"مراكش.. سنة خاصة".. كتاب يوثق تأثير جائحة كورونا بالمغرب
13:46 - 21 مايو 2021اختار الفنان الفوتوغرافي العالمي لودوفيك مارك أنطوان، توثيق المأساة التي عاشها العالم وما يزال يعيشها بسبب جائحة كورونا، من خلال اللجوء إلى الصورة الفنية والمعبرة، والتي حرص على التقاطها لسنة كاملة 2020 في مدينة مراكش السياحية المغربية، التي كانت شبه ميتة، وكادت هذه الوضعية غير المسبوقة التي تسببت فيها الجائحة أن تقتل كل شيء حي فيها.
وحتى يعمل على طي هذه الصفحة المأساوية والتراجيدية على كل المقاييس، والإقبال على الحياة بنهم من جديد، فضل الفنان لودوفيك، كما جاء في موقعه على الإنترنت وفي صفحته على فيسبوك، الاشتغال عليها فنيا من خلال تجميع 50 صورة فوتوغرافية متنوعة بالأبيض والأسود ملتقطة بحس إنساني عالي في المدينة، وإصدارها في كتاب فني أعطاه عنوان "مراكش.. سنة خاصة"، مرفقة بنصوص موقعة من كتاب مرموقين من مثل: الطاهر بن حلون، وماحي بنبين، وزكية داوود، وإلياس كانيتي، وجان ثارو، والراجل خوان غويتيصولو، وكتاب آخرين.
وهو الكتاب الذي سيصدر في نسخ محدودة عن "دار كوليكتور" في خريف هذه السنة 2021 في حدود 68 صفحة من الحجم الكبير، لعشاق المدينة الحمراء وللمهتمين بالكتب الفنية الباذخة، حيث يقول صاحبه "إن ما كان من المفترض أن يكون مجرد بحث شخصي أدى أخيرا إلى ظهور كتاب "مراكش.. سنة خاصة"، في نسخة محدودة بدءا من خريف 2021. ونظرا لكون هذا الكتاب متوفر في 500 نسخة مرقمة وموقعة، فإن الإصدار سيكون متاحا فقط عن طريق الاشتراك عبر الأنترنيت".
ويضيف المصور أن باب الاشتراك في كتابه "مراكش.. سنة خاصة"، افتتح الخميس 20 مايو، على أن يتم إغلاقه حين يتم الوصول إلى 500 مشترك في نسخة الكتاب، وأنه بهذه الطريقة سيتمكن من "الاتصال المباشر مع الجمهور، وطريقة لتمكين الهواة من المساهمة بشكل مباشر في إشعاع مراكش، حاضرة الفن والثقافة".
"مراكش.. سنة خاصة"، كتاب فني يدعو للسفر والحياة، وشهادة حب وعرفان من الفنان الفوتوغرافي لودوفيك مارك أنطوان، الذي اختار مدينة مراكش مقاما له، وساهم في تقديم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية بها إلى جانب مجموعة من الفنانين والمثقفين المغاربة والأجانب، من مثل جائزة "شاف مراكش"، وكتاب فني حول الطبخ المغربي وحول فن العيش بالمدينة الحمراء.
وقد جاء في الكتاب أن 2020 ستظل سنة مأساوية على كافة الأصعدة، باعتبارها سنة خاصة توقف فيها الزمن، سنة لم يكن فيها من خيار بالنسبة إلى الناس والعالم إلا أن يأخذوا وقتهم على وجه التحديد، ويعودوا إلى أنفسهم وانشغالاتهم الذاتية، والتفكير في هذه الكارثة المأساوية عير المسبوقة التي أصابت العالم في مقتل، وجعلت الكل يعيد حساباته.
وحرصا من هذا المصور على توثيق هذه السنة وأثرها على الناس والفضاء والعمران، وكل شيء، حمل كاميرته واقتفى أثر الجائحة على أهم مدينة سياحية بالمغرب، وأعرقها تاريخيا، فرسم بورتريهات حساسة لوجوه حفرت الجائحة محياها بنذوب لن تندمل بسرعة، ومشاهد عمرانية وحياتية كئيبة أفقدت المراكشيين ضحكتهم وروحهم الهزلية الخفيفة.
وتجدر الإشارة إلى أن لودوفيك مارك أنطوان فنان فوتوغرافي عالمي، تتميز صوره بحساسية فنية عالية تعود لرؤيته الخاصة للأشياء والناس وصدقه، لا تختلف الصور التي يأخذها في باريس أو لندن أو مراكش، فكلها ذات حمولات قوية تنقل مشاهدها وتسافر به إلى تلك المدن العالمية، لأن الجمال لديه يوجد في كل شيء، فما على الفنان إلا النبش عنه واقتناصه في لقطة فنية خالدة وتقاسمها مع الآخرين.
اهتم بالطبخ المغربي وبفن العيش، واحتفى بهما بطريقته الخاصة، وأصدر حولهما كتبا فنية، وهو حاليا بصدد الإعداد لكتاب فني عن المغرب العميق، وتحديدا عن الأمازيغ، وعن حضارتهم وأكلهم وملبسهم، وهو في كل أعماله عن المغرب يرغب في تقديم شهادة واعتراف بأفضال المغرب عليه و"تكريم هذا البلد الذي فتح له أبوابه للعيش والعمل"، كما يقول.