والفلسفة، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، الدكتورة آمنة نصير (عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري سابقا). وقد دعت فيه إلى حصول المرأة المطلقة على نصف ثروة زوجها.
وأثار المقترح سجالا واسعا في الأوساط المصرية، عززه إعلان رئيسة نادي المطلقات عبير الأنصاري، عن تأييده، باعتباره "فكرة مقبولة ويمكن أن يتم وضعها لتنفق السيدة على نفسها"، معتبرة أن "الفكرة ليست غريبة عن المجتمعات الغربية".
وعادة ما تثير المقترحات ومشاريع القوانين المرتبطة بالأحوال المدنية والأسرة المصرية، جدلا في الأوساط المصرية؛ لحساسية المسألة. وقد حظي المقترح الأخير بنصيب وافر من الجدل خلال الأيام القليلة الماضية، لجهة اعتبار مؤيديه أنه "ينصف المرأة" ويحفظ حقوقها، لا سيما بعد فترة زواج طويلة، ومعارضون يعتقدون بأن التشريعات الحالية كافية، وأن إقرار مثل ذلك المقترح يعني التشجيع على الطلاق.
يذكر أن إجمالي حالات الطلاق في مصر بلغ العام الماضي -طبقا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- 218 ألف حالة طلاق، في مقابل 225 ألف حالة في 2019، و201 ألفا في 2018.