نذر اضطراب إفريقي.. شحنة نار جديدة تصل من ليبيا إلى النيجر
00:17 - 13 أبريل 2021يهدد استمرار الميليشيات والمرتزقة الأجانب في ليبيا، منطقة غرب إفريقيا بزيادة معدلات الإرهاب والتفجيرات؛ حيث يتواصل تهريب شحنات الأسلحة من ليبيا إليها، وآخرها إعلان النيجر ضبط شحنة جديدة، يوم الأحد.
وضبطت قوات الأمن النيجرية، أمس الأحد، سيارتين قادمتين من ليبيا تحملان أكثر من 77 أسلحة بندقية "كلاشنكوف" وصاروخين، وأكثر من 30.000 ذخيرة ومسدسين.
وطاردت قوات الأمن في مدينة إنغال، شمالي النيجر، السيارتين، حيث انقلبت إحداهما في الطريق، وألقت القبض على 4 ركاب، ولا يزال البحث جاري عن شخصين آخرين.
شحنات النار
وتمتد عمليات تهريب السلاح من ليبيا إلى داخل وخارج إفريقيا كشحنات من النار تأتي في طريقها الأخضر واليابس، فبحسب تقرير كشفت عنه الأمم المتحدة، في فبراير الماضي، يوجد في ليبيا 29 مليون قطعة سلاح، تسببت في إغراق البلاد في الفوضى، وامتد تأثيرها إلى خارج الحدود، وتحديدا البلدان الأفريقية المجاورة مثل تشاد والنيجر ومالي التي تعاني من الإرهاب.
وأوضح التقرير أيضا أن ليبيا باتت أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة، فهناك ما بين 150 و200 ألف طن من السلاح في جميع أنحاء البلاد.
وحذر من خطورة الأمر، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى ففي في فبراير 2020، خلال مشاركته في القمة الإفريقية العادية الـ33، تحت شعار "إسكات البنادق وتهيئة الظروف للتنمية في إفريقيا"، حيث أكد أن الوضع في ليبيا قد يجعل منها مركزا لتوزيع السلاح في إفريقيا.
تهريب السلاح لإفريقيا وغزة
وعن بداية هذه الفوضى العارمة في انتشار وتهريب السلاح، يقول المحلل السياسي الليبي مالك معاذ، إن كارثة انتشار السلاح بدأت وقت المعارك بين القوات التي استعان بها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والمتظاهرين في 2011.
وذكَّر معاذ في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، بأن المتظاهرين عندما كانوا يسيطرون على أي مدينة يداهمون المعسكرات ومخازن السلاح ويستولون عليها، مستغلين عدم وجود حراسة لها حينها، فيما كان المواطنين يتجمعون حولها ليحصلوا على الأسلحة كنوع من الحماية الأمنية.
وامتد الأمر لتصبح ليبيا مركزا لتوزيع السلاح إلى إفريقيا، بل وتوريده إلى قطاع غزة، وهو ما كشفته وثائق تم الإفراج عنها في فبراير الماضي، ونشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية، حيث تم تهريب السلاح إلى غزة خلال فترة حكم تنظيم الإخوان الإرهابي لمصر، بحسب المتحدث ذاته.
مخبأ الإرهابيين
وعن نتائج وأهداف تهريب السلاح من ليبيا إلى غرب إفريقيا، أوضح الباحث القانوني التشادي، علي موسى علي، في حديث سابق لـ"سكاي نيوز عربية" أن منطقة المثلث الحدودي بين النيجر ونيجيريا وبوركينافاسو صارت مخبأ سهلا للجماعات الإرهابية، فهذه المنطقة وعرة جداً وتغطيها غابات ومجاري مائية تسهل على الجماعات المتشددة الاختباء بعيدا عن القوات النظامية والمواطنين.
وكدلالة على المدى الذي وصل إليه تهريب السلاح من ليبيا إلى غرب إفريقيا، وتأثير هذا في زيادة الصراعات الدينية والعرقية، كرر رئيس نيجيريا، محمد بخاري، اتهامه للقائمين على تهريب السلاح من ليبيا بأن لهم دورا في زيادة الإرهاب في بلاده.
ففي يناير الماضي، قال بخاري بعد مقتل أكثر من 100 شخص في بلدة حدودية بين النيجر ومالي، على يد مسلحين، إن تدهور دول بغرب إفريقيا يعود إلى تهريب أسلحة من ليبيا إلى الإرهابيين والمجرمين.
والعام الماضي، تحدثت دراسة أصدرتها مؤسسة "سلفيوم" للدراسات والأبحاث الأمنية الليبية عن دوافع دولية أجنبية وراء تهريب السلاح من ليبيا إلى إفريقيا، والطرق الناعمة التي تكون غطاء للتهريب أو تسهله.