عامان من التعثر.. لماذا لا تستمر الحكومات الإسرائيلية طويلا؟
00:22 - 01 يونيو 2021تشهد الساحة الإسرائيلية حالة من الترقب لتشكيل حكومة جديدة بعد تعثر الوصول إليها منذ عامين، وبعد 4 انتخابات غير حاسمة، بدأت في أبريل 2019، لكنها لم تسفر عن أغلبية لحزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو، الذي يتولى منصبه منذ قرابة 13 عاما.
وأعلن اليوم الاثنين، يائير لابيد، رئيس حزب "هناك مستقبل" وزعيم حزب يمينا نفتالي بينيت المنافسان لنتانياهو، عن شراكة سياسية يمكن أن تطيح بأطول زعماء إسرائيل بقاء في السلطة.
ويرى خبراء في الشؤون الإسرائيلية أن تعدد محاولات تشكيل الحكومات الإسرائيلية وقصر مدتها خلال العامين الماضيين يعود إلى صعوبة النظام الانتخابي المعقد في إسرائيل وأنه قد يكون عرضة للتغيير، فضلاً عن عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في الوقت الراهن.
غياب الإرادة السياسية
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنه في حال تشكيل حكومة عبر التحالف الذي يقوده بينيت ولابيد "فإنها ستكون عرضة للانهيار والسقوط في أول اختبار حقيقي لها، وربما تجد إسرائيل نفسها مُضطرة خلال الفترة المقبلة للاتجاه إلى انتخابات خامسة".
ويوضح فهمي، في حديث لـ«سكاي نيوز عربية»، أن إسرائيل واجهت محاولات كثيرة لتشكيل حكومة خلال العامين الماضيين، لكنها فشلت بسبب عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لإنجاز هذا الأمر، فضلا عن تعقيدات النظام الانتخابي، ومواقف الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، وممارسة "عرب 48" نوعا من الضغوط في الكنيست.
وكانت إسرائيل أجرت في 23 مارس الماضي رابع انتخابات غير حاسمة في غضون عامين. وفي 10 مايو ومع اندلاع القتال بين حماس وإسرائيل انهارت محادثات تشكيل الحكومة الجديدة، وبعد وقف إطلاق النار تم استئنافها.
موقف نتنياهو
ويتابع أستاذ العلوم السياسية قائلا: "تعطل تشكيل الحكومة سيستمر بعض الوقت، وحتى لو تم التوافق حول حكومة جديدة، ستكون ضعيفة وهشة وبحاجة إلى دعم خارجي من الأعضاء العرب في الكنيست الذين يعارضون سياسات أحزاب اليمين الساعية لتشكيل الحكومة"، مشيراً إلى أن "نتانياهو لا يريد مغادرة منصب رئيس الوزراء، وأن لديه حيلا كثيرة".
ويُحذر الخبير في الشؤون الإسرائيلية من "خطر الحكومة الائتلافية المقترحة"، ومن أنه حال فشل جهود تشكيل الحكومة، فربما نجد محاولات من نتانياهو لتغيير النظام الانتخابي الإسرائيلي فيما يتعلق بتغيير رئيس الوزراء كل 4 أعوام بدعم من رئيس الدولة.
ويكمل فهمي قائلا: "لن يكون هناك تأثير لحالة الاضطراب السياسي في إسرائيل على التحركات المصرية فيما يخص التهدئة، وقطاع غزة، لأنها تفاهمات أمنية بالأساس، ومن يدير الأزمة عسكريون، والمستوى العسكري الإسرائيلي لا يقترب منه أحد في إسرائيل".
أغلبية برلمانية
وتملك "كتلة التغيير" الأغلبية البرلمانية داخل الكنيست حالياً، بوجود 57 نائباً بتلك الكتلة، وتحظى بدعم 4 أفراد من حزب "القائمة العربية المُوحدة"، ما يجعل 61 عضواً من أعضاء الكنيست الـ120 يدعمون الحكومة الجديدة، لكن محللبن إسرائيليين يشيرون إلى أنه حال انشقاق أي عضو قد تتعطل خطة تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
يأتي ذلك بينما حذَّر نتانياهو، أمس، من "الحكومة الائتلافية المقترحة"، واصفاً إياها بـ"حكومة يسارية تُمثل خطراً على أمن إسرائيل"، داعياً الزعيم اليميني بينيت لعدم دعم تشكيل تلك الحكومة.
وتنتهي المُهلة المتاحة أمام لابيد لتشكيل الحكومة، الأربعاء المقبل.
فراغ سياسي
ويرى اللواء دكتور محمد الغباري، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن القيادة السياسية في إسرائيل مستفيدة من الوضع الحالي وتريد أن يكون تشكيل الحكومات على فترات متقطعة وقريبة، حتى لو كان رئيسها هو نفس الفرد مثلما يحدث مع نتانياهو.
وأوضح اللواء الغباري، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الهدف هو إحداث حالة من الفراغ، لتعويم بعض الملفات الهامة التي لا تريد القيادة الإسرائيلية إنجازها، وفي المقابل المضي قدما في مخططات تحتاج وقتا طويلا مثل الاستيطان و"تهويد القدس"، والضغط المستمر على الفلسطينيين.
ويلفت الخبير المصري في الشؤون الاسرائيلية إلى أن أزمة عدم تشكيل حكومة مستقرة منذ قرابة عامين ستستمر لبعض الوقت، مع مساع من رئيس الوزراء الإسرائيلي لكسب الأطراف المتشددة في إسرائيل في صفه، وهو ما تحقق بصورة أو بأخرى عقب حرب غزة الأخيرة، مشيراً إلى أنه لا يخفي رغبته في الاستمرار في الحكم لفترات أخرى.
ويوضح اللواء الغباري أن نتانياهو في حال مغادرته للحكم، سيكون عرضة للمحاكمة في قضايا عديدة، كما أنه لا يوجد زعماء سياسيون إسرائيليون أقوياء حاليا لشغل منصب رئيس الوزراء، والمنافس الرئيسي لنتانياهو هو لابيد، وكان صحفيا ومقدم برامج، وخبرته السياسية محدودة.
وينتهي في 2 يونيو القادم الموعد المحدد لتفويض ممنوح للابيد لتشكيل ائتلاف يتمتع بأغلبية، وإذا أخفق فإن الرئيس سيحيل المهمة إلى أي عضو في الكنيست. ويمكن أن يشمل هذا الأمر نتانياهو مجددا.
وتبقى المحطة الأخيرة في 23 يونيو، إذا لم يقع الاختيار على مرشح في غضون 21 يوما، أو إذا لم يتمكن المرشح من تشكيل حكومة، فسيُحل الكنيست تلقائيا وستجرى انتخابات خامسة.