رغم الانتقادات.. "بنات العساس" يقتحمن عنوة البيوتات المغربية
07:13 - 04 مايو 2021استطاع مسلسل "بنات العساس" وهو الحارس بالعامية المغربية، لمخرجه ادريس الروخ، أن يحظى بإعجاب الجمهور المغربي، حيث اعتلى صدارة المسلسلات الأكثر مشاهدة في المغرب خلال شهر رمضان الحالي.
وكشفت القناة "الأولى" التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في بلاغ اطلعت عليه "سكاي نيوز عربية"، أن مسلسل "بنات العساس" تمكن من حصد سبعة ملايين مشاهد حول الشاشة، وبحصة مشاهدة تصل إلى 46.1 في المائة.
وتدور قصة المسلسل حول معاناة ثلاث شقيقات اضطررن للهرب إلى مدينة الدار البيضاء، بعد أن وجدن أنفسهن عرضة للشارع بسبب إدمان وإفلاس والدهن، وتتحمل الأخت الكبرى مسؤولية شقيقتها الصغرى بعد وفاة والدتها لحظة إنجابها.
مواضيع قريبة من المشاهد
علقت بشرى مالك، كاتبة سيناريو السلسلة، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" قائلة: "نجاح السلسلة يكمن في قربها من المغاربة، وتطرقها للقضايا المجتمعية التي تهمهم. فالمواضيع والثيمات التي تم الاشتغال عليها تخاطب معظم الأسر المغربية".
تزاوج مغاربي في الدراما وفاطمة الناصر يشع نجمها في تونس
وحسب المتحدثة فالعمل الفني يناقش مجموعة من المواضيع: "ويتعلق الأمر بالحياة التي يعيشها المواطن المغربي، والهجرة القروية، أي الحياة داخل المدينة بكل أشكالها وأنواعها وتعدد المشاكل الاقتصادية والعاطفية.
وتابعت: "المسلسل هو انعكاس لتناقضات العائلة المغربية، ومحاولة لرصد الاختلالات التي يعيشها المجتمع المغربي بكافة شرائحه".
وأكدت بشرى مالك، في معرض حديثها أن "كاتب السيناريو يجب أن تتوفر فيه عدة شروط أبرزها، دقة الملاحظة. ومن خلال هذا العمل حاولت إلقاء الضوء على ظواهر مجتمعية قد تبدو عميقة، غير أنها تؤثر بشكل كبير في حياة الأفراد؛ مثل الاستعمال المفرط للأطفال للهواتف الذكية، أو تعاطي بعض الشباب للمخدرات".
في السياق ذاته، أعربت الممثلة المغربية منى فتو، عن رضاها عن هذا العمل. وقالت في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": "النص كان موفقا ودخل بسلاسة إلى قلب المتفرج. فالمشاهد المغربي، رغم انفتاحه على الدراما العربية، فهو يبحث دائما عن أعمال يرى فيها نفسه، وهو ما جعل عددا كبيرا من المغاربة يقبلون على متابعة مع سلسلة بنات العساس ويتفاعلون معها".
وأضافت: "فضلا عن كون النص جيدا، أظن أيضا أن طاقم العمل كان في المستوى، إلى جانب الإخراج والإنتاج".
من جانبها عبّرت الفنانة المغربية أسماء المنور، التي قدمت أغنية الشارة الخاصة بالسلسلة والذي حمل عنوان "وقتاش" (متى)، عن إعجابها بأداء الممثلين وكتبت عبر حسابها على إنستغرام: "من الذي يتابع معنا مسلسل -بنات العساس- المسلسل المغربي الأكثر مشاهدة بسبعة ملايين ونصف مليون مشاهدة يوميا، وكذلك في مقدمة -التريند- على القناة الأولى باليوتيوب". وأضافت "تحية لكل من ساهم في نجاح هذا العمل".
وفاة "عزيزي الطيب"
شغلت أحداث المسلسل المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مشهد وفاة إحدى شخصياته في الحلقة 16، ويتعلق الأمر بشخصية "عزيزي الطيب"، التي جسدها الممثل منصور بدري. ولا يزال مشهد الوفاة الذي أبكى المتابعين حديث مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.
وسيطرت التدوينات والمنشورات المتعلقة بـ"عزيزي الطيب" على فيسبوك، وحتى غير المتابعين للمسلسل دخلوا على الخط بتدوينات تستفسر عن هوية الرجل.
وعلقت بشرى مالك على هذا المشهد قائلة: "يجب إحداث رجة لدى المشاهد، وإيقاظه من غفوته، وإخراجه من الرتابة. وبهذا المشهد أردت التطرق إلى رهبة الموت والصدمة التي تخلفها. من منا لم يتلقّ خبر وفاة أحد أقربائه أو أصدقائه".
وأضافت: "وفاة الطيب التي شخصها الفنان منصور بدري في المسلسل لا تعني وفاة شخص فحسب، بل نهاية قيم عديدة عبر هذه الشخصية. وقد حاولتُ أثناء الكتابة أن أبني هذه الشخصية على مبادئ الخير ووضعت فيها كل مواصفات الطيبوبة التي نبحث عنها في الآخر. فهو شخص محبوب يعامل زوجته بمودة ويحترم الاخرين. كما أنه أبان خلال عدة مواقف عن نكران الذات والتفاني في خدمة الاخرين. وهذه خصال حميدة نبحث عنها عند الآخرين".
كما أكدت كاتبة السيناريو أن "إحدى أبرز القيم التي حاولت التركيز عليها داخل هذه السلسلة هي أهمية العائلة. فالفردانية والاستعمال المفرط لوسائل التكنولوجيا جعل الناس لا يهتمون كثيرا بالآخرين. و"عزيزي الطيب" كان أشد الناس اهتماما بأسرته وأقاربه بل ودعا إلى تخصيص يوم في السنة للاحتفال بالعائلة".
انتقادات للسلسلة
من جهة أخرى، تعرض مسلسل "بنات العساس"، الذي يعرض على القناة -الأولى- خلال رمضان الجاري، لانتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعاب نشطاء مغاربة على المسلسل ظهور الممثلتين المغربيتين، دنيا بوطازوت وزميلتها الفنانة منى، في الحلقة الثانية في دورين لا يليقان بسنيهما.
واعتبر كثيرون أن تجسيد بوطازوت وفتو لدور فتاتين في سن المراهقة، لا يناسبهما، وبالتالي لم يقنعا المشاهدين بأنهما فعلا مراهقتين.
وردا على هذه الانتقادات، قالت الفنانة منى فتو، إن الهدف كان هو تقديم عمل في المستوى، مضيفة "كان من السهل على المنتج اللجوء إلى ممثلات أخريات، لكنه فضل الاعتماد على ممثلات متمرسات، حتى يكون الإحساس صادقا، ويكون أداء الأدوار متقنا. وأظن أن الأحساس أهم في هذه الحالة من الاعتبارات الأخرى".
واستطردت الفنانة: "فريق العمل اشتغل بإمكانيات محدودة، وفي وقت وجيز". وحسب فتو، فإن تصوير هذا العمل تم في حوالي ثلاثة أشهر، وهو "وقت قصير".
واعتبرت الممثلة أن "جائحة كورونا أرخت بظلالها على أجواء تصوير الأعمال الفنية، إذ يتم الاشتغال بعدد أقل من الأطقم التقنية والفنية، مع الحرص على الالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي".
وتابعت: "رغم كل الظروف الصعبة المرتبطة بالجائحة فقد حاولنا أن نحترم ذوق المشاهد ونؤدي أدوارنا بحرفية عالية".