بشائر الاستقرار السياسي.. موسم درامي غزير في ليبيا
23:15 - 12 أبريل 2021تستعد الدراما الليبية لإسعاد المواطنين وإشعارهم بثمار الاستقرار السياسي، بباقة منوعة من المسلسلات في موسم درامي مختلف جذريا عن السنوات السابقة، بسبب غزارة الإنتاج هذه المرة، وتنوع الأفكار المقدمة في جرعات خفيفة أكثرها لا يتجاوز 15 حلقة.
كما تتنوع القصص الدرامية ما بين القضايا اليومية، والحرب على تنظيم داعش، والفساد والوضع الاجتماعي، في قوالب درامية مختلفة.
وشجع الاستقرار السياسي الذي تشهده ليبيا مؤخرا المنتجين على دخول السوق بقوة وعودة الإنتاج الدرامي؛ مما ساهم في إنتاج عشرات المسلسلات التي تتناول حياة الليبيين، مع ملاحظة أن السائد هو دراما الـ15 حلقة.
مدير شركة "سينما" للإنتاج الفني والتوزيع، أحمد الزنتاني، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "تصوير الدراما الليبية كان يواجه صعوبات كبيرة منذ 2011، ولكن الآن الوضع اختلف عن السابق من الناحية الأمنية، ورغم كل الصعوبات الماضية، فإن الدراما حاولت الحضور بشكل فعال، ولم تغب عن الساحة الفنية طوال السنوات السابقة، وعمل الجميع في أصعب الظروف وأصعب الحالات، وجهزوا مواقع تصوير في ظروف استثنائية".
"استحضار الطوارق"
وكان الجنوب الليبي على موعد مع إنتاج أول مسلسل يتم تصويره في مدينة غات، وهو "أغرم المدينة العائمة"، الذي يتناول حياة الطوارق في ليبيا، في سلسلة قصصية جديدة مستوحاة من الثقافة الليبية التارقية.
وستكون اللهجة الليبية حاضرة بقوة في جميع القصص التي يقدمها المسلسل، مع تطعيم العمل باللغة التارقية بنسبة 10 بالمئة، فيما ستكون لغة الهوسا بنسبة أقل.
مخرج المسلسل، بوبكر زين العابدين، يقول إنه يزور مدينة غات منذ 2012، ويحاول إنتاج عمل فني يليق بالمدينة وثقافتها وتراثها الكبير ليقدمها للعالم، ولتصحيح الصورة غير الحقيقية التي نقلتها بعض الأعمال الفنية عن المدينة، وخاصة الطوارق.
وأضاف زين العابدين لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "من الجيد أنه يكون (أغرم المدينة العائمة) هو أول عمل فني يتم إنتاجه في جنوب ليبيا، حيث نحاول من خلاله أن نعكس روح المدينة وثقافتها، والتنوع القبلي واللغوي الموجود في المدينة للعرب والطوارق والهوسا، ونقدم هذا كله في قالب درامي مشوق".
"الغربال"
مسلسل "الغربال" ينتمي لنوع الكوميديا السوداء، فهو يناقش حالة الفساد والفوضى المستشرية في ليبيا مع غياب الوازع الوطني والديني، والسعي للثراء بأي وسيلة، ودون مراعاة لأية معايير.
ويحكي مخرج المسلسل، عبد الرؤوف الأمين، لموقع "سكاي نيوز عربية" لمحة عن القصة، قائلا: "تدور فكرة المسلسل حول قيام شخص من أصحاب السلطة، بصدم رجل فقير بسيارته، ونظرا لقرب الانتخابات يعرض المسؤول على الرجل شراء سكوته بأية وسيلة وتحقيق أي أمنية له، فيبدأ الرجل الفقير في اختيار جملة من الوظائف شكلت إسقاطا على ما يجري في الداخل الليبي من فساد، وتدور الأحداث في إطار كوميدي".
"زمن الهف"
مسلسل "زمن الهف" يتناول حياة الليبيين في إحدى واحات الجنوب الشرقي في حقبة الستينيات من القرن الماضي، بعد سنوات من انتشار مرض "الهف" الذي حصد أرواح الكثيرين وتسبب في تشتيت شمل آخرين.
المسلسل درامي اجتماعي يتكون من 15 حلقة، جرى تصويره في البيوت والأسواق والمزارع والصحراء، حيث تتداخل علاقات الناس ومسارات الحياة اليومية.
مخرج المسلسل علي حامد العريبي، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "زمن الهف" هو "دراما اجتماعية تدور في إحدى الواحات البعيدة، وهي من الواحات التي لا نعرف عنها شيئا سوى كونها كانت دربا للقوافل أو مصدرا للتمور ومشتقاته".
ويضيف العريبي أن المسلسل "يؤرخ جائحة من الزمن القديم (ما كنا نسميه الهف)، وفيها صراع بين العائلات ذات النفوذ في الواحة التي سالت على رمالها الدماء، وصار التنافس أكثر بشاعة، وتصور الصراع الأزلي بين الخير والشر".
"أيام الجور"
تدور أحداث "أيام الجور" داخل قرية من القرى الليبية يحكمها ما يسمى بشيخ القرية، أو كما يعرف في بعض البلدان العربية باسم (العمدة) حيث يمارس هذا الشيخ على أهالي القرية شتى أنواع الظلم والاضطهاد.
ويقول مخرج ومؤلف العمل، عادل الحاسي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن المسلسل يعرض قضايا اجتماعية كزواج القاصرات والميراث وانعدام القانون وتخاذل المسؤولين وتفشي الجريمة وهدر الدماء دون رادع، والصراعات الأسرية وقتال الإخوة بعضهم لبعض من أجل المال، والعديد من القضايا الأخرى.
"خفيف ظريف"
ويدخل السباق مسلسل "خفيف ظريف"، في 15 حلقة، يطرح فيها مؤلف العمل رمضان المزداوي قضايا تهم الليبيين في قالب كوميدي، وهو من بطولة الفنانة ياسمين الورفلي مع نخبة من النجوم، ومن إخراج محمد الشريف.
"ولاد ناس"
ومسلسل "ولاد ناس"، الجزء الخامس، يناقش بعض الظواهر السلبية بالمجتمع، في 15 حلقة، من تأليف وإخراج أيمن الشعتاني.
"أرزاق"
وضمن الروح الكوميدية يأتي مسلسل "أرزاق 2"، الذي يتعرض لظواهر سلبية في قالب كوميدي، وهو أيضا في 15 حلقة، ومن بطولة أحمد أبوفردة، وناصر الأوجلي، وأحمد بريغيث، ومحمد بعيو، ومن تأليف آدم عبد السيد.
وفي العموم، تتمتع الدراما في ليبيا بحضور قوي وحرية في الحركة، على عكس السينما التي هُدمت آخر دار عرض لها، وهي دار الرشيد، في الأيام القليلة الماضية.
كما يواجه الفن التشكيلي مصيرا مقلقا مع احتمال هدم "دار الفنون"، مقر عرض الأعمال التشكيلية لأسباب غير مبررة حتى الآن.