ورداني.. أصغر مصري يفوز بجائزة تصوير عالمية
22:34 - 10 مايو 2021في الثالثة من عمره، كانت أنامل الصغير عبد الرحمن ورداني تتحسس كاميرا التصوير الفوتوغرافي الخاصة بوالده، لم يعرف أنه بعد سنوات بسيطة سيكون حديث الجميع، فالطفل الذي نشأ وقلبه متعلق بالكاميرا أصبح الأصغر في العالم الذي يفوز بجائزة عالمية في التصوير الفوتوغرافي.
عبد الرحمن ورداني الذي فاز بالمركز الثاني في مسابقة المملكة المتحدة لتصوير الطبيعة الساحرة، يحكي لموقع "سكاي نيوز عربية": "سعيد للغاية بالفوز بالمسابقة وتدوين اسمي كأصغر مصري يفوز بها. قدمت في المسابقة وكان لدي حلم الفوز بالجائزة، والحمد لله استطعت اقتناص المركز الثاني فيها ومنافسه أكثر من 3 آلاف متسابق من شتى بقاع العالم".
وتابع البالغ من العمر تسع سنوات: "من حوالي شهر تواصلوا معنا عبر البريد الإلكتروني ليتم إرسال الصورة الأصلية، ثم مؤخرا تواصلوا معنا مرة ثانية وأعلمونا بأنني فزت بالمركز الثاني".
وتابع: "لم أنظر للجائزة المادية على الإطلاق، ولكنني أنظر لأهمية الجائزة كونها ستعطيني المزيد من الحماس للتقدم".
الفوز بـ"ناشيونال جيوغرافيك"
وحصل "ورداني الصغير" على المركز الأول في جائزة "ناشيونال جيوغرافيك" تحت سن 16 عاما العام الماضي، واستلمها في 2021، بخلاف مشاركته بدءا من عمر السابعة في عدد كبير من المعارض الخاصة بالتصوير.
وأوضح: "كنت مع والدي ووالدتي وشقيقتي في حديقة الطفل، ورأيت الزرافتين فذهبت إليهما وقررت تصويرهما من تلك الزاوية، ولم ينبهني أي من والداي إلى تلك الصورة، والدليل أن والدتي كانت تصورني في تلك اللحظة وكان والدي منشغلا مع شقيقتي الصغرى".
وأكد الصغير: "شاركت من حوالي أسبوعين أيضا في معرض مهم للغاية في النرويج، حيث اختاروا فيه أفضل 20 فنانا حول العالم تقدموا بصور لعرضها للجمهور، وقد كنت واحدا من بينهم، بعد أن شاركت بصورة عن المرأة المصرية".
وفاز ورداني في 2019 بالمركز الثالث في مسابقة وزارة الشباب والرياضة المصرية، ليكون واحدا من أصغر المتسابقين المصريين الذين يفوزون بجوائز رسمية، ويشيد به كبار المشاركين، مؤكدين له أنه سيكون محطما للأرقام القياسية في المستقبل ويحصد المزيد من الجوائز المهمة.
الصاحب والونس
من جانبه، قال محمد ورداني عن نجله الصغير لموقع "سكاي نيوز عربية"،: "عبد الرحمن دائما بجانبي ويحب النزول معي للتصوير، دائما يكون الصاحب والونس، وأحرص على ألا أبخل عليه بأية معلومة لكي يكون تصويره مثاليا ومحترفا".
وتابع الأب: "حصلت خلال سنوات عمري ومسيرتي في التصوير على العديد من الجوائز، وعلمته كيف يقوم بالتصوير المثالي ويكون له طابعا مميزا في صوره، وأن يستطيع عمل تكوينات بسيطة تجذب العين في صوره".
وأكد الحاصل على عشرات الجوائز الدولية والمحلية: "أصبح عبد الرحمن دائما يفكر بعدم العودة من أي رحلة خارج المنزل إلا ولديه مجموعة من الصور الجميلة، يجلس لأيام يفاضل بينها وبين تكوين كل واحدة، ويستشيرني وأعطيه النصيحة، لكن في حدود معينة، كي أكوّن لديه ثقافة الاختيار وعدم الحجر على رأيه".
وعن كواليس الصورة الفائزة، قال الأب: "لكي يثق الجميع أن الطفل هو الذي استطاع تصويرها، كنت حينها أمسك بابنتي وأعطي لها الكاميرا لكي تجرب هي الأخرى، كان هو في نفس اللحظة يمسك الكاميرا ويلتقط الصورة من تلك الزاوية، ووثقت تلك اللحظة زوجتي بصورة توضح ذلك".
وأردف: "عندما فاز عبد الرحمن بجائزة ناشيونال جيوغرافيك قام عدد من المسؤولين عن الجائزة بالتواصل معه لمعرفة مدى معرفته بالتصوير وسؤاله عن تفاصيل الصورة، وقدّم لهم بالفعل كل الإثباتات لذلك، وكانوا مبهورين منه ومن كفاءته وموهبته، على الرغم من صغر سنه، مما جعله يزداد إدراكا بأهمية المسابقة وأنها واحدة من أهم المسابقات العالمية".