جدل حول "إشراقة آتون" بمصر.. هل الاكتشاف حقيقة أم ادعاء؟
06:54 - 13 أبريل 2021منذ الإعلان، الخميس الماضي، عن اكتشاف مدينة "إشراقة آتون" تعود إلى عصر القدماء المصريين بمحافظة الأقصر جنوبي مصر، خرجت بعض الأصوات من هنا وهناك تعارض الكشف، وتقول إنه يعود إلى حفريات قديمة أجرتها بعثة فرنسية في ثلاثينيات القرن الماضي.
وقال زاهي حواس في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" يوم الإعلان عن تفاصيل الكشف الأثري، إن مدينة "إشراقة آتون" تُعد ثاني أهم اكتشاف أثري في مصر بعد الإعلان عن مقبرة توت عنخ آمون.
الانتقادات
في أعقاب إعلان حواس عن "إشراقة آتون"، طالب عدد من الأثريين بمراجعة الاكتشاف الذي وصفوه منهم بأن قديم.
وقدم أثريون انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها بأن الكشف الحديث يعود إلى حفريات بعثة فرنسية عام 1930، وتم نشر ورقة علمية عنه عام 1936، وأنه يعود إلى قصر الملقطة جنوبي مدينة هابو التي بناها الملك أمنحتب الثالث.
الدبلوماسية في عهد الفراعنة: اللعنة على من ينقض المعاهدة!
وأشار الأثريون في معرض انتقاداتهم إلى تشابه صور المباني المنشورة في الورقة العلمية القديمة، مع الصور الحديثة لمدينة "إشراقة آتون".
تراجع
الباحث في علم المصريات بسام الشماع كان أيضًا أحد الذين شككوا في الكشف بادئ الأمر، لكنه يقول إنه قام بحذف الكتابات التي نشرها عن القضية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجد أن هناك لغطًا وربما يكون حدث فهم خاطئ.
ويضيف الشماع لموقع "سكاي نيوز عربية" أن برغم الخلاف بينه وبين زاهي حواس، الممتد لأكثر من 25 عامًا، إلا أنه لا يتردد عن قول الحق ومراجعة نفسه إذا أخطأ.
ويتابع الباحث في علم المصريات حديثه بالإشارة إلى أنه اقترح على رئيس المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أن يتم نشر صور بالأقمار الاصطناعية تحدد الفرق بين موقع الاكتشاف القديم والحديث، حتى تتضح الصورة للرأي العام أن هناك موقعين مختلفين، وليس موقعًا واحدًا.
ويفسر الشماع حالة الهجوم على زاهي حواس، بأنها تعود إلى أن الرجل ربما يقدم نفسه على أنه عالم المصريات الوحيد في مصر، مشددًا على ضرورة التحقيق مع حواس بعد ظهوره على شاشات التلفزيون مع مذيعة أجنبية يتعامل مع الآثار بشكل لا يليق، ويقوم بنقلها وتحريكها بطريقة تعرضها للخطر.
كشف حديث
من جانبه يقول أستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة ميسرة عبد الله حسين إنه تابع الجدل بشأن كشف مدينة "إشراقة آتون"، لكنه يستبعد من حيث المبدأ أن يقع أي أثري في سقطة علمية مثل هذه، مشيدًا بكفاءة زاهي حواس في الحفريات.
كما يلفت إلى أن أي عملية حفريات، تخضع لتدقيق علمي وقانوني من قبل وزارة الآثار والسياحة المصرية، قبل الإعلان عن أي كشوفات خاصة بها.
ويجيب أستاذ علم المصريات على سؤال هام، لماذا لم تعثر البعثة القديمة على اللقى الأثرية التي وجدتها البعثة الحديثة إذا كان الموقع الحديث هو نفسه القديم، فيقول لدينا عرف في الحفريات يقول إن البعثة التي لا تنظف الموقع (بمعنى أن تعثر على القطع الأثرية)، فلا يعتد بها حفائر.
ويؤكد حسين أن في حالة العثور على لقى أثرية سليمة وتضم بقايا عضوية مثل اللحوم والأسماك، إلى جانب الذهب والحلي، وغيرها، فهذا يعني أن الموقع لا يزال حديث العهد بالحفريات.
ويتابع: "الحديث عن وجود تشابه بين صور المباني كشوفات زاهي حواس الحديثة، والكشوفات القديمة، يرجع إلى أكثر من احتمال تشابه طرز العمارة في هذه الفترة التاريخية، التي تعود لعصر الملك أمنحتب الثالث.
ويؤكد أستاذ علم المصريات أن صور بالأقمار الاصطناعية تدعم وجهة النظر التي تقول بأن هناك موقعين مختلفين؛ لافتًا إلى أن المنطقة التي عثر فيها على مدينة "إشراقة آتون" قريبة إلى قصر الملقطة الذي خلط بينه وبين الكشف الجديد.
رد حواس
وردًا على هذا الجدل، يقول زاهي حواس في المقابل، إن أي أحد يريد طرح وجهة نظر علمية، لابد أن يستشهد بمقال علمي أو كتاب علمي وهو لم يحدث، مؤكدًا أن الأمر لا يستدعي حتى الرد.
ويشدد حواس في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" على أن من ينتقد الكشف أشخاص لا علاقة لها بالحفريات بالمرة، مشيرًا إلى أن هذا الكشف أصبح حديث العالم.
ويلفت حواس إلى أن الخرائط توضح كل شيء، مؤكدًا أن الموقع كان به 3 علماء مصريات وأجانب وشاهدوا حجم الاكتشافات التي توصلنا إليها.
وكان قد أعلن زاهي حواس، الخميس الماضي، العثور على أكبر مدينة أثرية عثر عليها حتى الآن في مصر، يعود تاريخها إلى منذ 3 آلاف عام، استخدمت منذ عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدامها من قبل توت عنخ آمون.
وقال حواس في تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "إشراقة آتون" من 3 أحياء سكنية وصناعية وتجارية ضخمة جدا، ولكل حي مدخله الخاص، وتم العثور على مناطق لحفظ اللحوم المجففة، ومنطقة أخرى لصناعة الطوب اللبن، وأخرى للأحذية، كما عثر على منطقة لصناعة المجوهرات.