بنغازي تنتظر دبيبة.. هل يفتح ملف توحيد الجيش الليبي؟
02:41 - 19 أبريل 2021يترقب الليبيون الزيارة التي سيجريها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد دبيبة، حسبما كشف المتحدث باسم الحكومة محمد حمودة، الذي أشار إلى مرافقة كافة الوزراء له حيث سيعقد اجتماع لمجلس الوزراء هناك.
ويرى المحلل السياسي الليبي محمد العمامي أن زيارة دبيبة "واجب" عليه، بحكم أنه رئيس الحكومة للبلاد كلها، لكن "لا يمكن تحديد أجندة الزيارة له، وما يفعل خلالها"، وذلك في إشارة منه حول الدعوات التي وجهت إلى دبيبة بالنزول إلى شوارع بنغازي وأخذ جولة للاطلاع على أوضاع المدينة التي تضررت كثير من المجموعات الإرهابية خلال السنوات الماضية.
وأوضح في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن الأشخاص "الفاعلين" في بنغازي يرحبون بالزيارة، ويتطلعون إلى أن يكون قدومه "الخطوة الحقيقية" للتلاحم ولم شمل الوطن، ناصحا دبيبة بتشكيل فريق جيد من المستشارين القادرين على تقديم النصح له بخصوص التعامل مع الأطراف المحلية المتابينة.
توحيد الجيش الليبي
ودعا العمامي إلى فتح ملف توحيد المؤسسة العسكرية خلال الزيارة، والاعتراف بالدور البارز الذي لعبته القيادة العامة للجيش الوطني الليبي خلال الحرب على الإرهاب، واستعادة الاستقرار إلى أجزاء واسعة من المناطق التي كانت ترضخ تحت المجموعات المتطرفة، بعد عملية الكرامة.
كما طالب دبيبة بالاهتمام أكثر باللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، واصطحاب أفرادها جميعا خلال جولاته، التي ينفذها مؤخرا، كونهم أصحاب النجاح الأبرز خلال الفترة الماضية، إذ توصلوا إلى اتفاقية وقف إطلاق النار، كما يعملون على الملفات الشائكة الخاصة بتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وإخراج المرتزقة من البلاد.
وفي حين يؤكد الكاتب الصحفي الليبي الحسين الميسوري إن ما يهم المواطن في بنغازي أو سبها أو غيرها من المدن ليس الزيارة في حد ذاتها، بقدر احتياجه إلى توفير أبسط الخدمات له، ومنها فتح منظومة المقاصة بين المصارف في الشرق والغرب لتوفير السيولة النقدية، وزيادة الدعم المقدم للمخابز وتوفير الوقود وتسهيل إصدار جواز السفر للعلاج في الخارج ومحاولة حل مشكلة الكهرباء.
لكن البعض يرى أن الزيارة فرصة لفتح قضية توحيد الجيش، وهو ما يجده الميسوري أمرا صعب المنال ومعقد، مؤكدا أنه لا يمكن حل هذا الملف المعقد والشائك خلال مدة بقاء الحكومة وهي 10 أشهر، وذلك لحين عقد الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل.
وفضل الميسوري ألا يصطحب دبيبة أي شخصيات "عسكرية" جدلية، حتى لا ينعكس ذلك على الزيارة ويتسبب الأمر في إخفاقها، مذكرا بجولة رئيس الحكومة الأخيرة في موسكو، والتي اصطحب فيها رئيس الأركان الذي عين من حكومة السراج، محمد الحداد، والذي بقى في الفندق، ولم يلتقيه أي من المسؤولين الروس.
ويوضح الباحث السياسي الليبي عزالدين عقيل أن دبيبة يسعى من خلال تلك الزيارة إلى تقوية علاقاته مع شرق البلاد، داعيا إياه إلى "الانفتاح على الرجمة (مقر قيادة الجيش)، واعتبارها شريكا جوهريا في إنهاء الأزمة الأمنية في البلاد، وهو الأمر الذي يطوق إليه الليبيون".
وتابع عقيل، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية": "مسألة إنهاء الواقع الأمني المروع الذي يعصف بالبلاد منذ العام 2011 من أبرز واجبات دبيبة، ويجب أن يوليه كل تركيزه واهتمامه".
واستطرد: "أزمة ليبيا في الجوهر والأساس هو صراع قوى مسلحة على شرعية السلاح، وعلاجها الجوهري تفكيك المليشيات وإعادة تنظيم وهيكلة المؤسسة العسكرية، ولا يمكن أن تطرح كمسألة شكلية على هامش الزيارات الخاصة برئيس الحكومة"، مؤكدا الحاجة إلى دعم دولي لتحقيق هذا الهدف.
وكشف المتحدث باسم حكومة الوحدة، في بيان، أن دبيبة ستكون له زيارات إلى عدة مدن ليبية أخرى مع جميع الوزراء، مشيرا إلى أن هذا الأمر "مهم ومبرمج" ضمن جدول أعمال الحكومة، وهو أمر طبيعي ولا بد منه.
وأوضح حمودة أن دبيبة أكد في كثير من المناسبات، ضرورة الذهاب والتنقل والوقوف على الأوضاع في كافة المدن، وأن أي وزير لا يستطيع التحرك والذهاب إلى المناطق الليبية المختلفة هو غير مرحب به أساسا بالحكومة.
وانتظرت بنغازي أن تكون وجهة دبيبة خلال مراسم تسليم السلطة أمام مجلس النواب، وهو ما أعلنه في حينه خلال تصريحات صحفية، لكن تقرر بعد ذلك أن تستضيف طبرق تلك الفعاليات، لتكون تلك الزيارة المرتقبة هي الأولى من نوعها إلى المدينة.