النحت الرقمي.. فن جديد يطرق الأبواب في مصر
04:16 - 19 أبريل 2021تستخدم التكنولوجيا الحديثة في الآونة الأخيرة مجال الفن بشكل لافت للأنظار، ويعد الفن الرقمي واحدا من تلك الفنون التي تستخدم الأدوات التقليدية كاللوحات والصور والمطبوعات والمنحوتات، ومزجها بالتكنولوجيا وتقنياتها المبهرة للوصول إلى الهدف المطلوب، فهي تعتمد على الأدوات الرقمية بشكل يكمل العمل التقليدي وقد تعتمد على تلك الأدوات بشكل كامل.
ويعتمد الرسم الرقمي على التقنيات التقليدية كالألوان المائية والرسم الزيتي والتنقيط، إذ يستخدم الفنان الحاسب والأجهزة الرقمية المختلفة كالتابليت والقلم الرقمي لصنع لوحة فنية مشابهة للواقع باستخدام برامج مختلفة كالفوتوشوب، كما ظهر النحت الرقمي الذي يقوم على النحت اليدوي باستخدام الحاسب الذي يوفر التعامل مع مواد وكأنها مصنوعةٍ من مادةٍ حقيقيةٍ كالطين، فيمكنك التلاعب بالأشكال والسيطرة على العديد من الأمور الهندسية، فضلا عن التصوير الثلاثي الأبعاد وتعزيز قدرات التصميم التقليدية.
أحمد نجيب واحد من هؤلاء الذين يقومون بالرسم الرقمي والنحت الرقمي وقد حقق في الآونة الأخيرة شهرة بأعماله التي شارك فيها في عدد من المعارض ولاقت إعجابا كبيرا من الحضور، خاصة بعد قيامه بنحت تمثال للفنان المصري المعروف عمر الشريف باستخدام فن الواقعية المفرطة.
ويقول أحمد نجيب لـ"سكاي نيوز عربية" إنه بدأ في الرسم الرقمي بعد التخرج من كلية الحاسبات والمعلومات، حيث بدأ في دراسة مصادر هذه الأنواع من الفنون عبر الإنترنت، وحصل على برامج دراسية في مستويات أعلى وقام بشراء عدد من الكتب عبر الشبكة العنكبوتية خاصة من الولايات المتحدة التي تعد رائدة في مجال الفن الرقمي.
السفر للولايات المتحدة
وأضاف أحمد "بدأت الرسم الرقمي ثم قمت بعمل معارض على الإنترنت في منصات عالمية، وبعد ذلك قدمت على منحة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 2014 وتم اختياري فيها من بين عدد من الفنانين الذين خاضوا تصفيات في هذا المجال، وكنت أتبع إحدى المؤسسات الكبيرة في مصر وقضيت فترة معايشة لمدة شهر مع فنانين من الولايات المتحدة".
وأضاف "بعد ذلك بدأت الدخول في عمل معارض بمصر حيث قمت بعمل معرض للوحاتي في الجامعة الأميركية، وكذلك معرض في التجمع الخامس، حيث تتم طباعة لوحاتي الرقمية بحسب مقاساتها ثم تعرض كلوحة عادية، فالرسم الرقمي عبارة عن رسم بقلم خاص ويتم الرسم على الكمبيوتر وليس باستخدام القلم العادي، وكانت هذه المعارض تدر علي دخلا ماديا شخصيا لي، عبر طباعة اللوحات وبيعها في المعارض، كما شاركت في معرض في مدينة نابولي الإيطالية".
الرسم الرقمي والنحت الرقمي
ويبين أحمد نجيب أن "عملية رسم الشخصية تحتاج تجميع مجموعة من الصور لأن العمل يكون ثلاثي الأبعاد ويحتاج أكثر من زاوية لتخيل الشكل التشريحي من جميع الزوايا، وبالتالي تكون هذه الصور هي المرجع الخاص بي للعمل عليها وذلك في النحت ثنائي الأبعاد، والرسم الرقمي يكون من الخيال دون مراجع من الصور، وقد بدأت بعد الرسم في النحت الرقمي والفرق الجوهري بين الجانبين أن الرسم الرقمي يكون رسم عادي أما النحت فتكون هناك كتلة أمامك وتقوم بتشكيلها بالفرشاة".
الواقعية المفرطة
وتابع بالقول "قمت بعمل نحت للفنان عمر الشريف، باستخدام فن يسمى الواقعية المفرطة، وكان العمل الأول لي في هذا المجال الذي يحتاج للنحت بمواصفات عالية جدا لإيصال النحت بالشكل المناسب، وتتم فيه استخدام عدد من البرامج مع بعضها للوصول إلى نتيجة حقيقية، وذلك بعد أن رأيت هذا الفن في الخارج حيث كان طموحي الوصول إلى مستوى هؤلاء الفنانين الذين يستخدم عملهم في صناعة أفلام الأنيميشن وغيرها من أفلام المحاكاة، فقد كان هدفي صناعة اسم لنفسي وليس تحقيق الربح".
نحت الفنان عمر الشريف
وأشار إلى أنه اختار عمل نحت للفنان المصري عمر الشريف بسبب كونه شخصية محبوبة لدى الناس ولها قاعدة شعبية حيث ينجذب الناس لأعمال تم تصميمها بشكل جيد وكون الشخصية مشهورة يزيد العمل تكاملا، مضيفا أن العمل على هذه الشخصية استغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر".
علاقة الضوء بالنحت الرقمي
ويبين الفنان أحمد نجيب أن "النحت الرقمي يحتاج دراسة سلوك الضوء في الجلد البشري وفيزياء الضوء، فكل شيء في الوجه له خامات محددة تستخدم فخامات الجلد تختلف عن خامات الشعر عن خامات العين بالقرنية، وكل شيء من تلك الأشياء له سلوك ضوئي فيزيائي يجب مراعاته حتى تخرج الصورة بشكل واقعي، فضلا عن توزيع اللمعان في الوجه، ، فيجب دراسة الوجه وخريطة اللمعان فيه، وكذلك أخذ آراء الناس مهم في هذا المجال".