الدراجات الهوائية بالسودان.. النساء يدخلن على الخط
09:54 - 21 مايو 2021شهدت الفترة الأخيرة تزايدا كبيرا في الاهتمام بالدراجات الهوائية في السودان، ففي حين يستخدمها البعض أداة للرياضة، يلجأ آخرون لاستخدامها وسيلة للنقل في ظل ارتفاع تكلفة الوقود وأزمة المواصلات خصوصا في المدن الكبرى. ولم يقتصر الاهتمام بالدراجات على فئة الشباب فحسب بل يشمل كبار السن.
رغم أن رياضة الدراجات في السودان لا تحظى بالزخم الكبير الذي تحظى به كرة القدم التي تمتلك الشعبية الاولى أو حتى كرة السلة، إلا أن سرعة انتشارها خلال الفترة الاخيرة اجبر الجهات المعنية على الاهتمام بها.
وبدأت رياضة الدراجات تتحول تدريجيا من مجرد هواية ورياضة هامشية إلى رياضة احترافية، وأصبح لها نواد عدة تجتذب أعدادا متزايدة من الممارسين من الشباب والناشئين من الجنسين.
ويقول مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد الدراجات السوداني أشرف محمد سعيد لموقع "سكاي نيوز عربية": "قبل عام 2017 لم يكن هنالك اهتمام كبير برياضة الدراجات الهوائية، لكن السنوات الثلاثة الماضية شهدت اقبالا متزايدا ووصل عدد الدراجين الهواة إلى أكثر من 1500".
ويشير سعيد إلى أن قلة المراكز والمقار الثابتة لم يمنع هواة هذه الرياضة من المواصلة فيها وشق طريق الاحتراف، ويتم سنويا تسجيل أكثر من 370 دراج من مختلف مناطق البلاد حيث انتقلت اللعبة من العاصمة الخرطوم إلى الأقاليم وتم إنشاء اتحادات محلية في بورتسودان وكسلا والفاشر وغيرها من المدن الأخرى.
انتشار افتراضي
وكمؤشر قوي على انتشار رياضة الدراجة الهوائية أنشأت مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "واتساب" أطلق عليها مجموعة الدراج السوداني وضمت عدد كبير من السودانيين من الجنسين من مختلف الاعمار والمستويات.
ووفقا لمؤسس المجموعة المدرب هشام، فإن الهدف من المجموعة هو التعريف بأسس الرياضة والقواعد اللازمة لتعلمها.
ويقول هشام لموقع "سكاي نيوز عربية": "شجعنا الشباب وكبار السن على استخدام هذه الرياضة في حياتهم اليومية وهدفنا نقل السودان للعالمية".
ويضيف أن مجموعة الدراجين السودانية أصبحت تشكل نقطة انطلاق لعدد كبير من اللاعبين واللاعبات نحو الاحتراف، حيث فتحت الباب أمام الكثيرين للمشاركة في البطولة الإفريقية الأخيرة التي أقيمت في القاهرة في مارس الماضي.
سوق ناشئ
ونتيجة للاهتمام المتزايد بركوب الدراجات نما السوق بشكل ملحوظ وشهدت الفترة الاخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد المحلات التجارية التي تبيع وتستورد الدراجات الهوائية وملحقاتها.
وبسبب صعوبة الحصول على وسائل النقل العام وارتفاع تكلفة الوقود أصبحت الدراجة الهوائية وسيلة مفضلة للتنقل يستخدمها الشباب والشابات في الوصول إلى مدارسهم او جامعاتهم او اماكن عملهم.
ويقول يوسف، وهو عامل يومية في مجال ميكانيكا السيارات إنه بات يفضل استخدام الدراجة الهوائية في تنقلاته، فهي بالنسبة له تحافظ على اللياقة البدنية وتساعد أيضا على تقليل تكاليف المواصلات العامة للوصول لمكان العمل.
إقبال نسائي
ومع انتشار ثقافة ركوب الدراجات في المجتمع السوداني تزايد الاهتمام النسائي أيضا.
وفي عام 2019 طرحت الناشطة في المجتمع المدني إيناس مزمل مبادرة نوعية لتشجيع البنات على ركوب الدراجة الهوائية واستخدامها كوسيلة مواصلات حضارية صديقة للبيئة. ووجدت المبادرة قبولا واسعا خصوصا في ظل الحاجة لإيجاد وسائل نقل اقل تكلفة وأكثر انسجاما مع المتطلبات البيئية.
وتشير الطالبة منى أمان المشتركة في نادي الدراجين السوداني إلى الأهمية الكبيرة للدراجة الهوائية في حياتها إذ تستخدمها للوصول إلى مكان دراستها بكل يسر.