قناة السويس..فيلم بالإنجليزية لتعزيز موقفها بحادث "إيفرغيفن"
23:46 - 28 مايو 2021كشفت هيئة قناة السويس عن معلومات تعزز موقفها في أزمة السفينة الجانحة "إيفر غيفن"، وذلك بعدما ذكر ممثلو الشركة أمام محكمة الإسماعيلية الاقتصادية، أن خط الجنوح يقع على عاتق الهيئة بعدما سمحت بدخول السفينة للمجرى الملاحي للقناة في ظل ظروف مناخية صعبة.
وأعدت هيئة قناة السويس، فيلما تسجيليا قصيرا مدته دقيقتين و20 ثانية باللغة الإنجليزية، ونشرته عبر الصفحات الإلكترونية التابعة لها على الإنترنت، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، لتكشف خلاله عن مرور 12 سفينة كبيرة من قافلة الشمال عبر قناة السويس في نفس يوم الحادث، قبل جنوح سفينة "إيفر غيفن" التي ترفع علم دولة بنما.
وذكرت الهيئة في فيلمها، أن حركة الملاحة البحرية كانت تسير بصورة طبيعية خلال الطقس السيء، بدليل مرور 12 سفينة، وذلك قبل حادث الجنوح.
تطوير قناة السويس
وكانت السفينة البنمية قد جنحت في قناة السويس منذ قرابة شهرين، في منطقة لا يوجد بها ازدواج في المجرى الملاحي لقناة السويس، مما أدى إلى تعطل حركة الملاحة العالمية عبر القناة لنحو أسبوع، قبل أن تنجح الجهود المصرية في تعويم السفينة مرة أخرى.
وعقب هذا الحادث، توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى هيئة قناة السويس، واستمع إلى خطة تطوير القطاع الجنوبي من القناة، الذي شهد حادث الجنوح، من أجل توسيعه وزيادة المساحة التي تشهد ازدواج حركة الملاحة في منطقة البحيرات المرة الصغرى، مما يزيد الطاقة الاستيعابية اليومية لقناة السويس بنحو 6 سفن.
الحركة استمرت في "طقس أسوأ"
ولفتت هيئة قناة السويس في فيلمها التسجيلي، الذي حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه بالتزامن مع نشره على منصات الهيئة الإلكترونية، إلى أن الهيئة "معتادة على العمل خلال فترات الطقس السيء"، مرفقة بالفيديو عملية سير السفن في طقس بالغ السوء برفقة مرشدي الهيئة.
وعقبت عليه قائلة، إن أسوأ طقس على الإطلاق كان في شهر مارس عام 2020، واستمرت حركة الملاحة بشكل طبيعي، ولم تحدث في أي حوادث.
وتضمن الفيلم أيضا، الجهود التي بذلتها الهيئة في العمل على إعادة تعويم السفينة الجانحة، عبر كافة الإمكانيات المتاحة، بمشاركة 600 من أفراد الهيئة، عبر 15 قاطرة ووحدة بحرية، مع "عمل كراكتين تابعتين للهيئة في التكريك لإخراج السفينة من المنطقة الجانحة بها".
رقم قياسي
وشددت الهيئة على جهودها في مواجهة الأزمة، لافتة إلى أنها عملت لتسهيل مرور السفن عبر قناة السويس، "لضمان سرعة وصول حركة التجارة العالمية وإمداداتها للدول التي تتحرك لها".
وأوضحت أن ذلك تم عبر ضغط العمل في الهيئة، حتى تسمح بمرور 422 سفينة كبرى بمتوسط أكثر من 100 سفينة في اليوم الواحد، في أرقام قياسية للعبور في القناة بيوم واحد.
وبلغ عدد السفن التي عبرت قناة السويس خلال العام الماضي قرابة 18 ألفا و829 سفينة، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات سابقة له، بواقع قرابة 52 سفينة تعبر في الاتجاهين يوميا.
التحفظ على السفينة الجانحة
وتتحفظ السلطات المصرية على "السفينة الجانحة" بعد قرابة شهرين من الحادث، بحكم قضائي، وسط مفاوضات بين هيئة قناة السويس، وشركة "إيفر غرين" المالكة للسفينة، لدفع تعويضات قدرتها الهيئة بنحو مليار دولار.
لكن الشركة تعرض دفع رقم يدور حول 150 مليون دولار، لتخفض "قناة السويس" التعويض المطلوب، لكن دون استجابة من الشركة.
ومن المنتظر أن يتم حل الأزمة وديا بين الجانبين، عبر دفع الشركة تعويضات تقبلها الهيئة، أو انتظار فصل المحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية في النزاع القضائي المنظور أمامها بين الجانبين، حسب ما ذكر خبراء في مجال القانون.
وقال محامي الشركة المالكة للسفينة، أمام المحكمة، إن الجنوح "مسؤولية قناة السويس، وأنه لم يكن من الممكن السماح بمرور السفينة في ظل ظروف صعبة"، قبل أن تصدر الهيئة فيلمها، الذي تطرق لاستمرار الملاحة في ظروف أصعب مما جنحت فيه السفينة.
"وأد" للأزمة قبل حدوثها
وترى عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا، الدكتورة ليلى عبد المجيد، أن إعداد الفيلم باللغة الإنجليزية وتزويده بفيديوهات ومعلومات وأرقام، هو "تحرك سليم من قبل هيئة قناة السويس في مخاطبة العالم، في ظل ما تحاول الشركة المالكة ترويجه للرأي العام العالمي، من وجود خطأ من قبل قناة السويس في الحادث".
وتضيف عبد المجيد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن قناة السويس "بحاجة إلى جهد إضافي لتوضيح حجم المجهودات الكبيرة التي بذلتها في الأزمة، مزودة بحقائق ومعلومات وأدلة".
وتضيف: "الهيئة تتمتع بمصداقية كبيرة لدى مختلف دول العالم، وثقة في كفاءة الأطقم العاملة بها، لكنها تحتاج لوأد أية محاولات من قبل البعض للتشكيك فيها، أو بث أية شائعات قد تؤثر عليها سلبا".
وتنصح عبد المجيد بضرورة عمل "خطة طوارئ" لمواجهة الأزمة بشكل "مخطط ومدروس، لوأد أي أزمات قبل أن تحدث وتتسع، خصوصا أننا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي التي ينشر عليها البعض معلومات مغلوطة بلا وعي، والبعض الآخر بشكل مقصود، فضلا عن حملات تشويه مقصودة وموجهة".