السودان.. زيارة بنسودا تمنح "أمل العدالة" لضحايا حرب دارفور
13:49 - 01 يونيو 2021كسرت فاتو بنسودا المدعي العام للمحكمة الجنائية قيودا استمرت أكثر من 17 عاما بتجولها في مناطق النازحين والمتأثرين بالحرب في إقليم دارفور في غرب السودان.
وعلى مدى ثلاثة أيام التقت بنسودا مع ضحايا الحرب التي اندلعت في العام 2003 وأدت إلى قتل وتشريد أكثر من 3 ملايين مواطن معظمهم من الأطفال والنساء وسط اتهام المعزول عمر البشير وعدد من أعوانه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو ما دفع بالمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة بالقبض على البشير.
وشدد النازحون في على ضرورة تسليم البشير وكافة مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية.
دعم التحقيق
قالت بنسودا إن المحكمة ظلت تتطلع لهذه الزيارة منذ سبعة عشر عاما، وأضافت بأن هذه الزيارة الهدف منها التأكيد على وصول محققي الادعاء في وقت قريب للتحقيق في كل قضايا انتهاك حقوق الإنسان ولمناقشة الحكومة السودانية الحالية في تنفيذ أوامر القبض التي لم تنفذ بعد.وفي ذات السياق، يؤكد الصادق علي حسن نائب رئيس مجلس أمناء هيئة محامي دارفور أن زيارة بنسودا لمسرح الجريمة يشكل أهمية كبيرة في هذا التوقيت.
ويوضح "كان من الضروري أن تزور بنسودا دارفور حيث مسرح ارتكاب الجرائم التي تتولاها وتقدم بشأنها قضيتها أمام المحكمة...سيكون تقريرها القادم بمجلس الأمن هو الأخير لها بصفتها مدعية المحكمة الجنائية الدولية لذلك فمن الأهمية ان يتضمن زيارتها لمواقع ارتكاب الجرائم بعد زواف الموانع التي كانت تحول دون الزيارة".
تسليم البشير
تصدرت المطالبة بتسليم عمر البشير والمتهمين الآخرين اهتمامات نازحي الحرب في المعسكرات التي زارتها بنسودا.
وتزامنت تلك المطالب مع مزاعم وتهديدات أطلقها محمد الحسن الامين محامي البشير أثارت غضبا كبيرا في الشارع السوداني المح فيها إلى أن تسليم البشير للمحكمة الجنائية سيكون "كارثة" وسيجر معه آخرين.
وقلل الصادق حسن، من أهمية تلك المزاعم والتهديدات معتبرا أنها ليست ذات قيمة ولا تؤثر على إجراءات تسليم المطلوبين.
ويقول حسن إن القصد من تلك التصريحات هو إثارة بلبلة محلية لأغراض سياسية بحتة. لكن حسن يرى ضرورة أن تفحص النيابة العامة تلم التصريحات وما يمكن أن يترتب عليها من مساءلة جنائية بحقه بشأن ارتكاب جريمة التحريض والفتنة الجنائية والعمل على الإخلال بالأمن والسلامة العامة.
واعتبر حسن القول بأن تسليم البشير سيكشف عن تورط آخرين هو إقرار بالجرائم المرتكبة ودليل على الافتقار لنزاهة وأخلاقيات مهنة المحاماة، مضيفا "بدلا من أن يلتزم محامي البشير جانب القانون ويشجع موكله على احترام القانون وتسليم نفسه للعدالة المكملة، فإنه يمارس ابتزازا واضحا يهدف لتعطيل إجراءات تسليم موكله لنفسه طواعية أو جبرا بواسطة الحكومة السودانية".
ترحيب كبير
وجدت زيارة بنسودا ترحيبا كبيرا من قبل سكان مناطق الحرب في دارفور واعتبروها خطوة مهمة في طريق تحقيق العدالة.
ووصفت منى يوسف ممثلة أصحاب المصلحة الزيارة بـ "التاريخية" مؤكدة انها أعطت أملا لإمكانية تخفيق العدالة للضحايا.
وفي ذات السياق، قال آدم رجال الناطق باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بالسـودان لموقع "سكاي نبوز عربية" إن الزيارة حققت نجاحات كبيرة وبرهنت على أن المجتمع الدولي بدأ يخطو خطوات إيجابية وجادة في سبيل تحقيق العدالة ومحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا الفظائع في دارفور.
مطالب مهمة
طالب النازحون بتوفير الأمن ونزع سلاح المليشيات التي قننها نظام البشير. وفي مذكرة قدموها لبنسودا، قال نازحو معسكر كلمة الذي يعتبر الأكبر في دارفور إن اتفاق السلام الذي تم توقيعه بجوبا لا يمثلهم، كما طالبوا بتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام يخاطب جذور الأزمة التاريخية، ويحقق العدالة، وصولاً إلى بناء دولة مواطنة متساوية بين جميع السودانيين.
واتهمت المذكرة الحكومة الانتقالية بالعجز عن توفير الحماية للنازحين، مستدلة بالجرائم الدموية التي ارتكبت بحق النازحين بعد خروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي "اليوناميد" في ديسمبر الماضي.