سودانيون عالقون في الهند يتشبثون بأمل الإجلاء
22:06 - 09 مايو 2021يعيش الآلاف من السودانيون أوضاعا إنسانية وصحية بالغة الخطورة بعد أن تقطعت بهم السبل في المقاطعات الهندية جراء تعليق الطيران عقب موجة كوفيد 19 الأخيرة التي ضربت البلاد خلال الأسابيع الماضية.
وتلخص حالة الحاجة آمنة محمد بدري (67 عاما) المأساة التي يعبشها السودانيين العالقين في الهند، فقد سافرت إلى هناك قبل بضعة أسابيع بغرض العلاج، لكن تعليق رحلات العودة شكل كارثة حقيقية لها ولغيرها من المرضى والدارسين السودانيين.
وتقول بدري لموقع "سكاي نيوز عربية" إن أوضاع العالقين تزداد صعوبة.
وبات بعض السودانيون في السنوات الاخيرة يفضلون السفر إلى الهند لغرض الدراسة والعلاج بسبب قلة التكاليف.
وتقدر إحصائيات غير رسمية أن نحو ألفي طالب سوداني يدرسون في الجامعات الهندية إلى جانب رحلات الباحثين عن العلاج التي تقدر بالآلاف سنويا من السودان نحو هذا البلد.
وقال عثمان محمد 36 عامًا الذي غادر إلى الهند قبل ستة أشهر للعلاج من ورم في الرأس في حديث لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أنه وجد نفسه حبيسًا في مدينة "تني" بمقاطعة بانغالور الهندية بعد أن وصلها منتصف العام الماضي طلبا للعلاج.
وأضاف: "لقد شفيت تماما بعد أن أجريت عملية جراحية تكلف آلاف الدولارات وحينما نويت العودة إلى السودان جرى إغلاق الهند وتعليق الطيران، تواصلت مع السفارة في نيودلهي وأخطرتنا أن طائرة شركة بدر قد تنقل العالقين إلى الخرطوم، لكنها عرضت 750 دولارا للشخص ثم توقفت عن المحادثات".
وأكد الوزير المفوض والقائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بالعاصمة نيودلهي عصام إدريس إبراهيم لموقع سكاي نيوز عربية أن السفارة تحصر حاليا السودانيين العالقين لإجلائهم إلى البلاد على نفقتهم الخاصة.
وأوضح إدريس أن السفارة السودانية على تواصل مع شركات الطيران العالمية والمحلية لإجلاء العالقين بأقل تكلفة و تعتزم التعاقد مع شركة طيران لأن تعليق الطيران لا يتيح العمل بنظام التذاكر.
وتابع: "هناك نحو 300 سوداني عالق في المقاطعات الهندية ونحو 200 طالب قرروا العودة إلى السودان و غالبا سنبدأ هذا الأسبوع عملية الإجلاء".
ولجأ السودانيون في المقاطعات الهندية إلى وسائل التواصل الاجتماعي مثل تطبيق التراسل الفوري "واتس آب" لحصر العالقين والتواصل مع السفارة السودانية.
ويضيف عثمان محمد: "جمعنا نحو 300 سوداني في المقاطعات الهندية جميعهم يودون العودة في البدء قررت شركة بدر للطيران الإجلاء بقيمة 500 دولار للشخص وتم اخطارنا لاحقا ان التكلفة ارتفعت إلى 750 دولارا للشخص".
وقال عثمان محمد إن أوضاع العالقين في المدن الهندية في غاية الصعوبة لأنهم انفقوا اموالهم في العلاج وإذا قرروا العودة على النفقة الخاصة يحتاجون إلى ترتيبات مسبقة من السفارة مع شركات الطيران وهذه الإجراءات بطيئة و سلحفائية.
ولجأ بعض السودانيين إلى المشاركة الجماعية في المساكن لمقابلة النفقات العالية سيما في العاصمة نيودلهي واقتسام الأطعمة وهي ذات المعاناة التي حدثت العام الماضي عندما واجه الآلاف صعوبات في الإجلاء.
وأغلب الحالات الصحية التي تلجأ من السودان إلى الهند مصابة أو مشتبهة بالإصابة بالسرطان حيث تقل كفاءة التشخيص والعلاج في بلادهم وتقدر تكلفة العلاج في مدن مثل نيودلهي ومومبي نحو 100 ألف إلى 50 ألف دولار للشخص حتى بلوغ مرحلة التعافي.
ويقر القائم بالأعمال في السفارة السودانية بالعاصمة نيو دلهي عصام إدريس إبراهيم بأن إجلاء العالقين بحاجة الى مساندة حكومية مثل العام الماضي حيث دعمت اللجنة العليا للطوارئ الصحية جزئيا رحلات الإجلاء.
وأردف إدريس: "نحتاج إلى الدعم لمساعدة العالقين المتعثرين ماليا".
وأشار إدريس إلى أن الإجلاء هذا العام أقل من حيث عدد العالقين وكلما تحركنا بسرعة نقلل من تداعيات تطاول أمد الازمة فيما يتعلق بنفقات السكن والاعاشة والتي تمثل عبئًا كبيرًا علي العالقين من المرضى.
ورأى إدريس أن ملف العالقين ذو بعد انساني في المقام الأول والسفارة لن تدخر جهدًا حتى يتم اجلاء اخر عالق مثل العام الماضي سير السودان 15 رحلة جوية لإجلاء العالقين.