السودان.. "عيد حزين" بعد حادث محيط القيادة
21:54 - 13 مايو 2021خلت المدن السودانية من أي مظاهر فرح بمناسبة عيد الفطر، وحلت الاحتجاجات الجماهيرية محل الحفلات الغنائية التي ألغيت معظمها بسبب مقتل شابين وإصابة أكثر من 30 آخرين في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الثلاثاء.
وتوفي شخصان وأصيب آخرون عقب إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، الذين كانوا يشاركون في إحياء الذكرى الثانية لما بات يعرف بـ"مجزرة القيادة" في الثالث من يونيو 2019، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 ما بين قتيل ومفقود بحسب إحصاءات مستقلة.
ردود فعل قوية
وأثارت الجربمة ردود فعل وإدانات محلية ودولية واسعة، كما أعلن اثنان انسحابهما من مجلس شركاء الحكم، الذي يضم عددا من أعضاء مجلسي السيادة والوزراء وممثلي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام إضافة إلى ممثلين لقوى الحرية والتغيير.
ودفعت الجريمة عددا من الفنانين للتضامن مع أسر الشهداء والمصابين، كما أعلن عدد منهم إلغاء حفلات العيد احتراما لمشاعر الحزن التي خيمت على الأسر المكلومة.
وفيما استمرت الاحتجاجات الشعبية في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية الأخرى، أكد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضرورة الكشف عن مطلقي الرصاص ومحاكمتهم.
من جانبه، أكد النائب العام السوداني تاج السر الحبر أن التجمع كان سلميا ولم تخرج عنه أي إشارات إلى عنف ولم تحدث أي احتكاكات.
وقال الحبر إن التجمعات السلمية وحق التعبير مكفولين بنص الوثيقة الدستورية والقانون، مبينا أن استخدام أي قوة بدون إذن النيابة هو خروج عن القانون.
واشار إلى أنه أخطر رسميا القوات المسلحة بتسليم الأشخاص المتورطين والمتمثلين في الشخص الذي أمر بإطلاق النار والأشخاص الذين أطلقوا النار مع تسليم الأسلحة للنيابة، وأعرب عن أمله في تعاون القوات المسلحة بتسليم المتهمين والأسلحة لاستكمال إجراءات التحري وتقديم المتهمين للمحاكمة.
ألم وحزن
قال الموسيقار ذو الشعبية الجارفة محمد الأمين إن الشعب السوداني يعيش في كل عام على وقع ذات الألم ونفس الحزن الذي يكسو الوجوه ويدمي القلوب.
وأضاف على صفحته على فيسبوك: "في كل يوم نرى أمهات يمهرن الأرض بدماء فلذات أكبادهن، أمهات يتوشحن السواد لا لشيء إلا لكي يبصرن النور يكسو هذه الأرض".
وتابع: "شباب غض في ربيع العمر أذهل العالم بسلميته وقضيته التي تساقط دونها وتداعى لها من كل فج".
تفاعل طبيعي
وفي ذات السياق، أوضحت هدى عربي، وهي من بين العديد من الفنانين الذين أعلنوا عن إلغاء حفلاتهم المبرمجة خلال فترة العيد، أن من الطبيعي أن يتفاعل الفنان مع قضايا مجتمعه فرحا أو حزنا "فهو جزء من التركيبة المجتمعية ويتأثر بشكل كبير بما يجري حوله".
وقالت عربي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن قرار إلغائها لحفلات العيد يتسق مع الجو العام والحزن الكبير الذي ساد البلاد في أعقاب الأحداث التي وقعت الثلاثاء في محيط القيادة العامة.
وأكدت أن تحقيق العدالة هو مطلب شعبي يجب على الفاعلين في المجتمع العمل على جعله واقعا حتى تنعم البلاد بالاستقرار والازدهار المنشود.
قيمة جديدة
اعتبر الصحفي عبدالرحمن العاقب أن قيمة التضامن التي ابتكرها الفنانون هي قيمة جديدة تنضاف إلى قيم ثورة ديسمبر المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة، وتؤكد أن القهر والقمع مرفوض وأن الشعب السوداني تحرر تماماً من كل القيود وإلى الأبد.
وقال العاقب لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الخرطوم توشحت صباح العيد بالحزن الذي تمدد داخل معظم البيوت السودانية بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها القوات النظامية في حق المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب السوداني الذين تجمعوا في محيط القيادة العامة.
وأضاف: "الأمهات ذرفن الدمع السخين صباح العيد بسبب تجدد وتمدد الحزن الذي طال كل الأمكنة بعد أن فقد الثوار في موكبهم السلمي شبابا التحقوا برفاقهم الذين راحوا ضحية لمجذرة فض الاعتصام التي وقعت قبل عامين".