تطور خطير.. ماذا يحدث في معقل "القاعدة" السوري؟
23:51 - 29 مايو 2021تفيد مصادر متطابقة من شمال غرب سوريا، أن ما تسمى حكومة الإنقاذ التابعة إلى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والتي يتزعمها أبو محمد الجولاني، وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، بصدد فتح كلية حربية في محافظة إدلب، التي تحكم أجزاء واسعة منها، بهدف تخريج كوادر عسكرية، من مختلف الاختصاصات والرتب.
وبحسب المصادر، فإن الكلية الحربية باتت شبه ناجزة، وأنها سترى النور خلال بضعة أشهر، وستشرف على هذه الكلية، هيئة تحرير الشام، مع الجبهة الوطنية للتحرير، المتحالفة معها، والتابعة للائتلاف السوري الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقرا له.
ويقول الصحفي المختص بالشأن السوري سرتيب جوهر، تعليقا على الموضوع، في حوار مع "سكاي نيوز عربية" :"هذا تطور خطير وينم عن تنامي الاستثمار التركي في تنظيم القاعدة، عبر فرعه السوري ما تسمى هيئة تحرير الشام، والتي تحكم مناطق إدلب غير الخاضعة لسلطة دمشق، بتنسيق كامل مع أنقرة".
ويتابع :"مشروع الكلية الحربية هذا سيعتمد بداهة، على المدربين والضباط الأتراك، والذين قد يساعدهم بعض الضباط والعسكريين، من المنشقين عن الجيش السوري والملتحقين بالجماعات التكفيرية المتشددة".
ويضيف جوهر :"الملفت هو صمت ولامبالاة المجتمع الدولي، أمام حقيقة تحول إدلب السورية لدويلة لتنظيم القاعدة، والذي بات يحاول تعزيز قدراته العسكرية الإرهابية فيها، عبر مشاريع مثيرة للريبة، من طينة مشروع الكلية الحربية هذا".
وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر على مركز محافظة إدلب، ومناطق واسعة منها، قد بدأت مؤخرا بتفعيل عمليات التجنيد العسكري، في مناطق سيطرتها عبر افتتاح مراكز وشعب للتجنيد، بدلا من مراكز الانتساب السابقة للالتحاق بها، في مدن وبلدات مثل : حارم وأطمة، وأريحا وسرمدا، وجسر الشغور، فضلا عن إدلب.
ويرى مراقبون وخبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، أن رفع وتيرة التجنيد العسكري، مع اعتزام إنشاء كلية عسكرية في إدلب، تحت إدارة الفرع السوري لتنظيم القاعدة، هو تطور خطير لا تقف شروره عند التخوم السورية، بل هو خطر داهم يطال مختلف دول المنطقة، وأن إدلب غدت بؤرة للإرهابيين حول العالم وبرعاية تركية، وأن هذه التعبئة ربما تكون مقدمة، لعمليات إرهابية داخل سوريا وخارجها .
وكانت جبهة النصرة وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قد غيرت إسمها إلى هيئة تحرير الشام في محاولة للتمويه، والإفلات من وضعها على قوائم الإرهاب الدولية.
وتخضع مدينة إدلب ومناطق عديدة في ريفها، في شمال غرب سوريا، لسيطرة هيئة تحرير الشام ( النصرة ) بالدرجة الأولى، وفصائل متشددة أخرى منضوية، في "الجبهة الوطنية للتحرير"، والتي تتبع بدورها لما يسمى بـ"الجيش الوطني السوري" التابع لتركيا، حيث يقدر حجم مساحة تلك المناطق، بنحو 3 آلاف كيلومتر مربع.
هذا وتنضوي محافظة إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد التي تشكلت، بموجب اتفاقات بين روسيا وتركيا وإيران، في إطار محادثات أستانا